تعمد الأندية الإنكليزية في كل ميركاتو صيفي إلى تعزيز صفوفها في مختلف المراكز من خلال القيام بانتدابات متنوعة على أمل رفع فرصتها في المنافسة على لقب الدوري الممتاز، مما يجعل أندية البريميرليغ تدخل في منافسة شديدة في سوق انتقالات اللاعبين من أجل خطف ألمع الأسماء قبل موعد المواجهات القوية بينها، بتكوين تركيبة بشرية ثرية بهدف حصد أكبر رصيد نقطي ممكن لصنع الفارق قبل إنطلاقة مسابقة البريمرليغ. 

وترصد الأندية الإنكليزية كل صيف ميزانية ضخمة للتسوق بكل أريحية، غير أن تاريخ الدوري الممتاز يؤكد بأن الإنفاق على الانتدابات بسخاء لا يضمن التتويج بلقب الدوري الممتاز.
 
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "الدايلي ميل" الإنكليزية، فإن أندية كبيرة وعريقة أنفقت أموالاً طائلة في الميركاتو الصيفي إلا أنها فشلت في الظفر بلقب الدوري بل وفشلت حتى في التأهل لدوري أبطال أوروبا بعدما آلت اغلب انتداباتها إلى الفشل.
 
واستعرضت الصحيفة في تقريرها ستة مواسم لم يكن للميركاتو الصيفي أي تأثير في تحديد هوية بطل البريميرليغ.
 
ففي الميركاتو الصيفي لعام 2003 كان نادي تشيلسي هو الأكثر إنفاقًا في سوق الانتقالات خلال سنته الأولى مع مالكه الجديد الثري الروسي رومان أبراموفيتش الذي خصص ميزانية ضخمة سمحت للنادي بانتداب أفضل اللاعبين (في ذلك الوقت) ليصل مجموع ما أنفقه على الانتدابات 111.2 مليون جنيه إسترليني، وذلك بتعاقده مع الأرجنتيني خوان سيباستيان فيرون ومواطنه هرنان كريسبو والإيرلندي داميين داف وآخرين، غير أن لقب الدوري للموسم الموالي لهذا الميركاتو 2003-2004 خطفه نادي آرسنال عن جدارة واستحقاق بعدما فشل منافسوه في إلحاق الهزيمة به.
 
وفي الميركاتو الصيفي لعام 2009 قام نادي مانشستر سيتي في عامه الأول مع المالك الجديد الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بإنفاق 118 مليون باوند إسترليني في سيناريو مشابه لما قام به نادي تشيلسي، وذلك بتعاقده مع ألمع الأسماء على غرار المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز والايفواري كولو توريه والبارغوياني روكي سانتا كروز، إلا انه بالرغم من هذا الانفاق على الانتدابات لم يمنع تشيلسي من استعادة لقب الدوري الممتاز للموسم الموالي 2009-2010.
 
وفي الميركاتو الصيفي لعام 2010 كرر نادي مانشستر سيتي نفس السيناريو فكان الأكثر إنفاقًا في سوق الانتقالات على أمل إنعاش حظوظه في التتويج بأول لقب للدوري الممتاز، حيث فتح خزائنه لصرف 128 مليون باوند لتدعيم صفوفه، بعدما جلب أسماء مثل الإيفواري يايا توريه والإسباني دافيد سيلفا والألماني جيروم بواتينغ وآخرين، ورغم هذا السخاء فشل السيتزن في إحراز لقب الموسم 2010-2011 رغم ان الكأس بقي في مانشستر ولكن في خزينة جاره "اليونايتد".
 
وفي الانتقالات الصيفية لعام 2013، صنع توتنهام هوتسبير الحدث في السوق كأكثر الأندية الإنكليزية إنفاقًا مستغلاً عائدات صفقة مهاجمه الويلزي غاريث بيل الذي انتقل إلى ريال مدريد الإسباني مقابل 86 مليون باوند، حيث أنفقت إدارة السبيرز 107.6 ملايين جنيه متفوقًا على أغنى الأندية الإنكليزية بعدما تعاقد مع لاعبين مميزين في صورة الإسباني روبيرتو سولدادو و الأرجنتيني إريك لاميلا والبلجيكي ناصر الشاذلي ، و رغم هذا الإنفاق إلا أن السبيرز فشلوا في تحقيق طموحاتهم، بعدما تمكن مانشستر سيتي من الظفر بلقب البريميرليغ لموسم 2013-2014.
 
وفي الميركاتو الصيفي لعام 2014 استغل نادي ليفربول عائدات صفقة انتقال مهاجمه الأوروغوياني لويس سواريز إلى صفوف برشلونة الإسباني، والتي قاربت من بلوغ الـ 80 مليون باوند ، بعدما صرفها للقيام بانتدابات هي الأغلى في ذلك الصيف بإنكلترا، آملا بإنهاء حالة الصيام وتحقيق ما هو أفضل من الوصافة من خلال إحراز لقب الممتاز.
 
وانفق نادي ليفربول 114.8 مليون جنيه إسترليني لجلب لاعبين مثل الإيطالي ماريو بالوتيلي والإنكليزي آدم لالانا والإسباني ألبرتو مورينو وآخرين ، غير أن الريدز فشل حتى في نيل الوصافة.
 
وفي نفس الميركاتو انفق نادي مانشستر يونايتد أكثر مما أنفقه ليفربول، إذ بلغت قيمة الصفقات التي ابرمتها إدارة الشياطين الحمر بإيعاز من مدربه الجديد الهولندي لويس فان غال ما يصل إلى 156 مليون باوند ، بعدما انتدب أسماء لامعة بأسعار مرتفعة، وفي مقدمتها الأرجنتيني أنخيل دي ماريا والإنكليزي لوك شاو والأرجنتيني ماركوس روخو غير أن الشياطين اكتفوا بمركز مؤهل لأبطال أوروبا فقط، أما لقب موسم 2014-2015 فعاد للعاصمة لندن وتحديداً لخزينة نادي تشيلسي.
 
وفي الميركاتو الصيفي لعام 2015، كرر قطبا مانشستر نفس السيناريو وقاما بإنفاق الأموال بسخاء لم تقابله حصيلة إيجابية في نهاية الموسم 2015-2016. 
 
فالسيتزن انفق 151 مليون باوند بتعاقدات كبيرة، أبرزها مع البلجيكي كيفين دي بروين والإنكليزي رحيم سترلينغ، بينما انفق اليونايتد 107 ملايين جنيه بانتدابات هامة أبرزها مع الفرنسي أنتوني مارسيال والألماني باستيان شفاينشتايغر، وفي نهاية الموسم اشتد الصراع بينهما ليس من اجل لقب الدوري الذي حسمه نادي ليستر سيتي ، بل من اجل الحصول على المركز الرابع الذي يمنح صاحبه بطاقة المشاركة في دوري أبطال أوروبا، والتي نالها السيتزن بشق الأنفس وبفارق الأهداف عن جاره وغريمه اليونايتد.