أكدت الاستخبارات الأميركية أنها لن تتسامح مع تسريبات وسائل الإعلام حول قضايا الأمن القومي والمسائل التي تلحق الضرر بتنفيذ مهماتها وتعرض حياة عناصرها للخطر،وشددت على أن الكشف عن معلومات سرية غير مصرح به.


واشنطن: حذر مدير الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي. ايه) ليون بانيتا من انه لا يمكن التسامح مع تسريبات وسائل الاعلام الاخيرة حول قضايا الامن القومي وانه سيتم التحقيق فيها بشكل كامل. وقال بانيتا في تقرير له اليوم quot;لقد رأينا في الاشهر الاخيرة موجة مدمرة من التسريبات الاعلامية على نطاق واسع من قضايا الامن القومي وما (ويكيليكس) الا أحد هذه الأمثلة الصارخةquot;.

واكد انه quot;في بعض الحالات تم فضح مصادر وأساليب وكالة المخابرات المركزية ما الحق ضررا بمهمتنا وعرض حياة اشخاص للخطرquot;. وشدد على انه quot;عندما تظهر معلومات حول استخباراتنا وشعبنا أو عملياتنا في وسائل الاعلام فانها تحدث ضررا كبيرا لأمن شعبنا وقدرتنا على القيام بعملنا لحماية شعبنا والأهم من ذلك أنه يمكن أن يعرض حياة الناس للخطرquot;.

واوضح انه quot;لهذا السبب لا يمكن التسامح مع مثل هذه التسريباتquot; مشيرا الى أن وكالة الأمن القومي quot;تلقت تعليمات بالتحقيق الكامل في هذه المسائلquot;.

واشار الى ان quot;الكشف عن معلومات سرية غير مصرح بها سوف يحال ايضا الى وزارة العدل وتتخذ حكومتنا موقفا متشددا كما تدل على ذلك محاكمة مسؤول سابق في وكالة الامن القومي واحد اللغويين في مكتب التحقيقات الفدرالي ومتعاقد مع وزارة الخارجيةquot;.

وقال بانيتا quot;هنا في الوكالة نحن أسرة واحدة وهو ما يعني أننا نعتمد على بعضنا البعض في تقاسم الأعباء والتحديات والنجاحات لكن المشاركة لا يمكن أن تتجاوز الحدود التي كفلها القانون ومبدأ (الحاجة للمعرفة) فلا يحق لوسائل الاعلام والجمهور ولا حتى الزملاء السابقين الوصول الى تفاصيل عملناquot;.

وفي سياق منفصل، ذكر مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية انه رغم توفر بعض الحقائق عن الارهابي ديفيد هيدلي قبل تفجيرات مومباي فان المسؤولين الأميركيين لم يربطوا بين هيدلي والمؤامرات ضد الهند الا بعد وقوعها وذلك بسبب سياسة الحكومة والاجراءات المعمول بها.

وقال مكتب مدير الاستخبارات الوطنية في بيان انه بعد الانتهاء من مراجعة ادارة الرئيس باراك أوباما للقضية والتي توصلت فيه الى انه quot;رغم التلميحات فان اجهزة الاستخبارات الاميركية لم تكن تعلم أن هيدلي وهو أميركي من اصول باكستانية وعمل لدى ادارة مكافحة المخدرات كمخبر يخطط لهجمات مومباي التي قتل فيها أكثر من 165 شخصاquot;.

ولفت البيان الى ان quot;الحكومة الاميركية لو كانت تاكدت بما فيه الكفاية من انه يخطط لهجوم ارهابي في الهند لنقلت المعلومات على الفور الى الحكومة الهنديةquot;. وذكرت صحيفة (واشنطن بوست) مطلع الاسبوع ان الولايات المتحدة تلقت ما لا يقل عن خمسة تحذيرات بشأن صلة هيدلي بالارهاب.

وعمل هيدلي مخبرا لدى ادارة مكافحة المخدرات بدءا من أواخر تسعينيات القرن الماضي الا انه تردد انها قطعت الاتصال به قبل وقوع هجمات مومباي. وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) في عددها الصادر أمس أن ادارة مكافحة المخدرات ارسلت هيدلي الى باكستان رغم تحذيرات بتعاطفه مع الجماعات المتطرفة.

وافادت صحيفة واشنطن بوست الجمعة ان زوجة ديفيد هيدلي، الذي لعب دورا اساسيا في الاعداد لاعتداءات بومباي عام 2008، كانت ابلغت عملاء فدراليين اميركيين ان زوجها يتدرب مع جماعات متطرفة في باكستان قبل ثلاث سنوات من الهجمات.

وحذر مسؤولو مكافحة الارهاب الاميركيون نظراءهم الهنود من خطر هجوم محتمل من جانب عسكر الطيبة في بومباي العام 2008، الا انه لم يتم التاكيد ما اذا كانت هذه التحذيرات مستندة الى المعلومات التي وصلت الى مكتب التحقيقات الفدرالي من جانب زوجة ديفيد هيدلي.

واعتقل هيدلي في شيكاغو في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، للاشتباه في اعداده لهجوم على الصحيفة الدنماركية ييلاندس-بوستن التي نشرت في العام 2005 الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد. لكن بعدها بشهرين، كشفت السلطات الاميركية انها تتهمه ايضا بالقيام بعمليات رصد في اطار الاعداد للهجمات الدامية في بومباي.