مَن يتابع التغطية الاعلامية لنشاط المرشحات المحافظات في الانتخابات الاميركية النصفية اللواتي يحظين بتزكية خاصة من ساره بايلن ، يظن ان جيشا من القيادات النسائية يزحف على واشنطن لاحتلال غالبية مقاعد الكونغرس.


رغم كل الاهتمام الاعلامي بالمرشحات المتنافسات في الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي، إلا أنشبكة quot;أي بي سيquot; تقول إن إجمالي عدد النساء الأعضاء في الكونغرس سينخفض في الحقيقة بعد انتخابات التجديد النصفي في 2 تشرين الثاني/نوفمبر.

وترى المعلقة جينا ماكريغر في صحيفة واشنطن بوست ان هناك سببا منطقيا لهذا الانخفاض. فان هبوط شعبية الادارة سيتبدى في هزيمة العديد من المرشحين الديمقراطيين ، الجدد منهم والذين يحاولون الاحتفاط بمقاعدهم. والمعروف ان بين الديمقراطيين نساء أكثر من الجمهوريين وانهن سيكن في مقدمة المشمولين بخسائر الديمقراطيين بصرف النظر عن المكاسب التي تحققها المرشحات المحافظات المدعومات من ساره بايلن.

وتقول شبكة quot;أي بي سيquot; ان من اصل 73 امرأة في مجلس النواب المؤلف من 435 مقعدا هناك 56 امرأة من الحزب الديمقراطي و17 امرأة فقط من الجمهوريين.

وإذا مني الديمقراطيون بالهزيمة المتوقعة لهم فان مقاعد النساء في الكونغرس ستنخفض لأول مرة منذ 30 عاما ، بحسب مركز النساء والسياسة الاميركية في جامعة راتغرز.

إزاء هذا الوضع يتساءل البعض عما إذا كانت ساره بايلن تخدم قضية المرأة وتعزيز مساهمتها في صنع القرار السياسي بحملتها ضد الديمقراطيين ونسائهم الأعضاء في الكونغرس. فان بايلن وظفت شعبيتها لصالح جماعات يمينية ومرشحاتها في الانتخابات التمهيدية. وشجعت نساء محافظات أُخريات على الترشح وحذرت من اجتياح جمهوري رأس حربته مرشحات محافظات. وكتبت في صفحتها على موقع فايس بوك بمناسبة مرور 90 عاما على منح المرأة حق التصويت في الولايات المتحدة تكرم ذكرى رائدات الحركة النسوية اللواتي quot;ناضلن وضحينquot; داعية النساء الى أخذ زمام القيادة بيدهن.

كما تنشط بايلن في حركة حزب الشاي التي تهدف الى اقصاء الديمقراطيين عن الكونغرس حيث تتبوأ نساؤهم مقاعد أكثر من نساء الجمهوريين. وتتمثل المفارقة في ان بايلن تشجع النساء على الترشح وتولي مناصب قيادية من جهة وتعمل كل ما بوسعها لإقصاء نساء اعضاء اصلا في الكونغرس لمجرد انهن من الحزب الديمقراطي.

على الرغم من ان بايلن أصبحت رمز المد الجمهوري الجديد فان الغالبية لا يأخذون قدرتها على الحكم على محمل الجد. واظهر استطلاع شاركت في اجرائه شبكة quot;سي بي أسquot; وquot;مجلة فانتي فيرquot; في آب/اغسطس ان 26 في المئة فقط من الناخبين اعربوا عن ثقتهم بإدارة تقودها الرئيسة بايلن. بل ان الرجل الذي ارتبط اسمه بإيصال جورج بوش الى البيت الأبيض ، كارل روف ابدى شكوكه في أهلية ساره بايلن لتولي الرئاسة واشار الى انها تفتقر quot;للثقلquot; الذي تشترطه quot;اصعب وظيفة في العالمquot;. كما انتقد روف الذي عمل مستشارا للرئيس بوش نية بايلن في تجربة التلفزيون الواقعي ببرنامج عن ولايتها الاسكا يتيح للمشاهد ان يطلع على حياتها العائلية ايضا. ومن المقرر ان يبث البرنامج حلقته الأولى في تشرين الثاني/نوفمير. وقال روف انه لا يعرف كيف يمكن لمثل هذا البرنامج ان يخدم وصول مرشح جمهوري الى المكتب البيضاوي ، ولا سيما ان بايلن تظهر في لقطة دعائية للبرنامج وهي تعمل في الهواء الطلق معلنة انها تفضل معانقة الطبيعة quot;بدلا من الجلوس في مكتب خانق بهوائه الفاسدquot;. وقال روف ان مثل هذه التصريحات يمكن ان تكون ضارة بأي حملة انتخابية لتبوؤ منصب عام.

وكانت بايلن لمحت الى انها تعتزم خوض السباق الرئاسي في عام 2012.