موسكو: استأثر الوضع في منطقة الشرق الأوسط بالأولوية في اهتمامات الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز خلال لقائهما في منتجع سوتشي الروسي في 18 أغسطس. وعلق الجانب الروسي، مع ذلك، أهمية كبيرة على زيارة بيريز كونه أحد سياسيي العالم المخضرمين الأكثر حنكة ولاعبا سياسيا كبيرا ونشطا في مسرح السياسة الإسرائيلية.

ويرى مراقبون أن زيارة بيريز تمثل بداية لانطلاق أركان السلطة الإسرائيلية نحو روسيا وعلى رأسهم رئيس الوزراء نتانياهو. وحرص بيريز على أن يلفت نظر الرئيس الروسي إلى أن العلاقات بين إسرائيل وروسيا شهدت quot;تحسنا كبيراquot; في الفترة الأخيرة. وأضاف بيريز: quot;ما من شك في أن روسيا تسعى إلى السلام ومستعدة للمساهمة في حل مشكلاتناquot;.

وعبر ميدفيديف وبيريز للصحفيين عن رضاهما عن نتائج اللقاء. وأدهش ميدفيديف الصحفيين حين أخبرهم أن محادثاته مع الرئيس الإسرائيلي تطرقت أولا إلى التعاون في المجال الزراعي. وأكد بيريز هذا، مشيرا إلى أن روسيا تستطيع أن تلعب دورا رئيسيا في مساعدة العالم الذي يعاني من نقص كبير في quot;الخبز والماءquot; على مكافحة الجوع.

وفي ما يخص نزاع الشرق الأوسط الذي تركزت عليه محادثات رئيسي الدولتين، قال ميدفيديف: quot;إننا نقول إن إسرائيل تسعى إلى إقامة علاقات سلمية مع جميع جيرانها. ولكن ما زال أمام الشرق الأوسط عمل كثير من أجل تحقيق هذه الأهدافquot;.. ويجب بذل جهود كبيرة quot;لإعطاء زخم إضافي للحوار الإسرائيلي الفلسطينيquot;.. والمطلوب، حتى يتطور هذا الحوار، تخلي جميع أطراف النزاع عن مواجهات وخطوات أحادية الجانب.. وسوف يعمل الراعي الروسي في هذا الاتجاه.

وأعاد ميدفيديف إلى أذهان الصحفيين أن روسيا دعت إلى عقد مؤتمر خاص بالشرق الأوسط في موسكو. وأضاف الرئيس الروسي أن الراعي الروسي لعملية السلام في الشرق الأوسط لا يهول في أهمية هذا أو ذاك من المؤتمرات ولكنه يعتبرها مفيدة.

وكان البيان المشترك حول دور شعوب الاتحاد السوفيتي في دحر ألمانيا النازية والطبيعة الإجرامية للهولوكوست هو الشيء الملموس الوحيد الذي أسفر عنه اللقاء بين الرئيس الروسي والرئيس الإسرائيلي. وقال بيريز في ختام المؤتمر الصحفي إنه بحث مع الرئيس الروسي المشكلة الإيرانية أيضا من دون أن يعلن عن أي تفاصيل.