نبيل شرف الدين من القاهرة: رغم الترحيب الدولي بخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وجهه إلى العالم الإسلامي من القاهرة، فقد وصفت جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; في مصر الخطاب بأنه مجرَّد حملة علاقات عامة؛ لتضييع الفرص وإضاعة الوقت، ومحاولة لتجميل صورة أميركا التي تلطخت بالظلم وإراقة دماء العرب والمسلمين في كل مكان، وخاصةً في الأراضي الفلسطينية، كما يقول بيان جماعة الإخوان المحظورة في مصر .

وقبل يومين أعلن أوباما في جامعة القاهرة أنه جاء ليمد يد المصالحة للعالم الإسلامي بعد أكثر من ثمانية أعوام على هجمات 11سبتمبر 2001 التي أطلقت بعدها الولايات المتحدة مواجهة دولية على الإرهاب، دفعتها للتدخل عسكريا في العراق وأفغانستان .

وفي البداية رحبت الجماعة ببعض ما جاء في خطاب الرئيس أوباما ، ووصفته بأنه إيجابي في مجمله، إلا أنها عادت وأصدرت بياناً قالت فيه quot;إن الإخوان المسلمين وهم جزءٌ من الأمة العربية والإسلامية يدركون حقيقةَ ما يجري في العالم من مكر وكيد وعدوان من أصحاب المشروع الصهيوني ـ الأميركي ضد أبناء هذه الأمة، ويؤكدون أن قدرةَ العالمين العربي والإسلامي على استثمار طاقاتهما وإمكاناتهما في التنمية والنهضة هي الحقيقة التي يجب أن يُعوَّل عليها، وهي وحدها التي تستجلب تقدير واحترام العالم .

وتابع البيان قائلاً quot;لقد استمعنا - كما استمع الناس في العالم - إلى الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي أوباما من جامعة القاهرة، متوجهًا به إلى العالم الإسلامي، فلم نرَ فيه - كما توقعنا من قبل - جديدًا يُذكر بالنسبة إلى الإستراتيجية الأميركية .

وأكدت جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; أنها تعتبر هذا الخطاب quot;مجرَّد حملة علاقات عامة لتضييع الفرص، وإضاعة الوقت، ومحاولة لتجميل صورة أميركا التي تلطخت بالظلم والغزو وجرائم العدوان وإراقة دماء العرب والمسلمين في كل مكان، وخاصةً في فلسطينquot;، وفق ما ورد في البيان .

بيان الإخوان

ولفت بيان الإخوان إلى عدة نقاط نوردها كما وردت في البيان من دون أي تدخل على النحو التالي :

1- أن المبادئ العامة التي ذكرها الرئيس أوباما في خطابه من حقوق الإنسان والعدل وضرورة الحوار على أساس الاحترام والثقة المتبادلة، وغير ذلك لا يختلف عليها أحد.

2- أن العبارات العاطفية واللغة واللباقة التي استخدمها أوباما في خطابه، وحاول بها كسب مشاعر المسلمين لا تحقق عدلاً ولا تسترد حقًّا للمسلمين سواء في فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو باكستان أو غيرها من بلاد العالم الإسلامي التي يراق فيها الدم المسلم ليلَ نهار بتخطيطٍ ومكرٍ من قِبل الإدارات الأميركية المتتابعة.

3- أن إعلانَ الرئيس أوباما عن استمرارِ دعم أميركا للصهاينة في فلسطين لتحقيق أمنهم وتأكيده ذلك، وعدم حق المقاومة الفلسطينية، ليؤكد أنه يسير على دربِ أسلافه، حكام أميركا في سياسة الكيل بمكيالين والانحياز الكامل غير المحدود للكيان الصهيوني، بل والتماس كل الأعذار له في ما يفعل ضد الفلسطينيين، ويظهر ذلك واضحًا في تركيزه على أسطورة المحرقة النازية التي وقعت لليهود .

4- أن الحديثَ بإسهابٍ عن المشكلات الاقتصادية، وعن البطالة، وضرورة توفير فرص عمل للشباب، وما إلى غير ذلك هو حديث عام مرسل يحتاج إلى إصلاحٍ سياسي حقيقي، أما الحديث عن حقوقِ المرأة والتعليم فهي أمور يعرفها المسلمون جيدًا من قيم ومبادئ الإسلام العظيم.

5- أن محاولةَ دغدغة مشاعر وعواطف العرب والمسلمين من خلال استشهاده بالآيات القرآنية والأحداث التاريخية الإسلامية والحديث عن قيم التسامح وإسهامات الحضارة الإسلامية في نهضة وتقدم البشرية لم ولن تنجح في تحقيقِ أهدافها، ولن تنطلي على العرب والمسلمين؛ لأنه بالمقابل كان واضحًا أن ذلك مجرد تغير في الأسلوب والتكتيك في بعض القضايا؛ بما يؤكد سياسة التدخل الناعم للإدارة الأميركية، بدلاً من استخدام الآلة العسكرية التي ما زالت تقوم بجرائمها في أفغانستان وباكستان، فضلاً عن الاحتلال الذي ما زال جاثمًا على صدر العراق وآثاره وتداعياته مستمرة.

6- الحديث المقتضب والسطحي عن الديمقراطية ولمز الشعوب التي تطالب بها في العالم العربي والإسلامي، في الوقت الذي غضَّ فيه الطرف عن الديكتاتوريات القائمة والأنظمة الفاسدة الظالمة التي تقهر شعوبها وتهمش دورها.

واختتم البيان قائلاً إن الجماعة quot;نُوجِّه الأنظارَ إلى أنه ما لم تتوقف الحملة التي تقودها أميركا ضد المسلمين فإن التوترَ سيستمر ويشتد والمقاومة ستزداد وتقوى، وسوف يظل عدم الاستقرار في العالم على حالته ما لم تتدارك أميركا وقيادتها مواقفها الظالمة الداعمة للصهاينة وللظالمين الذين يأتمرون بأمرها ويسيرون في طريقهاquot;، على حد تعبيرات بيان الجماعة.