ينتشر مرض الصدفية بكثرة في الجزائر وتتحدث ايلاف الى اختصاصيين حول علاجه وأعراضه.

كامل الشيرازي من الجزائر : يشهد مرض الصدفية الجلدي المزمن (Psoriasis) انتشارًا لافتًا في الجزائر، حيث بات هذا الداء صاحب العلاقة القوية، يصيب الآلاف من الجزائريين، بنسبة تقدّرها مراجع محلية بنحو 3 بالمائة من مجموع الجزائريين البالغ عددهم البالغ 36 مليونًا.
ويشير الأستاذ إسماعيل بن قايد المختص بالأمراض الجلدية، إلى أنّ مرض الصدفية وهو داء وراثي ينتج عن تفاعلات مناعية التهابية، يُصيب مواطنيه من الجنسين ومن جميع الفئات العمرية، ويضيف بن قايد في تصريح لإيلاف إلى أنّ هذا المرض يؤثر سلبًا على نوعية الحياة الاجتماعية والمهنية للمصابين، ملاحظًا أنّ عجز الأبحاث العلمية عن علاج داء الصدفية، أسهم في مضاعفة معاناة المرضى، رغم التطورات المسجلة على هذا المستوى، وسعي الأطباء للتكفل الجيد بالمصابين.

ويشير الدكتور quot;علي أوزاروquot; لـquot;إيلافquot;، أنّه يتلقى على مستوى عيادته الخاصة، عديد الحالات لمرضى مصابين بالصدفية، ويلاحظ أنّ كثيرين من هؤلاء يعانون من تشكّل بقع حمراء على أجسادهم، وما يرافقها من قشور سميكة جافة ذات لون فضي ولها أحجام مختلفة.

ويوضح الأستاذ بن قايد إلى أنّ كثير من المرضى لا يُبالون بالصدفية وانعكاساتها، علما أنّ الأخيرة أضحت من الأمراض التي يريد المصابون بها التخلص منها في وقت وجيز، لكونها تؤثر على مظهرهم الخارجي، ويركّز بن قايد على أنّ هذا التسرع غير مُحبّذ طبيًا، طالما أنّ العلاج يستغرق عادة أشهرًا عديدة ويتطلب عنصر الانتظام والمواظبة لدى المريض لذا ينصح المختص المصابين بالتحلي بالصبر، وتفادي زيارة عدة مختصين في الوقت ذاته، لأنّ علاجها ndash; بحسبه - يتطلب تسعة أشهر على الأقل، ودون أي انقطاعات، حيث يمتد علاج الصدفية ويتوزع على أربعة مراحل: موضعي، علاج ضوئي، علاج كيميائي عن طريق الحقن أو الفم، وصولا إلى العلاج البيولوجي.
وتذهب الأستاذة فتيحة مكي، إلى أنّ الصدفية من الأمراض الجلدية التي تصيب الأظافر والشعر، وتتسبب فيها بعض الفطريات، كما تظهر بعد تناول أنواع من الأدوية، كما تصيب الأشخاص المسنين لقلة مناعتهم وتعرضهم إلى أمراض مزمنة، مثلما هو الحال بالنسبة للأمراض الجلدية المعدية التي تعرف بـquot;الزونةquot;، وتقدّر مكي أنّ هذه الأمراض يتسبب فيها فيروس يتموقع بالأعصاب.

وتلتقي مكي مع بن قايد وأوزارو، في كون الصدفية على غرار بعض الأمراض الجلدية الخطيرة، لا يمكن علاجها إلا بدخول المصاب المستشفى، حيث تتطلب هذه الأمراض متابعة مستمرة من طرف عدة مختصين في طب المفاصل والكلى، إضافة إلى الطب الداخلي، تبعا لما يتسبب به الداء الذي يصيب نصف الجسم من الصدر إلى غاية الأطراف السلفية، وما يترتب عنه من ظهور آلام حادة والحكة والبقع على البشرة، وتأثير ذلك على الحياة الاجتماعية والنفسية للمريض الذي يُصاب بكثير من الإحراج في محيطه.
وبخصوص أمراض الجلد المرتبطة بالحساسية مثل الاكزيما والربو والتهابات الجلد، يفيد الأستاذ بن قايد، أنها من بين الأمراض التي تنتشر أكثر عند الأطفال، لكون هذه الفئة تشكل أرضية quot;خصبةquot; لها على حد تعبيره، ويشير إلى مرض quot;حب الشبابquot; الذي يعتبر من الأمراض الجلدية المنتشرة خاصة لدى المراهقين (بمعدل إصابة واحد من كل أربعة شبان).

ويدعو أطباء إلى تفادي العلاج بأنواع الأدوية التي تباع على الأرصفة ولا تخضع للمراقبة الطبية، ويؤكدون أنّ هذه المواد كثيرًا ما تتسبب في التهابات جلدية وتعقيدات يصعب علاجها بالأوساط الإستشفائية.

ويشرح الأستاذ quot;علي حاتمquot; أستاذ الأمراض الجلدية بالمعهد العالي للعلوم الطبية بالجزائر، أنّ الصدفية عادة ما تظهر الأعراض على المراهقين والشباب وتستمر طوال الحياة، وتزيد أو تقل درجتها بدون أسباب واضحة، وسبب الصدفية ndash; بنظر حاتم - غير معروف، مرجحا صلتها بعوامل عائلية وراثية، فضلا عما يسببه خلل في جهاز المناعة، ويستبعد خام على منوال جمهور الأطباء والدارسين، ارتباط الصدفية بالحساسية والضغط العصبي ونوعية التغذية، وما يتصل بنقص الفيتامينات والأملاح.

وقد تحدث الصدفية بصورة حادة، بيد أنّ أغلب حالاتها مزمنة، بما يتسبب في اختلالات على مستوى منظومة النمو، ويوجد في العالم حوالي 90 مليون إنسان مصابون بمرض الصدفية، هذا الأخير غالبا ما يظهر على فروة الرأس والركبتين والمرفقين وأسفل الظهر والكاحل وعلى أظافر اليدين والقدمين والصدر والبطن وظهر الذراعين والساقين وراحتي اليدين وأخمص القدمين، بما يؤدي إلى حفر في الجلد وتغير لون البشرة وكذا تشقق الأظافر.