بعد إجازة صيفية قصيرة لمعظم الفرق الأوروبية، ومنها فرق الدوري الإسباني، التي شهدت موسماً كروياً مميزًا، بدأت الفرق كافة تَعدُ العدةَ لموسم آخر شاق وطويل، وعلى مايبدو لن يكون كالمواسم السابقة، خاصة بالنسبة إلى الغريمين التقليديينريال مدريد وبرشلونة.


بعد الماراثون الكروي الذي شهد أربع مباريات في الدوري المحلي والأوروبي، وبانتظار مواجهتينمن العيار الثقيل في كأس السوبر، ذلك الماراثون الذي قطع انفاس عشاق الفريقين، خَلَفَ من المشاكل بين الريال والبرسا، ما تعدى المستطيل الأخضر، ليصل إلى بلاط المحاكم الرياضية.. تصريحات نارية واتهامات متبادلة، كلمات عنصرية ونابية، وأخيراً عراك واشتباكات بالأيادي..!

ريال مدريد يستعد مبكراً لموسم طويل

موسم آخر حافل بتعاقدات وصفت بأنها quot;فوق السحابquot;، صحيح أنها لم تصل إلى مستوى تعاقدات quot;الميرنغيquot; في الموسم الماضي، إلا أنها بالتأكيد ستكون مهمة، بل ستضيف الكثير للفريق في موسم لن يكون سهلاً على الفريق الملكي في صراعه على الجبهات الثلاث (الكأس والدوري ودوري الأبطال).

البداية تركية.. إذ أعلن النادي الملكي عن تعاقده مع لاعب الوسط الألماني صاحب الأصول التركية، (نوري شاهين)، والبالغ من العمر 22 عاماً، والذي يلعب لفريق بروسيا دورتموند، وهو اصغر لاعب يخوض مباراة، ويسجل الأهداف في تاريخ الدوري الألماني منذ كان في عمر 16 عاماً.

اللاعب التركي (حميت التينتوب) أصبح ثاني صفقات النادي للموسم الجديد. وعقد اللاعب صاحب الـ28 عامًا يمتد لغاية صيف 2015.

من البرتغال يأتي الخبر اليقين، بتعاقد الريال مع المدافع الدولي (فابيو كوينتراو) بصفقة مالية بلغت نحو 30 مليون يورو. وهو البرتغالي الرابع في صفوف الفريق الملكي، إلى جانب كل من كريستيانو رونالدو وبيبي وريكاردو كارفاليو.

كما أعلن ريال مدريد عن تعاقده رسميًا مع الفرنسي الشاب (رافاييل فاران) بعقد يمتد لستة مواسم. وتوصل quot;الميرنغيquot; إلى اتفاق مع فريق اسبانيول، ليكون المهاجم (خوسيه كاليخون) مدريدياً لخمسة مواسم.

ومازال (أديبايور) ينتظر الرد الأخير من ناديه (مانشستر سيتي) للبقاء في مدريد مقابل 16 مليون يورو، وفقاً لآخر التقارير الواردة من القلعة البيضاء.

ويفكر المدير الفني لريال مدريد، حالياً، على البدلاء بوجود أكثر من لاعب في مركز واحد؛ فعلى سبيل المثال تعاقد الفريق مع المدافع (فابيو كوينتراو) ليكون شريك البرازيلي (مارسيلو) في جهة اليسار.

وكشفت صحيفة الماركا عن اختيار (مورينيو) لخطة (4-3-3)، وهي من الخطط الهجومية، والتي قيل إن مدرب برشلونة (بيب جوارديولا) سيعتمدها أيضاً كخطة فنية وطريقة لعب للفريق خلال الموسم المقبل، خاصة في حال قدوم (سيسك فبريغاس) من آرسنال الإنجليزي.

على جانب آخر، تشير تقارير البيت الملكي إلى أن مورينيو سيُنوع في خطط اللعب، ولن يعتمد طريقة واحدة؛ لتفادي الأخطاء التي وقع فيها الموسم المنصرم.

وكان مورينيو استخدم خطة (4-3-3) خلال الموسم الماضي، ضد اشبيلية واتلتيكو مدريد.

quot;دكتاتوريةquot; مورينيو تطيح بفالدانو..!

بعدما انجلى غبار المعارك الخفية والمعلنة بين المدير الفني (جوزيه مورينيو)، والمسؤول عن ملف التعاقدات المدير الرياضي الأرجنتيني (خواندو فالدانو)، وبعدما زالت الغيوم السوداء التي عكرت الأجواء البيضاوية الصافية، كشفت الأحداث عن وجه آخر لـquot;الداهيةquot;، إذ استطاع مورينيو أن يُثبت مرة أخرى أنه أقوى بكثير مما قد يظنه البعض.

فالرجل قد أزال من أمامه احد اساطير النادي الملكي (فالدانو)؛ بجرة قلم من الملياردير الإسباني رئيس نادي ريال مدريد (فلورنثيو بيريز)، الذي عيّن quot;زيزوquot; في منصب المدير الرياضي الجديد للنادي، وهو ما جعل (مورينيو) يعلنها صراحة وللمرة الأولىلقناة ريال مدريد: quot;إنه (زيدان) واحد منا، لديه منصب مختلف. هو مسؤول إداري، ورجل يعرف مجموعة اللاعبين، ويعرف كرة القدم وأفراحها وأحزانها للمدربين واللاعبين. إنه قادر على تقديم المساعدة للجميع، وأنا مرتاح تمامًا في العمل معهquot;.

ويبدو أن الريال وبتعيينه (زين الدين زيدان) في منصب المدير الرياضي، يحاكي بذلك مافعله برشلونة باعتماده على ابناء النادي المخلصين.quot;دكتاتوريةquot; مورينيو، تجسدت أيضاً في فرض اللون البرتغالي على النادي (رونالدو، بيبي، كارفاليو وأخيراً كاونتراو). فضلاً عن أن الرجل لمح في وقت سابق إلى أن شارة الكابتن لن تكون هذه المرة بيد الحارس العملاق كاسياس، بل هو يُفضل، وكما يشهد تاريخه، أن يكون الكابتن أحد لاعبي وسط الميدان أو من المهاجمين، وذهبت التكهنات إلى مواطنه (رونالدو).

(مورينيو) اليوم يُعد الكل بالكل في النادي الملكي، ولا تعلو كلمة فوق كلمته.. فهل تنجح quot;دكتاتوريةquot; الرجل بتحقيق ماعجز عنه اسلافه خلال المواسم القليلة الماضية؟.

برشلونة يبحث عن الجديد

على الجانب الآخر، يُحضر برشلونة للموسم الجديد بشكل هادئ ومن دون الضجة الإعلامية التي يثيرها الغريم التقليدي. وكالعادة يعتمد الفريق الكاتالوني بالدرجة الأساس على اللاعبين من المدرسة الكروية المعروفة (اللاماسيا)، ومن ثم تأتي التعاقدات من الخارج، ولكن يبدو الموسم الجديد شحيحاً على البرسا.

(سيسك) خليفة (كومان) و (غوارديولا)

(سيسك فبريغاس) بقميص البرسا الاسطوري، تحت هذا العنوان كتبت صحيفة الموندو ديبورتيفو الكاتالونية، تقول: إن quot;البرسا حجز له الرقم 4، الذي كان يحمله كل من الهولندي (رونالد كومان) و المدرب الحالي (بيب غوارديولا) عندما كانا يلعبان في صفوف البرساquot;. وبالتأكيد سيكون فبريغاس اضافة حقيقة إلى البرسا، خاصة وأن العملاق (تشابي هرنانديز)بلغ عامه الحادي والثلاثين، ولا يوجد أفضل من فبريغاس ليخلفه في قيادة وسط ميدان برشلونة، فهو ابن النادي الذي تخرج من المدرسة الكروية العريقة (اللاماسيا) وتَشرب فنون الكرة على أيدي اساطيرها.

أليكسيس سانشير.. نفاثة كاتالونية في الطريق للوصول

الإضافة الأخرى إلى النادي الكاتالوني، تتمثل في قدوم النجم التشيلي (الكسيس سانشيز) الذي يلعب في صفوف أودينيزي الإيطالي. التعاقد مع سانشيز جاء في صفقة مدوية، إذ من المتوقع أن تتكلف خزينة البرسا ما يقرب من 38 مليون يورو. ولكن قدوم التشيلي قد يغير الكثير في خطط جوارديولا المستقبلية.

إذ وفي ظل طريقة اللعب (4-3-3)، فإن سانشيز سيكون بديلاً أو اساسياً مع اثنين من الثلاثي الهجومي الضارب للبرسا (ميسي، فيا وبيدرو).

السؤال الذي يدور في اذهان عشاق quot;البلوغراناquot; ما الدور الذي سيلعبه النجم الشاب مع الفريق الكاتالوني؟ وهل سيكون فعلاً اضافة أم سيخيب الآمال، كما حدث مع النجم السويدي (إبراهيموفيتش)؟

كلمات أخيرة لمورينيو

قراءة سريعة في تاريخ quot;العبقريquot; أو quot;الداهيةquot;، تدل على ان الرجل لم يخرج خالي الوفاض من أي معركة أو رهان، حتى وان كلفه ذلك الكثير، وصراع اليوم مع برشلونة بحاجة إلى اموال وقدرات وصبر طويل.

في الموسم الماضي كانت البداية، وسيكمل الرجل ما بدأه في هذا الموسم..في تصريح صحافي قال مورينيو: quot;نشعر بسعادة كبيرة لأننا في الطريق لتكوين فريق شاب وقوي سينافس لعشرة أعوام مقبلة. لقد تعاقدنا مع لاعبين جيدين قادرين على خلق التوازن في تشكيلة الفريقquot;. وعقب أول انتصار له في مبارياته الودية على لوس أنجليس جالاكسي الأميركي السبت (4-1) استعدادًا للموسم الجديد، أكد مدرب ريال مدريد أن quot;الفارق بين الفوز وعدم الفوز تحدده التفاصيل البسيطةquot;.

فهل تكفي الأموال المنفقة بسخاء، لشراء أفضل لاعبي العالم؟، وهل تكفي السيطرة المطلقة التي فرضها مورينيو على البيت الأبيض، في فرملة الزحف الكاتالوني والتألق اللامتناهي للبرسا في حصد الألقاب؟.