واشنطن: انتقدت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية إدارة الرئيس باراك أوباما على خلفية المواجهة المستمرة منذ ثلاثة أشهر مع إسرائيل بشأن المستوطنات اليهودية في القدس والضفة الغربية. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الخميس ان أحد أكثر النتائج إثارة للصدمة للأشهر الستة الأولى من تسلم الإدارة الأميركية السلطة هي أن إسرائيل هي البلد الوحيد الذي تدهورت علاقاته مع الولايات المتحدة عما كان عليه في كانون الثاني/يناير.

ولاحظت ان الإدارة الجديدة أعادت quot;إطلاقquot; علاقتها مع روسيا وأرسلت سفيراً جديداً إلى سوريا وفنزويلا بل وبعثت إشارات سلام إلى كوبا وبورما، ولكنها دخلت منذ ما يقرب الثلاثة الأشهر في مواجهة علنية مع إسرائيل حول بناء المستوطنات اليهودية في القدس والضفة الغربية. ولاحظت ان الجانبين الإسرائيلي والأميركي مختلفان بشكل أقل وضوحاً بشأن السياسة تجاه إيران.

وأشارت إلى انه على الرغم من توافد المسؤولين الأميركيين إلى إسرائيل لمعالجة المسألة، إلاّ ان التوتر استمر حيث أظهر استطلاع للرأي أجري الأسبوع الماضي ان إسرائيل هي البلد الوحيد من بين 25 بلداً شملها الاستطلاع، التي تسوء فيها صورة الولايات المتحدة لدى الجمهور ولا تتحسّن.

واتهمت الإدارة بأنها ارتكبت أخطاء، مشيرة إلى ان أوباما اختار الإصرار على طلب مطلق لتجميد الاستيطان، بدلاً من البناء على تنازلات نتنياهو الأولى في الكلمة التي ألقاها بشأن إقامة دولة فلسطينية والتي اقترح فيها معايير لتقليص المستوطنات مقبولة لدى الإدارات الأميركية السابقة.

واعتبرت الصحيفة ان موقف الإدارة هذا دفع الزعماء الفلسطينيين والعرب، إلى التصلّب في مواقفهم ورفض مطلب الإدارة بتقديم تنازلات quot;لبناء الثقةquot; مع إسرائيل. كما ان هذا الموقف، برأي الصحيفة، دفع الرأي العام الإسرائيلي، والذي عادة ما يميل ضد الحركة الاستيطانية، إلى الوقوف خلف نتنياهو.

ولفتت إلى ان المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين يعملون الآن للتوصل إلى تسوية من شأنها أن تسمح لإسرائيل باستكمال بعض المساكن قيد البناء حالياً في بعض المستوطانت، على أن يبدأ تجميد بناء مستوطنات جديدة لفترة محددة. ومن المتوقع، في إطار التسوية هذه، أن تتخذ الدول العربية خطوات في المقابل. غير ان quot;واشنطن بوستquot; رأت ان مثل هذا الاتفاق سوف يعرض أوباما للانتقاد في العالم العربي وهو أمر كان ليتفاداه لو لم يصعّد النزاع بشأن المستوطنات.

وخلصت إلى ان أوباما quot;في أسوأ الأحوال، قد تتراجع مكانة أوباما أمام الإسرائيليين والعرب على حد سواء حتى قبل بدء المناقشات بشأن المسائل التي تحتاج إلى نفوذ الولايات المتحدة. وختمت بأنه quot;إذا أراد أوباما أن يكون فعالاً في التوصل الى اتفاق سلام فعليه أن يظهر لكلا الجانبين بأنه بإمكانهما الوثوق به ويجب عليها أن يكون متشدداً مع أكثر من بلد واحدquot;.