تتجه الانظار مساء الاثنين الى ملعب "بارك اولمبيك ليون" في مدينة ليون الفرنسية حيث تقام قمة مبكرة بين ايطاليا وبلجيكا في الجولة الاولى من منافسات المجموعة الخامسة ضمن كأس اوروبا لكرة القدم المقامة في فرنسا حتى 10 تموز/يوليو.

وتلعب الاثنين ا ايضا ضمن المجموعة ذاتها جمهورية ايرلندا مع السويد.

دفاع الطليان وهجوم الشياطين الحمر

لم ترحم القرعة المنتخبين الايطالي والبلجيكي عندما اوقعتها في مجموعة واحدة، وما زاد الطين بلة ان المواجهة بينهما في الجولة الاولى، فضلا عن انهما المنتخبان الاكثر معاناة من الغيابات في العرس القاري.

واذا كانت ايطاليا تلقت ضرباتها في مركز صناعة اللعب باصابة لاعبي وسط باريس سان جرمان الفرنسي ماركو فيراتي ويوفنتوس كلاوديو ماركيزيو وميلان ريكادرو مونتوليفو، فان بلجيكا تعاني من غيابات وازنة في خط الدفاع ابرزها قائدها ومانشستر سيتي الانكليزي فنسان كومباني ونيكولاس لومبارتس (زينيت سان بطرسبورغ الروسي) وديدريك بوياتا (سلتيك الاسكتلندي) وبيورن انغلز (كلوب بروج).

ولكل منتخب نقطة قوته، ايطاليا في دفاعها بقيادة ثلاثي يوفنتوس جورجو كييليني وليوناردو بونوتشي واندريا بارزالي الذين يلعبون مع بعض منذ 5 مواسم سواء مع فريق "السيدة العجوز" او ال"ناسيونالي"، وبلجيكا بقوتها الضاربة في خط الهجوم بقيادة نجم تشلسي الانكليزي إدين هازار الذي استعاد مستواه في نهاية الموسم الحالي، ومهاجم مانشستر سيتي كيفن دي بروين.

ويدرك المنتخب البلجيكي جيدا ان مهمة الاطاحة بالطليان لن تكون سهلة خصوصا وانهم يعانون دائما في مواجهة المنتخبات المتكتلة في خط الدفاع، وايطاليا بالتحديد حيث تميل الكفة في المواجهات بين المنتخبين الى الاخيرة التي فازت 13 مرة في 21 مباراة بينهما مقابل 4 هزائم ومثلها تعادلات.

يذكر انها المرة الثالثة التي يلتقي فيها المنتخبان في النهائيات القارية وجميعها في دور المجموعات، بعد الاولى عام 1980 في المجموعة الثانية وانتهت بالتعادل السلبي، والثانية في النسخة التي استضافتها بلجيكا وهولندا عام 2000 ضمن المجموعة الثانية ايضا وفازت ايطاليا بثنائية نظيفة.

والتقى المنتخبان 5 مرات فقط في مباريات رسمية كانت الاولى في الدور الاول لمونديال 1954 وفازت ايطاليا 4-1، والثانية والثالثة في تصفيات كأس اوروبا 1972 فتعادلا سلبا ذهابا في ميلان وفازت بلجيكا 2-1 ايابا في بروكسل وهو الفوز الوحيد لها رسميا على الطليان.

وطالب لاعب وسط مانشستر يونايتد الانكليزي مروان فلايني زملائه باللعب "بجرأة امام ايطاليا، يجب ان نفرض شخصيتنا، لدينا افضل اللاعبين في خط الهجوم في العالم وبامكانهم خلق الفارق، لدينا 3 مهاجمين من الطراز العالمي اتمنى ان يكونوا جاهزين للتسجيل" في اشارة الى هازار ودي بروين ومهاجم ايفرتون روميلو لوكاكو.

وأضاف "من المهم دائما بدء المشوار بفوز، فذلك جيد للثقة والمعنويات" مشيرا الى انه لن يتذمر في حال بقي على دكة البدلاء.

وقال "جميع اللاعبين يريدون اللعب اساسيين، ومهما كانت الاسماء التي ستكون في التشكيلة الرسمية، فان الفوز هو الهدف ولاجل ذلك يجب اللعب بجرأة وشخصية".

وتابع "انا اجيد التعادل مع جميع المواقف، فانا اعرف كيف ادافع وكذلك كيف اهاجم وكيف اتواجد داخل منطقة الفريق المنافس. صحيح اننا لم نظهر بسمتوى جيد في مبارياتنا الثلاث الاخيرة، ولكن علينا الان ان نظهر ما نحن قادرون على فعله وما شكل دائما نقطة قوتنا".

ووصف مهاجم نابولي درييس ميرتنز مباراة منتخب بلاده مع ايطاليا ب"معركة ملكية"، وقال "ايطاليا تملك منتخبا جيدا، وتلعب باسلوب جماعي جيد بقوة دفاعية ولكن بامكانها الانطلاق بسرعة كبيرة نحو الهجوم".

ويأمل المنتخب البلجيكي في الارتقاء الى مستوى التوقعات التي ترجحه ليكون الرقم الصعب في كرة القدم القارية والعالمية، كونه يعتبر من اكثر المنتخبات التي تعج بالنجوم الكبار وابرز دليل على ذلك ان اربعة فقط من لاعبيه الـ23 في النهائيات يلعبون في الدوري المحلي وكان بالامكان ان يكون العدد اقل من ذلك لولا الاصابات التي طالت الخط الخلفي.

من جهته، يطمح المنتخب الايطالي الى استعادة لمعانه بعد معاناته ومستوياته غير مقنعة في التصفيات والمباريات الاعدادية للعرس القاري بينها خسارة امام بلجيكا بالذات 1-3 في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لكن ايطاليا تظهر دائما بوجه مختلف في البطولات الكبرى.

ويقول مهاجم انتر ميلان البرازيلي الاصل إيدر "تلك المباراة الودية (الخسارة) كانت مهمة بالنسبة لنا لمراجعة اوراقنا وتحديد طموحاتنا. صحيح اننا سنلتقي الان في بطولة قارية، وهي مختلفة تماما عن المباريات الودية، ولكننا على استعداد لخوض هذا التحدي".

من المؤكد ان الامور لن تكون سهلة على رجال المدرب انتونيو كونتي في النهائيات القارية خصوصا ان المنتخب يفتقد الى ذلك اللاعب الذي بامكانه تحقيق الفارق على الصعيد الهجومي، وهذا ما تحدث عنه لاعب الوسط الدولي السابق الذي سيترك المنتخب بعد البطولة القارية من اجل الاشراف على تشلسي الانكليزي، قائلا: "انها فترة صعبة بالنسبة للكرة الايطالية. من الصعب ان تجد اللاعبين المناسبين للمنتخب الوطني، خصوصا في ظل اصابة لاعبين مهمين".

واضاف "سنعمل على تقديم افضل ما لدينا بالتشكيلة التي نملكها في الوقت الراهن، انها مجموعة مميزة ايضا وقادرة على تحقيق افضل النتائج، يجب ان نركز الان على مباراة الغد وبعدها لكل حادث حديث، المهم هو اننا لسنا هنا من اجل خوض 3 مباريات فقط".

السويد-ايرلندا

سيكون ملعب فرنسا في سان دوني مسرحا لقمة ساخنة بين السويد وجمهورية ايرلندا.

ويدرك المنتخبان جيدا اهمية هذه المباراة خاصة ان فوز اي منهما قد يساعده على المنافسة على احدى بطاقتي المجموعة الى الدور ثمن النهائي او المنافسة على المركز الثالث كون 4 منتخبات صاحبة افضل مركز ثالث تلحق بركب المتأهلين الى الدور المقبل.

ويعود المنتخب الايرلندي الى ملعب فرنسا بعد 7 اعوام من نكسة تصفيات مونديال 2010 عندما خسروا امام فرنسا في اياب الملحق بسبب الهدف الشهير للمدافع لوليام غالاس في الدقيقة 103 اثر تمريرة بيد المهاجم تييري هنري فتابعها داخل المرمى الايرلندي وحرمه من التأهل الى العرض العالمي.

وكانت فرنسا فازت ذهابا ا-صفر سجله نيكولا انيلكا (72)، وفي الاياب فازت ايرلندا في الوقت الاصلي 1-صفر ايضا سجله روبي كين (33) فلعبا وقتا اضافيا كان الحسم فيه ليد هنري ومتابعة غالاس.

وتضم تشكيلة المنتخب الايرلندي في كأس اوروبا 5 لاعبين كانوا متواجدين ضمن تشكيلة مباراة ملحق 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2009، بينهم حارس المرمى العملاق شاي غيفن (40 عاما) الذي قال "العودة الى الوراء غير مجدية. سنلعب ضد السويد غدا الاثنين وما حصل امام فرنسا بات طي النسيان".

واضافة الى شاي غيفن وروبي كين، كان حاضرا ايضا غلين ويلان وأيدن ماكجيدي وجون اوشي.

وتخوض ايرلندا العرس القاري للمرة الثالثة بعد عامي 1988 و2012 وهي تسعى الى تفادي مصيرها في المرتين السابقتين عندما ودعت من الدور الاول، وبالتالي تدرك اهمية الفوز على السويد التي لن تكون لقمة سائغة بقيادة نجمها زلاتان ابراهيموفيتش.

ويقف التاريخ الى جانب السويد في تاريخ المواجهات بين المنتخبين والتي بلغت 10 حتى الان حيث فازت 5 مرات مقابل 3 هزائم وتعادلين، ارخها في تصفيات كأس العالم 2014 عندما تعادلا صفر-صفر في سولنا وفازت السويد 2-1 في دبلن.

ويأمل ابراهيموفيتش ورفاقه في المنتخب الوطني السير على خطى منتخب تحت 21 عاما الذي منح السويد لقب كأس اوروبا العام الماضي في تشيكيا، وان كانت المهمة صعبة بالنظر الى قوة المنتخبات المنافسة.