أثار بروز فرع القاعدة في اليمن كأولوية أمنية عالمية بعد المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة أميركية في 25 ديسمبر كانون الاول مخاوف بشأن علاقاته بالمتشددين ذوي الميول المماثلة في الصومال القريبة.

صنعاء: في الاول من يناير كانون الثاني قال مسؤول بحركة الشباب هو الشيخ مختار روبو ابو منصور ان الجماعة مستعدة لارسال تعزيزات الى القاعدة في جزيرة العرب اذا ما هاجمت الولايات المتحدة قواعد التنظيم في اليمن. وتكثف الولايات المتحدة تعاونها الامني مع اليمن بعد حادثة 25 ديسمبر كانون الاول حيث يقال ان النيجيري الضالع في المؤامرة أفاد بأنه تم التخطيط لها في اليمن. وأثار روبو القلق لان حركة الشباب قوة فعالة سيطرت على مناطق كبيرة من جنوب ووسط الصومال.

وساعد نجاح حركة الشباب مثله في ذلك مثل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في إلهام مجتمع صغير ولكن متحمس من مؤيدي القاعدة. ومن غير المرجح ان يكون وصول حركة الشباب الى اليمن أمرا صعبا. وفيما يجوب اسطول دولي مكافح للقرصنة خليج عدن تتحرك مئات القوارب التي تحمل مواد محظورة جيئة وذهابا بين البلدين كل اسبوع دون ان تكتشف كما يواصل القراصنة الصوماليون جوب البحار واحتجاز السفن للحصول على فدى.

وزادت المخاوف الاقليمية في الثاني من يناير كانون الثاني عندما اتهم وزير الدفاع الصومالي شيخ يوسف محمد سياد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بارسال حمولة قاربين من الاسلحة الى مقاتلي حركة الشباب في ميناء كيسمايو الذي يسيطر عليه المتمردون في جنوب البلاد خلال الايام الاخيرة. وبينما كان اليمن على مدى سنوات مصدرا للاسلحة التي تذهب الى الصومال فان التجارة في العادة يديرها سماسرة وشركات شحن معروفة وليس المتشددين انفسهم.

هل العلاقة بين الشباب وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب حقيقية ام انها شعارات؟.

لأغراض الدعاية تميل الجماعات الى اعلان علاقات اوثق مما هو موجود في الواقع. ولكن حادث 25 ديسمبر كانون الاول يظهر ان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لديه طموحات تتجاوز منطقته المباشرة. وبينما توجد توترات حول الاختلافات الثقافية واللغوية بين العرب والصوماليين في الشباب فان مطالب التمرد حتى الان تتجاوز هذه الامور.

وقاتل قاسم الريمي الزعيم الكبير في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في الصومال وكتب كثيرا عن الحاجة الى دعم تمرد الصومال. وهو واحد من 23 من متشددي القاعدة الذين فروا من سجن باليمن في عام 2006 ومضى لتشكيل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقاتل البعض في تلك الجماعة المؤسسة ايضا في الصومال.

ويقول خبراء امنيون ان اليمنيين يمثلون جزءا كبيرا من قوة اجنبية تقاتل في صفوف الشباب كما يوفرون خبرة في صناعة القنابل والاتصالات. ووفقا لاحد التقديرات هناك نحو 500 مقاتل اجنبي او اكثر في صفوف حركة الشباب التي يقول خبراء ان عدد مقاتليها قد يصل الى خمسة الاف او اكثر.

من هي الاطراف الاخرى التي تتنقل بين اليمن والصومال؟.

لايبرز المتمردون كثيرا في المرور عبر خليج عدن. وحتى الان يظل المرور في المنطقة خاضعا لهيمنة الجريمة المنظمة من تجار الاسلحة ومهربي الاشخاص والمخدرات المدعومين من اصحاب مصالح محلية واقليمية. هناك ايضا تجارة غير مشروعة في الوقود والاسمنت والمواد الغذائية الى موانئ طبيعية نائية في الصومال من خلال طرق يتم تهيئتها بسرعة لكي تستجيب للاسواق الجديدة او الاجراءات الحكومية المضادة.

ويقول خبراء اقليميون ان هناك تقارير متفرقة عن مقاتلين صوماليين في اليمن. غير انهم يتكهنون بان بعض هؤلاء ربما هم مهاجرون غير شرعيين في طريقهم الى السعودية ولكن اجبرتهم جماعات يمنية على القتال الى جانبهم. ويقول بعض المراقبين انه من غير المرجح ان يقبل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عرض روبو بأي بصورة جدية الا اذا كان يائسا في واقع الامر.

ويقول المراقبون ان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لديه موارد اخرى. وصلاته الوثيقة بقيادة القاعدة التي يهمين عليها العرب في جنوب اسيا تشير الى انه قادر على الحصول على مجندين وتمويل بما يفوق ما تتوقعه افرع القاعدة الاخرى في ظروف مماثلة.

هل عرض روبو صادق؟.

ويشيع بين المتابعين لاحوال الصومال تفسيران على الاقل لعرض روبو. الاول هو انه يجسد النية المبيتة للشباب للاعداد لارسال عدد من المقاتلين الى اليمن لمساعدة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في حالة حدوث هجمات اميركية.

الثاني هو انه محاولة من طرف واحد من جانب روبو الذي ينظر اليه البعض على انه احد اكثر كبار قادة الشباب قومية للفوز بالحظوة لدى زملائه المتشددين في القيادة بعد ان تم تهميشه في خلاف حول السياسة. ووفقا لاحد من يتبنون الرأي الثاني فان هناك توترات داخل الشباب حول اهداف الحركة الجوهرية فالبعض في الحركة يسعى الى السعي لتبني جدول اعمال محليا الى حد كبير للسيطرة على السلطة وتحويل البلاد الى دولة اسلامية.

وينظر الى روبو على انه من مؤيدي هذا الرأي الذي يقول خبراء انه يشاركه فيه الكثير من المقاتلين العاديين. ويقول الخبراء انه يستخدم قضية اليمن في محاولة تكتيكية لدعم موقفه. وفي مواجهة الاتجاهات القومية هناك اصوات تدعو الشباب الى المشاركة على نحو كامل في مساعي القاعدة العالمية بمد مجال عمل الحركة الى ما يلي حدود الصومال. وهذا الخط يدعو الى تبنيه بشدة اللواء الاجنبي في الشباب.