بدأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان زيارة رسمية إلى لبنان تستمر ليومين، في وقت تشهد البلاد توتراً سياسياً على خلفية المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري. ونظم لبنانيون من الجالية الأرمنية تظاهرة أمام مطار بيروت الدولي تنديداً بزيارة إردوغان التي تستمر ليومين.


طرابلس: رغم الترحيب الرسمي والشعبي الذي تلقاه زيارة رئيس الحكومة التركية رجب طيب إردوغان الى لبنان فإن أكثر من 150 ألف لبناني ينتمون الى الطائفة الأرمنية يعتبرون هذه الزيارة مسيئة لهم وقد سبق ان ناشدوا الحكومة اللبنانية عدم استقبال المسؤول التركي على اراضيها كما دعوا الى التظاهر في بيروت اليوم احتجاجاً على هذه الزيارة.

ويأتي الموقف الأرمني كما يقول النائب آغوب بقرادونيان لـ quot;إيلافquot; تعبيراً عن المآسي التي خلفها الحكم التركي بالشعب الأرمني إبان الحرب العالمية الأولى نتيجة المجازر التي ارتكبها بحقه وأودت بحياة أكثر من مليون شخص وهجّر الآلاف من ارضهم في نطاق ما عرف حينذاك بـ quot;سفر بلكquot;.

ويلفت بقردونيان إلى ان الاعتراض الأرمني على الزيارة لا يتوقف عند هذه الواقعة، على فظاعتها فحسب، بل يشمل ما ارتكبه الاتراك في لبنان أيام الحكم العثماني الذي نصب المشانق لعدد من رجالات الوطن وابنائه، وما نصب الشهداء الذي يتوسط الساحة الفسيحة التي عرفت باسمهم على مدخل بيروت إلا خير دليل على ما نرمي اليه.

وطالب بقرادونيان رئيس الحكومة التركية بالاعتذار من الشعبين اللبناني والأرمني وبأن يهم الى وضع اكليل من الزهر على النصب المذكور عله يساهم في طي صفحة الماضي الأليم ويبلسم جراح خمسين الف عائلة ارمنية تعيش في لبنان فقدت عدداً من ابنائها واقربائها واحبائها في تلك الحقبة السوداء من التاريخ التركي، لافتاً الى انه واحد ممن شملهم المصاب اذ فقد جده لأبيه الذي قتل في تلك الفترة.

هذا ويعتبر النائب بقرادونيان مواقف رئيس الحكومة التركية رجب طيب إردوغان المؤيدة والداعمة للبنان وللقضايا العربية والمنددة بإسرائيل quot;مسرحية على اللبنانيين التنبه لها خصوصاً انها تغطي على الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية والتجارية المعقودة مع اسرئيلquot; على حد قوله محذراً من اعطاء دور لتركيا في المنطقة تستغله لمصلحتها غير آبهة بمصالح الآخرين.

واستغرب بقرادونيان قيام عناصر من قوى الامن الداخلي بنزع اللافتات التي رفعت في وسط بيروت والمنددة بزيارة إردوغان الى لبنان متسائلاً quot;ما اذا كانت الديمقراطية قضت نحبها في لبنان هي الأخرىquot;، مشيراً الى انه اتصل بمكتب وزير الداخلية زياد بارود لابلاغه احتجاج الاحزاب الأرمنية على هذا التصرف معلناً عزم هذه الاحزاب اعادة رفع اللافتات مهما كلف الأمر، محملاً المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي المسؤولية.

وفي هذا الاطار امتنع وزير الدولة جان اوغاسبيان عن التعليق على زيارة إردوغان للبان مكتفياً بإبلاغ quot;إيلافquot; عدم مشاركته في استقبال الأخير في مطار بيروت وكذلك حضور حفل العشاء الذي يقيمه رئيس الحكومة سعد الحريري مساء اليوم على شرفه.