عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: تراجع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن دعوى قضائية، رفعها قبل نحو أربعة أشهر، ضد موقع quot;كتابات الالكترونيquot; بسبب مقال نشره الموقع لاحد الكتاب العراقيين يحوي اتهامات ضد مدير مكتب المالكي quot;بتوزيع مناصب الدولة على أقاربهquot;. ونقل بيان للمركز الوطني التابع لامانة مجلس الوزراء عن المالكي قوله، عبر نافذة التواصل مع الاعلاميين quot;امرت بسحب الدعوى بهدف منح فرصة لاصحاب هذا الموقع ان يعودوا عن سلوكهم هذا او ان يتحلوا بشيء من المصداقية والموضوعيةquot;. وأضاف أن quot;بعض أوجه استخدامات الانترنت فقدت انسانيتها نسبيا بسبب ما تبثه دون تدقيق أو تحقيقquot;.

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي

وطالب المحامي عبد الرحمن جلهم حمزة، محامي رئيس الوزراء، حسب نص الدعوى، طالب بإلزام الكاتب ورئيس التحرير بتسديد تعويض لموكله قدره مليارد دينار عراقي quot; حوالي 900 ألف دولار أميركيquot; قابلاً للزيادة، ومطالباً بتحميلهما الرسوم وأتعاب المحاماة. وقد أثارت الدعوى الاوساط الصحافة العراقية بسبب صدروها عن رئيس الوزراء شخصياً، وهي سابقة في العراق. حيث كتب عدة كتاب مقالات في صحف ومواقع عراقية تندد معظمها بالدعوى وساند بعضها موقف رئيس الوزراء.

كما ناشدت نقابة الصحافيين العراقين رئيس الوزراء بسحب الدعوى ومثلها منظمات صحافية عراقية. وقد عبر بيان صدر اليوم الخميس من نقابة الصحافيين العراقيين عن quot;شكرها وتقديرها لهذا القرار الشجاع الذي ينطلق من تفهم السيد رئيس الوزراء لدور الصحافة ودعمه للصحافيين العراقيين وتقديره لتضحياتهم واحترامه للرأي والرأي الآخرquot;.

وكان الزاملي قال لـquot;إيلافquot; إن دعوى رئيس الوزراء نوري المالكي لم أعلم بها إلا قبل أيام قليلة من خلال إتصال السيد محامي رئيس الوزراء بي، الذي ذكر لي بأن هناك دعوى قضائية مرفوعة ضد الموقع قبل ثلاثة أشهر وتم تأجيلها لأجل تهيئة أي رد لديquot;. مضيفاً quot;أن مايؤسف له أن السيد المالكي استند في هذه الدعوى على قانون العقوبات 111 لسنة 1969 الذي يتحدث عن المطبوعات الورقية وليس عن النشر الإلكترونيquot;.

وحول سبب نشره للمقال، سبب الدعوى، قال الزاملي: إن الموقع غير مسؤول عما ينشر فيه من آراء حسب التونيه الثابت الذي يظهر أسفل كل مقال quot; كتابات لا تتحمل أيّة مسؤوليّة عن المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية عن كتاباتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخرquot;. وهاجم صاحب موقع كتابات الكاتب العراقي أياد الزاملي في بيان نشره على موقعه مستشاري رئيس الوزراء quot;لتورطيه برفع الدعوى ضد الموقعquot; الذي يديره من ألمانيا.

صاحب موقع كتابات الإلكتروني أياد الزاملي

وورد في نص الدعوى، التي رفعها محامي رئيس الوزراء العراقي عبد الرحمن جلهم حمزة، في محكمة بداءة الكرادة ببغداد ضد صاحب الموقع ورئيس تحريره أياد الزاملي وضد الكاتب علي حسين بعد نشر الموقع لمقال بعنوان quot; مدير مكتب المالكي يوزع مناصب الدولة على أقاربهquot; بتاريخ 5 كانون الثاني 2009. وحسب الدعوى المؤرخة في التاسع من شهر شباط 2009 فإن المقال quot;تضمن عبارات قذف وتجريح وإساءة للمركز الإجتماعي لرئيس الوزراء العراقي وإسناد وقائع مظللة بشكل علني تمثل تعدي على القيم الوظيفية والاجتماعيه لهquot;.

وقد تأسس موقع كتابات الإلكتروني عام 2002 من قبل الكاتب العراقي المقيم في ألمانيا أياد الزاملي، وهو مختص بنشر مقالات رأي أغلبها لكتاب عراقيين من داخل وخارج العراق. يذكر أن عدداً من الوزراء، والشخصيات العراقية، ودوائر في الدولة، قامت مؤخراً برفع دعاوى قضائية ضد قنوات فضائية وصحف داخل وخارج العراق، لنشرها أخباراً أو مقالات تم الطعن بصحتها.

وأبرزها الدعوى القضائية التي أقامها جهاز المخابرات العراقي هذا الشهر ضد جريدة quot;الجارديانquot; اللندنية، طالبها بدفع تعويض قدره مليارد دينار عراقي لنشرها لقاء مع ضباط مخابرات اتهموا رئيس الوزراء العراقي بتشكيل جهاز مخابرات بديل مكون من أقاربه ومحازبيه، وهو ماكذبه الجهاز وطلب بكشف أسماء الضباط الذين تحدثوا للجريدة. وعلمت quot;إيلافquot; أن الدعوى تم تأجيلها ثلاثة أشهر بطلب من محامي جريدة quot;الجارديانquot;.