لندن: أثبتت البحوث الوراثية أن قرابة ثلثي السكان في قرية صينية نائية يتحدرون من أصول قوقازية (بيضاء). ويعزز هذا فرضية سابقة تقول إنهم سلالة فرقة عسكرية رومانية قديمة ضلت طريقها وانتهى مطافها في هذا الجزء من العالم.

وأثبتت فحوص الحمض النووي DNA أن هؤلاء الصينيين، وهم سكان قرية ليكيان الصحراوية في شمال غرب البلاد، يحملون نسبة 56 في المائة من العرق القوقازي في دمائهم. ولمعظمهم أعين زرقاء أو خضراء وشعر أشقر فكأنهم من أصول أوروبية لامراء فيها.

ويلقب الأهالي أحدهم، ويدعى كاي جونيان quot;كاي لووماquot; التي تعني quot;كاي الرومانيquot; بسبب ملامحه ولأنه - مثل عديدين غيره - يؤمن بأنه سليل الرومان القدماء. وقد حدا كل هذا بعلماء الآثار للإعلان إنهم ينوون البدء في سلسلة حفريات في المنطقة بطول quot;طريق الحريرquot; القديم بحثا عن مخلفات رومانية.

ونقلت صحيفة quot;ديلي تليغرافquot; البريطانية عن عالم الآثار الصيني يوان هونغجينغ قوله: quot;الهدف من الحفريات المزمعة هو إثبات أن الصين كانت على صلة ما بالامبراطورية الرومانية، وأن العسكر الرومان استقروا في هذه المنطقة في وقت ما في القرن الأول الميلادي، على الأرجح بعد فرارهم من معارك ضارية هُزموا فيهاquot;.

ويُعتقد أن هذه المعارك اندلعت في العام الميلادي 35 بين جيش يقوده الجنرال الروماني ماركوس كراساس، وجيش أكبر من الفرس تمكن من هزيمته وأوقف بالتالي توسع الامبراطورية الرومانية نحو الشرق. ويقول المؤرخون إن آلاف الجنود الرومان قتلوا في المعارك وأن كراساس نفسه اُعدم بقطع رأسه.

لكن عددا كبيرا من الجنود الرومان فروا من تلك المعارك وتعمدوا الاتجاه شرقا لتضليل العدو. ويضيف المؤرخون أن هؤلاء عملوا بعد ذلك مرتزقة مأجورين في الحرب بين الهون المغول والصينيين في العام 36 كما تبين المدونات الصينية القديمة. وتشير هذه المدونات الى أن الجنود الرومان وقعوا أسرى لدى الجيش الصيني ولكن أطلق سراحهم بعد حين فاستقروا في سهول البلاد الغربية.

وكانت فرضية quot;الصينيين الرومانquot; قد طُرحت في الخمسينات على يد هومر دوبس، بروفيسير التاريخ الصيني بجامعة اوكسفورد. ويعتقد معظم المؤرخين أن امبراطورية الهون الصينية والامبراطورية الرومانية تبادلا في ايام السلم بعض السلع وتحديدا الحرير الصيني مقابل الأواني الزجاجية الرومانية.

ومع أن البحوث أثبتت وجود العرق القوقازي في سكان قرية ليكيان، يشكك البعض في تحدرهم من الرومان وينسبهم الى الهون الذين أرسلوا جيوشا الى آسيا الوسطى انضم اليها جنود من أصول قوقازية.
ويقول موريزيو بيتيني، بروفيسير الدراسات الإنسانية بجامعة سيينا الايطالية: quot;السبيل الوحيد لإثبات أن هؤلاء الصينيين أحفاد الرومان هو العثور في منطقتهم على آثار رومانية مثل النقود أو الأسلحة التي كانت حكرا على الجنود الرومان. وبدون هذا الدليل، تظل الفرضية كما هي.. مجرد فرضيةquot;.