فيما لم تعد تفصلنا سوى دور واحدة عن إعلان نهاية الشطر الأول من البطولة الوطنية، يجد مدربون أنفسهم على حافة الهاوية، بسبب عدم تقديمهم أي إضافات إلى فرقهم التي ما زالت تترنح تحت وطأة المستوى الضعيف، وقلة النتائج الإيجابية، ما جعل تكهنات المحللين الرياضيين تصب في خانة مسارعة المكاتب المسيرة إلى الاستغناء عنهم، قبل استئناف المرحلة الثانية من الدوري المغربي.

وانعكس ظهور الأندية الكبيرة بمستوى باهت على الدوري المحلي، الذي يعد موسمه الحالي أضعف من سابقه، خاصة أن عدد من المباريات دخلت النسيان، منها اللقاء الأخير، الذي جمع حامل اللقب الوداد البيضاوي، وحسنية أكادير، إذ أن حارسي الفريقين كانا في راحلة تامة طيلة التسعين دقيقة، لينتهي اللقاء بنتيجة البياض.

وبما أن الأضواء مسلطة على القلعة الحمراء، بسبب الانتدابات الوازنة التي قام بها المكتب المسير، فإن مدربها الفرنسي الجنسية والإيطالي الأصل، دييغو كارزيتو، يأتي على رأس قائمة المرشحين لعدم إكمال البطولة مع الوداد، الذي حقق، منذ بداية الموسم، خمس تعادلات وخمس انتصارات، في حين خسر في ثلاث مناسبات، وما زالت لديه مباراة ناقصة مع شباب الريف الحسيمي، التي تأجلت، إثر اندلاع أعمال شغب.

ويعد كارزيتو، الذي قاد مازيمبي للفوز بعصبة الأبطال الإفريقية، ثاني إطار أجنبي يشرف على الفريق الأحمر، خلال هذا الموسم، بعد قرار المدرب البرازيلي، دوسانتوس، الرحيل.

وضع الرجاء ليس بأفضل من غريمه التقليدي الوداد، إذ تعيش القلعة الخضراء حالة غير مستقرة، رغم تقديم لاعبيه عروضا فنية جدية فوق رقعة الملعب، إلا أن الفريق ما زال يشكو من أزمة نتائج، حتى بعد رحيل المدرب الفرنيس هنري ميشيل، وتعويضه بالإطار الوطني، محمد فاخر.

وما يزيد العبء على فاخر هو مراهنة الجمهور الأخضر على توقيع الفريق على موسم متميز محليا وقاريا، خاصة أن المكتب المسير انتدب أسماء وازنة، يمكنها أن تخلق الفارق في أي لحظة.

ولم ينجح الإطار الوطني لحد الآن في خلق الانسجام داخل البيت الوجاوي، وتحقيق نتائج إيجابية، وهو ما أدخله إلى قائمة المرشحين للمغادرة، رغم أنه لم يمض على قيادته الفريق سوى دورات قليلة.

بطل خريف الموسم الماضي، الدفاع الحسني الجديدي، ينزف بدوره الكثير من النقاط، كانت آخرها ثلاثة سرقها من فوق أرض ملعبه الجيش الملكي، بعد أن تغلب عليه، في الدورة الـ 14، بهدف دون مقابل.

وزادت هذه النتيجة، التي جعلت الدفاع يتمسر في المركز السابع، من حنق الجمهور الدكالي على الإطار الوطني خالد كرامة، الذي لم يدخل إلى البيت الجديدي، إلا في الشهر الماضي، خلفا لفتحي جمال.

ويبدو أن المدرب الأرجنتيني، أوسكار فيلوني، يعيش، بدروه، أيامه الأخيرة مع النادي القنيطري، الذي انهزم، في آخر مبارياته، على أرض ملعبه بهدفين دون رد أمام شباب الريف الحسيمي.

وتعد هذه الهزيمة السادسة في الموسم للقنيطريين، مقابل ستة تعادلات وانتصارين، ما جعلهم يتراجعون إلى المركز ما قبل الأخير برصيد 12 نقطة.

مدرب الحمامة البيضاء، فرانسوا جودار، يرجح أنه بدأ، بدوره، حزم حقائبه، خاصة بعد أن حقق شباب قصبة تادلة، الصاعد هذا الموسم إلى القسم الوطني الأول، حساب فريقه المغرب التطواني الفوز الأول له في هذا الموسم. ويقبع الفريق التطواني في المركز الحادي عشر بمجموع 14 نقطة.

أما بالنسبة للكوكب المراكشي فالوضع مختلف، إذ رغم أن الفريق ليس في أحسن أحواله، إلا أن الإطار الوطني، بادو الزاكي، ما زال ينتظر انتداب لاعبين جيدين في الميركاتو الشتوي، قبل محاسبته على النتائج، التي ما زالت لا ترقى بسمعة الفريق.