اتهمت المعارضة الإيرانية إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتغاضي عن معلومات كشفت عنها لممارسات السلطات الإيرانية وتدخلاتها في الشؤون العراقية موضحة أن تقارير ويكيليكس تؤكد الان تلك المعلومات.. وكشفت عن ممارسات جديدة تقوم بها تلك السلطات حاليا ومنها تصعيد عمليات إرسال فرق اغتيالات وأسلحة ومتفجرات لاصقة وكواتم للصوت وتقديم اسناد واسع ودعم لوجستي وتسليحي ومالي لتنظيم القاعدة في العراق.


قال محمد محدثين رئيس لجنة العلاقات الخارجية في quot;المجلس الوطني للمقاومة الإيرانيةquot; خلال مؤتمر صحافي في بروكسل اليوم ان ما نشره موقع ويكيليكس هو مجرد ممارسات quot;إجراميةquot; للسلطات الإيرانية في العراق حتى نهاية عام 2009 سبق وان كشف عنها المجلس لكن الادارة الأميركية تغاضت عنها.

وأضاف أن المعلومات المستجدة التي لم تنشر لحد الان تؤكد مواصلة تدخلات السلطات الإيرانية حتى يومنا هذا في العراق وقد زادت حدة بهدف التأثير على التطورات السياسية في العراق لضمان ولاية ثانية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

وأشار إلى أن من جوانب هذه النشاطات الإيرانية في العراق خلال الأشهر الأخيرة قيام سلطاتها quot;بإعادة التنظيم بمجاميع الإغتيالات وارسالها إلى العراق ومن انشط هذه المجاميع هي: لواء اليوم الموعود، وتنظيم عصائب الحق وكتائب حزب الله.. وكذلك الإرسال المتواصل لحمولات كبيرة من الأسلحة والعتاد والقنابل الموجهة المغناطيسية وصواريخ كاتيوشا المطورة والمواد التفجيرية و أسلحة مزودة بكواتم الصوت وذلك من خلال الحدود العراقية الإيرانية المشتركة و توزيع الحمولات بين الشبكات التي تعمل لصالح إيران في العراق.

واشار محدثين الى ان هذه التدخلات الإيرانية تقوم حاليا ايضا بتقديم اسناد واسع لشبكات تنظيم القاعدة وتقديم امكانيات لوجستية وتسليحية ومالية لهامن خلال الشبكات الوسيطة.. اضافة الى تفعيل تنظيم عصائب الحق وعملياته العسكرية في العراق منذ تموز (يوليو) 2010 بأمر صادر من قوة القدس الإيرانية ومن أجل ذلك توجه الشيخ محمد طباطبائي وهو أحد قادة عصائب الحق من إيران إلى بغداد يوم 10 تموز الماضي وعقد اجتماعات عديدة مع قادة هذه الجماعة وابلغها بتعليمات تخص العمليات العسكرية التي تشمل عمليات زرع القنابل واطلاق الصواريخ وتعبئة الرزمات التفجيرية وكذلك اغتيال الشخصيات.

وفي اواخر تموز تم إعادة الشيخ قيس الخزعلي وجميع عناصر تنظيم عصائب الحق الذين كانوا يتواجدون في إيران إلى العراق بهدف تصعيد العمليات المسلحة فنقل اكثر من 250 من هولاء العناصر إلى العراق وبالتحديد إلى بغداد.

واشار محدثين الى انه تنفيذًا لأمر صادر عن قوة القدس تصاعدت وتيرة العمليات لمجموعة لواء اليوم الموعود حيث ان معظم العمليات التي تنفذ في بغداد هي من عمل هذه المجموعة وقد نقلت التوجيهات والتعليمات الخاصة باغتيال الأشخاص والعمليات العسكرية من قبلها بعد ان أمرتها قوة القدس بإعداد قائمة من اهداف اغتيالات من قادة السنة وقادة القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي في كل منطقة على حدة وتضم القائمة 600 شخص في منطقة الكرخ ببغداد.

وقال محدثين انه في الاول من اب / اغسطس الماضي تم نقل حمولة كبيرة من الرزمات التفجيرية الجديدة لمجموعة لواء اليوم الموعود في بغداد وانها من المتفجرات التي يتم التحكم بها من البعد ومن النوع المتطور حيث باشرت قوة القدس بارسال حمولة من كواتم الصوت من إيران إلى المجاميع الخاصة وهذا النوع من الكواتم يمكن تركيبها على مسدسات نوع كلوك موديل 2010. وفي التاسع من اب تم ارسال حمولة من سلاح بازوكا من إيران إلى عصائب الحق وتم توزيعها بين عناصر فصيل الرد السريع التابع لها. كما قامت قوة القدس بارسال حمولات عديدة من صواريخ كاتيوشا المسماة quot;حيدرquot; إلى العراق وتوزيعها بين المجاميع الخاصة وتحديدا لمجموعة عصائب الحق.

واكد محدثين ان المالكي كان على علم بهذه العمليات التي تقوم بها السلطات الإيرانية في بغداد حيث ان الوثيقة التي وصلت إلى المقاومة الإيرانية من داخل قوات القدس تعود إلى مكتب رئاسة الوزراء في العراق بتاريخ 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2009 تقول quot;تخطط مجموعة مسلحة وبتوجيه من المخابرات الإيرانية لتنفيذ عملية إرهابية بعجلتين مفخختين في محافظة بغداد- كراده مريم بعد انتهاء الفترة المقررة لمعرض بغداد الدولي مباشرة لاستهداف الوزارات (الدفاع ndash; الهجرة والمهجرين- الاسكانquot;.. ثم تستنج الوثيقة بعد ذكر بعض الشواهد قائلة quot;تستمر المجاميع المسلحة موضوع البحث بتكثيف عملياتها الإرهابية في محافظة بغداد حيث سبق وتم ارسال معلومات بخصوص تفجير عجلتين مفخختين في منطقة الكرادة. نرجو اتخاذ ما يلزم بصدد المعلومات اعلاءquot;.

وعرض وثيقة اخرى مصدرها داخل قوات الحرس وهي رسالة رسمية من احد مساعدي المالكي وجهها إلى قائد معسكر القدس الوسط لقوات الحرس يطالب فيها صراحة من قوة قدس بتسليم قوات حزب الدعوة (بزعامة المالكي) 60 مسدسا و15 كاتم للصوت وكذلك 10 سترات مضادة للرصاص.

واوضح انه ورغم الحالات الواضحة هذه عن التدخل الإيراني ساعدت الإدارة الاميركية بفعل سياسة المسايرة في السنوات الاخيرة وبسبب سياسة الرئيس اوباما الرامية باجراء محادثات بلاشروط مع النظام الإيراني ساعدت النظام وإرعلة الاستمرار بانتهاكاته المنهجية لحقوق الإنسان والتي تضرر منها كل من الشعبين الإيراني والعراقي والسلام والهدوء في المنطقة من جرا هذه السياسة وكانت السلطة الدينية الحاكمة في إيران والتطرف في المنطقه الرابحتان الرئيسيتان من هذه السياسة.

واتهم محدثين واشنطن quot;بأدارة ظهرها لتعهداتها الدولية فيما يتعلق بمخيم أشرف شمال شرق بغداد حيث يقيم 3400 من اعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وخرق الاتفاق الذي كانت قد وقعتها مع سكان أشرف فردا فردا بصفتهم اشخاص محميين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لكنها وبرغم المطالبات الحقوقية والبرلمانية التي طالبتها أكثر من مرة بتجنب تسليم الملف الأمني لسكان أشرف إلى القوات العراقية باعتباره مقدمة لكارثة إنسانية فأن رد الإدارة الاميركية هو ان الحكومة العراقية تعهدت بالتعامل الإنساني وطبقا للمعايير الدولية مع سكان أشرف.. ونحن قد حذرنا الإدارة الامريكية في حينه ان تعهدات الحكومة الخاضعة للنفوذ الإيراني لا محل الثقة اطلاقاquot;.

وقال إن الوثائق المنتشرة حاليا تؤكد ان تدخلات النظام الإيراني في العراق قد تصاعدت ان الممارسات العدائية ضد أشرف خلال العامين الماضيين. وشدد على ان نقل حماية سكان أشرف إلى القوات العراقية يعد انتهاكا للاتفاقيات الدولية لاسيما اتفاقية جنيف الرابعة التي اعترفت بها الولايات المتحدة عام 2004.

واضاف ان هذه السياسة الخاطئة للادارة الاميركية تستمر بشكل اكثر سوءا من خلال ابقاء اسم منظمة مجاهدي خلق في قائمة الإرهاب وتجاهل قرار محكمتها الصادر في 18 تموز الماضي والقاضي بان هذه التسمية انتهكت حقوق مجاهدي خلق. واشار الى انه quot;في اطار هذه السياسة تمد الإدارة الاميركية يدها باتجاه من كانوا ولايزال حتى يومنا هذا بصدد قتل الجنود الاميركيين من جهة وتدرج في قائمتها للإرهاب هؤلاء الذين يمثلون اكبر عنصر في مواجهة الإرهاب والتطرف وأهم عامل في كشف مشاريع النووية للسلطات الإيرانية وممارساتها لتصدير الإرهاب لا سيما في العراقquot;.

وفي ختام مؤتمره الصحافي دعا محمد محدثين رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس المقاومة الإيرانية الى وضع حد لتدخلات السلطات الإيرانية في العراق وتشكيل محكمة دولية للبت في جرائم ارتكبتها عناصر في الحكومة العراقية والمخابرات الإيرانية quot;لارتكابهم جرائم ضد الإنسانيةquot;.

واكد ضرورة اعادة التصريح بان سكان أشرف لايزالون اشخاصا محميين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة ويجب ان يحظوا بحقوق وحماية بنود الاتفاقية والسعي لرفع الحصار اللا إنساني المفروض على ألمخيم منذ 22 شهرا وانحاء التعذيب النفسي ضدهم منذ 9 اشهر وابعاد عناصر وزارة المخابرات الإيرانية التي تنتشر وبشكل غير القانوني ومعتمدة على الحكومة والقوات العراقيتين في المدخل الجنوبي لأشرف.

وطالب بشطب اسم مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب الاميركي تولي حماية سكان مخيم أشرف من قبل الولايات المتحدة وانتشار قواتها وبعدها فريق مراقبي بعثة الامم المتحدة في العراق quot;يوناميquot; في المخيم واخراج القوات العراقية من داخله.