لندن، وكالات: تزايد عدد الضحايا المستثمرين لرجل الأعمال اللبناني صلاح عز الدين وتصاعد الغموض فيما يخص مصير الأموال التي كانت بحوزته حيث أشهر quot;مادوف لبنانquot; _ كما أطلع عليه_ افلاسه فما كان من السلطات الحكومية الا اعتقاله والتحفظ على امواله مع ازدياد عدد الضحايا الذين وقعوا في مصيدة خسارة أموالهم وهم من صغار المستثمرين، واكثرهم من المسلمين الشيعة، في لبنان.

وتشير بعض التقارير الى ان صلاح عز الدين ربما كان تلاعب او اختلس اموال مستثمرين كانت بحوزته تقدر بنحو 1,5 مليار دولار. وقال محمد الدهيني رئيس بلدية بلدة طورا الجنوبية ان ما يقرب من 250 شخصا من البلدة اودعوا اموالهم عنده، وانه وعدهم بمنحهم فوائد عليها تبلغ احيانا اكثر من 25 في المئة. واضاف الدهيني، في تصريح لوكالة فرانس برس، ان صلاح عز الدين تمكن من كسب ثقة الشيعة في جنوب لبنان، وكان يتعامل بمبالغ ضخمة جدا. واضاف: quot;نحن لا نعرف ما هي سياسته، الا ان معظم الذين يتعاملون معه هم من مؤيدي حزب اللهquot;.

واشار موقع بي بي سي الالكتروني ان صحيفة لوريان لوجور اللبنانية الناطقة بالفرنسية قالت الجمعة ان صلاح عز الدين قريب من حزب الله، وكان يأخذ اموالا من صغار المدخرين الشيعة، ومن مسؤولين في حزب الله من اجل توظيفها quot;في مشاريع مشبوهةquot;، حسب زعمها. كما قالت صحف لبنانية اخرى ان عددا كبيرا من المودعين لديه من قطر ومن جنسيات خليجية اخرى، اضافة الى الكثير من اللبنانيين الذين يعيشون في بلدان افريقية. واشارت الى ان الفوائد التي عرضها عز الدين على هؤلاء كانت ضخمة جدا، وتصل احيانا الى ستين في المئة. وذكرت ايضا ان صلاح عز الدين، وهو من بلدة معروب الجنوبية، استثمر في قطاعات المحروقات والالماس والذهب وتجارة المعادن.

ورفض النائب العام اللبناني سعيد ميرزا تحديد حجم الاموال التي يدين بها عز الدين للناس، او عدد المتضررين. لكنه قال انه أمر بختم مؤسسة دار الهادي للنشر التي يملكها عز الدين، والواقعة في الضاحية الجنوبية لبيروت، بالشمع الاحمر. واضاف: quot;ما زلنا نجمع المعلومات، وسنعلن الارقام لدى انتهاء التحقيقاتquot;. يشار الى ان تشبيه عز الدين بمادوف، رجل الاعمال الاميركي المدان والمحكوم عليه بالسجن لـ 150عاما، يعود الى ان الاخير اتهم بالاحتيال وغسيل الاموال والتلاعب والسرقة. وقدرت سلطات التحقيق الاميركية الخسائر الناجمة عن احتيال برنارد مادوف بنحو 60 مليار دولار.

وكتب روبرت فيسك في صحيفة الاندبندنت البريطانية اليوممقالاً بعنوان مادوف اللبناني أفلس بعد رجوع شيك لحزب الله بقيمة 200 ألف دولار. يلفت فيسك في مقاله إلى أن عز الدين، كان يحظى بثقة الجميع، وتنوعت استثماراته فقد كان ينظم رحلات للحج الى مكة ويملك دار نشر وقناة تلفزيونية لبرامج الأطفال، وكذلك له استثمارات نفطية في أوروبا الشرقية.

ومن بين المستثمرين في مشاريع عز الدين عناصر من حزب الله، وكان الشيك الذي أصدره لصاح نائب في البرلمان اللبناني عن حزب الله وأعيد من البنك هو أول مؤشر على تأزم وضعه المالي. يقول فيسك في مقاله إن عز الدين وعد مستثمريه بفوائد تصل الى أربعين في المئة، ولكنه لم يتسطع الوفاء بالتزاماته المالية، فأعلن إفلاسه.

ويرى فيسك أن قصة إفلاس عز الدين تلقي بظلال غير مريحة على حزب الله الذي بقي حتى الآن محتفظا بسمعة لا تشوبها فضائح مالية وشبهات فساد، بخلاف بعض الأنظمة العربية وبعض قيادات السلطة الفلسطينية، يقول فيسك الذي يشير الى صمت الحزب وعدم تعليقه على تطورات القضية.

ويعتقد فيسك أن عز الدين جذب المستثمرين من الشيعة الذي يعتقدون أن وضع الأموال في البنوك حرام حسب الشريعة الإسلامية بينما استثمارها في مشاريع تجارية حلال، خاصة مع شخص معروف بالنقاء والعفة مثل صلاح عز الدين الذي عرف أيضا برحلات الحج التي كانت تنظمها شركاته الى مكة.