صرف تشلسي في السنوات السبع قبل استحواذ الروسي رومان ابراموفيتش عليه 106 ملايين جنيه استرليني في سوق انتقالات اللاعبين وكان متوسط حضور مبارياته 39784 مشجع. ولكن منذ وصوله إلى ستامفورد بريدج صب ابراموفيتش 457 مليوناً في سوق الانتقالات وارتفع معدل حضور الجماهير إلى 41423 شخص.

والفارق هنا 1639 مشجعاً أو 278.828 جنيه استرليني لكل منهم، لذا فلا عجب إذا كان الحديث الآن في الأوساط الإعلامية الانكليزية على أن ابراموفيتش بدأ يقلّم استثماراته ويتخذ التدابير لخفض التكاليف ويقلل من ميزانية الانتقالات في ستامفورد بريدج. ولكن يجب على المرء ألا ينسى أبداً أن تشلسي فاز في زمن الروسي ثلاث مرات بلقب الدوري الممتاز ومثله بكأس الاتحاد الانكليزي ومرتين بكأس رابطة الأندية للمحترفين، وتأهل النادي أربع مرات إلى مرحلة ما قبل الدور النهائي لدوري أبطال أوروبا في ما لا يقل عن خمس مناسبات.

ومن الواضح أن هناك عوامل مساهمة، ليس أقلها قدرة استيعاب ستامفورد بريدج. ومن المرجح أنه يمكن أن تباع تذاكر لبعض المباريات المهمة أكثر بكثير من 42449 تذكرة المسموح بها. ولكن لم يستطع تشلسي بيع كل تذاكر مبارياته منذ وصول ابراموفيتش إليه.

والحقيقة أنه على رغم ازدياد أهمية تشلسي في السنوات السبع لابراموفيتش، إلا أن حجم الحضور إلى النادي لم يتأثر بشكل كبير. وليس من المعتاد أن يكون هذا السبب قد ولّد الازدراء أيضاً. فعلى مدى العقود السابقة فإن أنصاره بالكاد كانت لديهم فرصة السئم من كثرة مشاركات ناديهم في المنافسات الأوروبية الكبرى. ومع ذلك، فإنه من الملاحظ الآن أن أرض ستامفورد بريدج مليئة بمباريات دوري أبطال أوروبا.

وكان ينبغي على تشلسي أن ينفجر في زمن ابراموفيتش بالانتقال إلى مكان أكبر، فكل ما فعله الروسي في النادي كان صائباً واستثمر إلى حد كبير في شراء خدمات لاعبين من نوعية جيدة، اللذين بدورهم حصدوا النجاحات وقدموا كرة قدم مسلية، فـ44 هدفاً في 11 مباراة في هذا الموسم تشير إلى أن هناك طموحاً للوفاء بالوعود أيضاً. بالإضافة إلى أن ابراموفيتش جمّد أسعار التذاكر لمدة أربع سنوات بدءاً من هذا الموسم، أي ما يعادل خصماً صافياً نسبته 15 في المئة مع أخذ ارتفاع معدلات التضخم الاقتصادي بالاعتبار. فما هي مشكلة تشلسي؟ الغريب، ليست لدى النادي أي مشكلة.

إنها ببساطة دليل لا يصدق على كيفية نمو النادي خارج حجمه التقليدي، وليس مثل أرسنال الذي انتقل من هايبري، الذي كانت قدرته الاستيعابية الكاملة تصل إلى 38.419 مشجع، إلى quot;استاد الإماراتquot; الجديد الذي تتسع مدرجاته لـ60.355 مشجع الذين يملؤنها على الفور. ومع أن ارسنال كان يعتبر منذ فترة طويلة على أنه أكبر الأندية في لندن، إلا أن في وقت مغادرته لهايبري كانت هناك قائمة انتظار طويلة لعشرين ألف تذكرة موسمية التي لم يتم بيعها لبعض الوقت. وكان هذا أحد الأسباب الذي دفع إلى عملية انتقاله بعدما علم مجلس إدارته أن الانتقال أصبح جوهرياً، وعلى رغم أن أتباع النادي كان يبلغ 60 ألفاً، إلا أن 22 ألفاً منهم فقط لم يستطيعوا الدخول إلى مدرجاته.

وسبق أن أعلن تشلسي في 9 حزيران الماضي أن تذاكر موسم 2010/2011 متاحة لأي عضو لديه 67 نقطة ولاء أو أكثر، ما معناه حضور المشجع لكل مباريات النادي في ستامفورد بريدج في الموسم الماضي. ويواصل البلوز النظر في خطط التوسع ولكن من دون حماسة وجوده في مكان آخر. وجاءت قفزته الكبيرة بين عامي 1989 و2003 عندما ارتفع معدل الحضور من 15.957 إلى 39.770 مشجع، وفي اليوم التالي وصل عدد الحضور إلى 41 ألفاً وظل هناك منذ ذلك الحين.

ويعتبر بروس باك، رئيس مجلس الإدارة، رجل أعمال واقعياً، وابراموفيتش في طريقه إلى أن يكون كذلك أيضاً. فما عدا جنون مبادلة المسؤولية المالية وحماسته التي لا تتضاءل وتبديد 457 مليون استرليني على شراء خدمات لاعبين، وحتى مع النجاح الذي لم يسبق له مثيل، فإن تشلسي يجد أن التوسع سيكون صعباً، ومع ذلك فإن ابراموفيتش لم يفقد الاهتمام، كما يتوقع الكثيرون.

ولكن كم من أصحاب الأندية الانكليزية الأخرى سيتبعون خطوات ابراموفيتش عندما تترسخ اللوائح المالية الجديدة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم السيئة السمعة؟

إذا كان تقدم تشلسي للانضمام إلى المراتب العليا التقليدية في كرة القدم الأوروبية بطيئاً بصورة مريعة، فإنه يمكن التخيل مدى الصعوبة التي ستلاقيها الأندية المحرومة من التدخل السريع لإستثمار أصحابها. حيث سيكون الانتقال من نادٍ صغير إلى متوسط، ومن المتوسط إلى النخبة قارساً وأكثر تعقيداً بكثير عما هو عليه الآن.

وإذا لم يستطع ابراموفيتش أن يفعل ذلك لتشلسي، فمن يستطيع؟ والأهم من ذلك من سيفهم أو يزعج نفسه؟!