بدأت الخلافات تدبّ في فريق ريال مدريد بين المدير الفني جوزيه مورينيو ولاعبيه الإسبان، بعد الخسارة التي تكبّدها الميرنغي أمام غريمه التقليدي برشلونة في ذهاب ربع نهائي كأس الملك، وفقاً لما كشفته صحيفة ماركا المقرّبة من دوائر صنع القرار في البيت الملكي.


صحيفة ماركا أشارت إلى الخلافات بين مورينيو ولاعبيه

أحدثت هزيمة ريال مدريد من غريمه التقليدي برشلونة في كلاسيكو كأس ملك إسبانيا إنقساماً واضحاً بين البرتغالي جوزيه مورينيو ولاعبيه الإسبان خلال المران الأخير للفريق الملكي، قبل مواجهة أتلتيك بلباو مساء اليوم ضمن مباريات الليغا.

وكشفت صحيفة quot;ماركاquot; المقرّبة من دوائر صنع القرار في البيت الملكي عن النقاشات الحادة، التي جرت بين مورينيو ولاعبيه في أول مران للفريقبعد الهزيمة من برشلونة بنتيجة 1/2 على ملعب سانتياغو برنابيو.

خصصت الصحيفة المدريديّة صفحتها الرئيسة للكشف عن الحوار، الذي دار بين مورينيو واللاعبين، أثناء مران الفريق، إستعداداً لمواجهة الفريق الباسكي بقيادة مارسيلو بيلسا في الدوري المحلي.

ووصفت صحيفة quot;ماركاquot; حوار مورينيو ولاعبيه بالمحتدم، بصورة لم يسبق لها مثيل من الجانبين، بسبب الهزيمة من الغريم التقليدي في كلاسيكو الكأس.

إستهل مورينيو المران بتوجيه كلامه إلى مدافع الفريق سيرخيو راموس أمام باقي اللاعبين وعمّال غرف الملابس بقوله quot;لقد قتلتموني بكلامكم أمام وسائل الإعلام بعد الكلاسيكوquot;.

ورد راموس على مدرّبه: quot;لا يا سيدي، إنك قرأت ما نشرته الصحافة، وليس ما قلناه كلهquot;، فقاطعه مورينيو قائلاً: quot;طبعًا فأنتم الإسبان أبطال العالم، ويحميكم أصدقاؤكم في الصحافة.. مثل ما يحدث مع الحارسquot;.

لم يتمالك قائد ريال مدريد إيكر كاسياس نفسه عقب سماعه هذه العبارة موجّهاً كلامه إلى مورينيوquot;سيدي.. نحن هنا نقول الأشياء في الوجه وبصورة مباشرةquot;.

وبحسب الصحيفة المدريديّة دائماً، وجّه مورينيو اللوم إلى راموس بسبب الهدف الأول الذي أحرزه مدافع برشلونة وقائده كارلوس بويول من رأسية متقنة بعد عرضية تشافي هيرنانديز من ركلة زاوية.

ورد راموس على إتهامات مورينيو بأنه كان يراقب بيكيه، وليس بويول، فقال له البرتغالي إنه كان يتوجب عليه فرض الرقابة على بويول، فاحتدم النقاش، وقال له اللاعب إنه كان مضطراً لتغيير الرقابة، بسبب قيام لاعبي البارسا بتبادل المراكز.

هنا بدا الغضب واضحاً على وجه مورينيو، وقال لراموس quot;ما الذي يحدث، هل تحاول الآن أن تصبح مدرباً؟، فما كان من راموس إلا أن قال له لا ولكن في بعض الأحيان تضطرنا الظروف لذلك، وأقول لك هذا لأنك لم تلعب الكرة من قبلquot;.

ولم يسبق مورينيو أن مارس كرة القدم كلاعب، ولكنه دخل عالم الساحرة المستديرة من أوسع أبوابها، عندما قاد بورتو البرتغالي إلى إحراز دوري أبطال أوروبا عام 2004 قبل أن ينتقل إلى تشلسي الإنكليزي، ومن بعده إلى إنتر ميلانو الإيطالي، الذي إستطاع أخيراً الظفر بأمجد الكؤوس الأوروبيّة مع مدربه البرتغالي على حساب بايرن ميونيخ الألماني عام 2010.

كالديرون يؤكد علاقة مورينيو المتوترة باللاعبين

على صعيد متصل، أكد رئيس ريال مدريد السابق رامون كالديرون على وجود خلافات واسعة داخل الفريق الملكي، حيث تشهد علاقة مورينيو توتراً واضحاً بالعديد من اللاعبين.

وأكد كالديرون في تصريحات لإذاعة quot;أونا إف إمquot; أن مورينيو بدأ يواجه تذمراً داخل صفوف الفريق، بسبب علاقته الجافة بعدد منهم، وعلى رأسهم الثنائي البرازيلي كاكا والتركي نوري شاهين، الذي حاز جائزة أفضل لاعب في الدوري الألماني مع فريقه بروسيا دورتموند في الموسم الماضي.

وقال كالديرون: quot;اللاعبون لم يعودوا سعداء كما كانوا من قبل. إنه (مورينيو) لم يتحدث إلى كاكا مرة واحدة منذ أكثر من أربعة أشهرquot;.

واستطرد: quot;هناك أيضًا موقفه من اللاعب نوري شاهين. السبب الرئيس في أنه لا يلعب، هو أن مورينيو لا يحبه على الصعيد الشخصيquot;.

وتطرق كالديرون إلى طريقة الكيل بمكيالين، التي ينتهجها مورينيو بين اللاعبين الإسبان ومواطنيه البرتغالييّن.

وتابع: quot;اللاعبون الإسبان غاضبون من حالهم داخل الفريق بسبب الامتيازات التي يعطيها مورينيو للاعبين البرتغاليينquot;.

ويضم ريال مدريد 4 لاعبين برتغاليين، وهم المهاجم كريستيانو رونالدو وقلبيّ الدفاع ريكاردو كارفاليو وكليبر بيبي والظهير الأيسر فابيو كوينتراو.

لم يفوّت كالديرون الفرصة للهجوم على خليفته بيريز عندما إنتقده بشدة، متهماً إياه بضعف الشخصية أمام مورينيو.

وقال: quot;لديّ شعور بأن هناك جدلاً شديدًا داخل الفريق بسبب مورينيو. يبدو أنه عيّن نفسه الرئيس والمالك من دون أن ينتخبه أحدquot;.

وواصل كالديرون: quot;بيريز ربط مصيره بهذا المدرب، في عالم كرة القدم، نقول إنه فقد عقله، لأنه بعد خمس سنوات من الرئاسة وإنفاق 700 مليون يورو، لم يفز سوى بكأس الملكquot;.

يذكر أن كالديرون تولى رئاسة النادي الملكي خلال الفترة من 2006 وحتى 2009، قبل أن يخلفه الرئيس الحالي فلورنتينو بيريز.

ويواجه ريال مدريد تحدياً كبيراً يوم الأربعاء المقبل من أجل الإحتفاظ بلقبه بطلاً لكأس ملك إسبانيا، حيث يتوجب عليه الفوز على غريمه برشلونة في معقله كامب نو بفارق هدفين، ليحجز بطاقة العبور إلى نصف نهائي المسابقة المحليّة.