خلال زيارة رئيس الوزراء اللبناني إلى إيران انتقدت الأخيرة عمل المحكمة الدولية معتبرة أنها تهدف إلى افساح المجال quot;للبعض في خارج البلاد بأخذ لبنان رهينةquot;.


طهران: في اليوم الثاني من زيارته إلى إيران، التقى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الأحد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ووزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي الذي أكد استعداد بلاده للتعاون مع الجيش اللبناني، ووجه انتقادا إلى المحكمة الدولية التي تنظر في اغتيال رفيق الحريري والد رئيس الحكومة.

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أجرى مساء الأحد محادثات مع الحريري quot;تناولت آخر المستجدات الإقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالاتquot;.

وأضافت الوكالة أن الحريري التقى أيضا بعد ظهر الأحد كلا من سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي ووزير الخارجية منوشهر متكي حيث عرض مع الأخير quot;العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالاتquot;.

وأوضحت الوكالة أن الحريري سيلتقي الإثنين المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي. ونقل موقع التلفزيون الإيراني الرسمي عن وحيدي قوله quot;لقد أعلنا مرات عدة ونعلن اليوم مجددا أننا نقف إلى جانب الجيش اللبناني ونحن مستعدون للتعاونquot; معه.

وحول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في عام 2005، قال وحيدي إن منفذي الإعتداء هم من quot;إعداء لبنانquot;، موجها الإنتقاد إلى المحكمة الخاصة بلبنان التي أنشأتها الأمم المتحدة لمحاكمة قتلة رفيق الحريري قائلا إنها تهدف إلى إفساح المجال quot;للبعض في خارج البلاد بأخذ لبنان رهينةquot;.

وقال السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي في تصريح إلى قناة العالم الإيرانية الناطقة بالعربية نشر على موقعها على الانترنت إن quot;إسرائيل وحلفاءها لا يريدون خيرا لإيران أو لبنان ويحاولون أن يثيروا الفتن والبلبلة في المنطقة خاصة في لبنان ولا يريدون أن يكون مشهد الهدوء والإستقرار سائدا في المنطقةquot;.

واعتبر السفير ركن آبادي الموجود حاليا في إيران لمواكبة زيارة الحريري، أن quot;المحكمة الدولية وما سيصدر عنها مما يسمى بالقرار الظني إنما هو مؤامرة ومخطط إسرائيلي بالكامل لإثارة الفتن والفرقة والإنقسام وبلوغ غير ذلك من الأهداف في لبنانquot;.

وقام وحيدي في خطوة رمزية بتقديم رشاش إيراني من نوع quot;توندارquot; للحريري. وبث التلفزيون الإيراني صورا لهذا السلاح الذي قدم في علبة خشب. من جهته عبر الحريري عن الأمل في أن تتيح زيارته تطوير التعاون بين إيران ولبنان في مجال الدفاع، كما نقل عنه المصدر نفسه من دون أن ينقل تصريحات مباشرة لرئيس الحكومة اللبنانية.

والحريري الذي وصل السبت إلى طهران في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام أدلى بهذا التصريح بعد زيارته معرضا مخصصا لإنجازات إيران في مجال الدفاع والتسلح. وأشاد وحيدي أيضا بدور الجيش اللبناني في مواجهة إسرائيل.

وقال quot;لقد كنا فخورين عند رؤية اشتباكات الجيش اللبناني مع النظام الصهيوني لأننا لاحظنا أن هذا الجيش يمكنه الدفاع عن حقوق الأمة اللبنانيةquot;. ويأتي العرض الإيراني لدعم الجيش اللبناني في وقت أفرجت فيه الولايات المتحدة التي تتهم طهران بالتدخل السياسي والعسكري في لبنان، عن مساعدة عسكرية بقيمة مئة مليون دولار لهذا البلد.

والتقى الحريري عصر الأحد رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني في مقر المجلس في طهرانquot;. وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحريري أن لاريجاني اعتبر زيارة الحريري quot;مناسبة لترسيخ العلاقات وبحث التطورات الثنائية والأوضاع الإقليميةquot;.

كما نقل البيان عن الحريري قوله أمام لاريجاني quot;أردت زيارة إيران في هذه المرحلة لتدعيم العلاقات بين البلدين وأهمية قيام هذه العلاقة بين المؤسسات في كلا البلدينquot;. وزار الحريري مع الوفد المرافق مصنع quot;خودروquot; لصناعة السيارات وألقى كلمة في نهاية الزيارة وجه فيها تحية إلى المسؤولين الإيرانيين quot;على الإنجازات التي يقومون بها والتي يجب أن تكون مدعاة فخرquot;.

وتابع الحريري quot;نحن هنا لتدعيم العلاقات بين لبنان وإيران، بين الحكومة اللبنانية والحكومة الإيرانية، ولمؤسسة هذه العلاقات لكي تكون علاقات مميزةquot;. وأضاف quot;أهنىء الشعب الإيراني على هذه الإنجازات سواءكان لناحية صناعة السيارات أم صناعة الاسلحةquot; في إشارة إلى الزيارة التي قام بها صباح الأحد إلى مصنع أسلحة في إيران.

والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان محور خلاف بين معسكري رئيس الحكومة وحزب الله المدعوم من إيران. وفي حين يؤيد المعسكر الأول عمل المحكمة ويشدد على ضرورة استكمال عملها، يشكك حزب الله بمصداقيتها وينفي أي ضلوع له في اغتيال الحريري كما نقلت بعض المعلومات الصحافية. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أشار خلال زيارته إلى لبنان في الثالث عشر من تشرين الاول/اكتوبر الماضي إلى وجود quot;استغلالquot; للمحكمة وquot;تلفيق اتهام إلى أصدقاءquot;.

وقال أحمدي نجاد quot;في لبنان، نجد أن يد الغدر الآثمة امتدت إلى صديق عزيز وشخصية غيورة على وطنهاquot;، في إشارة إلى رفيق الحريري، مضيفا quot;ثم نرى بعد ذلك كيف تلفق الأخبار وكيف تستغل المجامع الحقوقية التابعة لأنظمة الهيمنة لتوجيه الإتهام إلى بقية الأصدقاء سعيا للوصول إلى المرامي المشؤومة والباطلة عبر زرع بذور الفتنة والتشرذمquot;.

وتوعد الأمين العام للتنظيم حسن نصرالله بquot;قطع يدquot; كل من يحاول اعتقال عناصر من حزبه. ويثير إمكان اتهام حزب الله بعملية الإغتيال مخاوف من تجدد أعمال العنف في لبنان وانهيار حكومة الوحدة الوطنية التي يترأسها الحريري ويشارك فيها حزب الله.

وكان مصدر وزاري لبناني قال لوكالة الأنباء الفرنسية قبل الزيارة quot;سيحاول الإيرانيون تقريب وجهات النظر بين حزب الله وسعد الحريريquot;. وزيارة الحريري إلى إيران، الأولى له إلى هذا البلد، ستتيح أيضا تطوير التعاون الثنائي في مجالات عدة لا سيما الإقتصادية والثقافية.