جاكرتا: يقوم محققون بالبحث في فندقين فاخرين باندونيسا لحقت بهما اضرار جراء هجوم بالقنابل عن خيوط تؤدي الى الذين يقفون وراء الهجمات التي هزت استقرارا مستمرا منذ اربع سنوات في اكبر دولة اسلامية من حيث عدد السكان. ورغم ان المسؤولين لم يتمكنوا من الافصاح عمن يعتقدون انه المسؤول عن الهجمات التي وقعت يوم الجمعة فان الاشتباه يدور حول الجماعة الاسلامية وهي جماعة متشددة مسؤولة عن سلسلة من الهجمات المميتة التي انتهت فيما يبدو في 2005.

وقال ضابط شرطة متقاعد من جنوب شرق اسيا يركز حاليا على مكافحة الارهاب في المنطقة quot;انها (الهجمات) تحمل توقيع اصدقائنا (الجماعة الاسلامية)quot;. وهاجم مفجران انتحاريان فندقي جيه.دبليو. ماريوت وريتز كارلتون اللذين يرتادهما بكثرة رجال اعمال ودبلوماسيون ويعتبران من اكثر المباني امنا في العاصمة.

وقالت الشرطة في مؤتمر صحفي يوم السبت ان تسعة اشخاص قتلوا واصيب 53 شخصا اخرين وهو ما يعني تعديلا لعدد القتلى بعد أن تعسر على المحققين التعرف على بعض الضحايا من فحص بقاياهم، وقال وزير الخارجية الاندونيسي حسن ويراجودا في بيان صحفي quot;نعتقد ان المفجرين الانتحاريين ضمن الثلاثة الذين لم نتعرف عليهم من القتلى.quot;

ويضم الضحايا مواطنين من اندونيسيا والولايات المتحدة واستراليا وكوريا الجنوبية وهولندا وايطاليا وبريطانيا وكندا والنرويج واليابان والهند، وهذان التفجيران ضربة قوية للرئيس سوسيلو بامبانج يودويونو الذي اعيد انتخابه في وقت سابق من الشهر الجاري في فوز ساحق بناء على اعادة السلام والنمو القوي في اكبر اقتصاد في جنوب شرق اسيا.

وبعد ان هزتها سلسلة هجمات ضد غربيين في النصف الاول من العقد الحالي بات ينسب على نطاق واسع لاندونيسيا النجاح في التصدي للجماعات المتشددة بما في ذلك اعدام المفجرين المسؤولين عن مقتل 202 شخص في بالي عام 2002، وقال رجل الدين الاصولي أبو بكر باعشير الذي يزعم البعض أنه تولى رئاسة الجماعة الاسلامية من قبل ان التفجيرات quot;تحذير من الله لاندونيسيا لعدم احترامها لشريعة اللهquot;، وأضاف في رسالة نصية على الهاتف لرويترز quot;هؤلاء الذين شملهم (الهجوم) كفار أو مرتدون أرادوا اعتراض سبيل الجهاد في اندونيسيا.quot;

لكن تتردد حاليا اسئلة بشأن سهولة اختراق الاجراءات الامنية التي يفترض انها مشددة، وقالت الشرطة يوم الجمعة ان المفجرين دخلا ماريوت على انهما نزيلان يوم الاربعاء وقاما بتجميع القنبلتين في غرفتهما. وعثر على قنبلة ثالثة وابطل مفعولها في حقيبة جهاز كمبيوتر محمول في الطابق الثامن عشر.

وابلغ متحدث باسم الشرطة الصحافيين ان جهاز رصد المعادن اعطى صوتا عندما مرت قنبلة مخبأة داخل كمبيوتر محمول على الماسح الضوئي لكن المفجر قال انه مجرد كمبيوتر محمول مما جعل الحراس يدعونه يمر. وقال والتر لوهمان من مؤسسة هيريتيدج فاونديشن quot;رغم ما ينسب للاندونيسيين من فضل مستحق على كل ما فعلوه لمنع وقوع هجمات طيلة اربع سنوات فعليهم ايضا ان يبحثوا بعناية عن الخطأ في الاجراءات الامنية ويسعون الى فهم افضل للشبكة الداخلية التي تؤيد الارهاب.quot;

وكان رد الفعل الدولي على التفجيرين سريعا. اذ وصف الرئيس الأميركي باراك اوباما الذي قضى اربع سنوات في جاكرتا كطفل بعد ان تزوجت امه من اندونيسي الهجومين بأنهما quot;فظيعان.، وقال البيت الابيض في بيان ان هذه quot;الهجمات توضح أن المتطرفين مازالوا عازمين على قتل الرجال والنساء والاطفال الابرياء من أي دين في كل الدولquot;، واوضح لوهمان انه على ثقة في ان بامكان الاندونيسيين تجاوز المأساة الاخيرة، واضاف في تعليق quot;اندونيسيا ... ستجتاز تفجيرات 17 يوليو تموز كما اجتازت تفجيرات اخرىquot;.