أثارت تسريبات ويكيليكس حول استلام النظام الإيراني صواريخ من كوريا الشمالية معروفة باسم quot;موسودانquot; قادرة على ضرب أهداف في أوروبا وروسيا، شكوكا كبيرة. ويرى الخبراء أن هناك العديد من القرائن التي تدحض الأنباء التي تتحدث عن وقوع هذه الصفقة بين طهران وبيونغ يانغ.


في العاشر من الشهر الماضي ولمناسبة الذكرى 65 لتأسيس دولة الحزب الواحد، أزاحت كوريا الشمالية الستار ،في طابورها العسكري المعتاد لدى سائر الأنظمة الشمولية، عن صاروخ جديد أطلقت عليه اسم laquo;موسودانraquo;.

وتقول إحدى البرقيات التي سربها موقع laquo;ويكيليكسraquo; في دفعته الأخيرة إن إيران حصلت على 19 صاروخا من هذا الطراز - المعروف أيضا باسم laquo;بي إن - 25raquo; - من كوريا الشمالية. وقاد هذا إلى تكهنات تفيد أن طهران صارت قادرة على ضرب أهداف في اوروبا الغربية وروسيا وأماكن أخرى لا تصلها صورايخها الحالية.

ولكن، وفقا لصحيفة laquo;واشنطن بوستraquo;، فلا شيء يؤكد أن صاروخ موسودان جاهز للعمل أو أنه اختُبر في المقام الأول. وطهران من جهتها لم تعرض هذا الصاروخ ضمن ترسانتها، على حد قول الخبراء ومسؤول في الإستخبارات الأميركية. ويشك هؤلاء في أن بيونغ يانغ سلمت أي شحنة من هذه الصواريخ. ويقول أولئك الذين اطلعوا على صورة الصاروخ الفوتوغرافية وحللوها إنه مجرد مجسّم.

ويثبت هذا الأمر أن البرقيات التي سربها ويكيليكس - والعديد منها يقوم على أساس اجتماع أو مصدر واحد - تلقي بقدر من الظلال مساو أو يتجاوز عدد الأضواء المسلطة على مواضيعها. وعلى هذا الأساس، يبني الخبراء مقولتهم إن قدرة إيران على ضرب أهداف في اوروبا الغربية مشكوك فيها.

وثمة ملف من 19 صفحة عن اجتماع بتاريخ 22 ديسمبر / كانون الاول 2009 بين 15 مسؤولا أميركيا و14 مسؤولا روسيا كجزء من مجهود مشترك لمراقبة أخطار الصواريخ (النووية) من كوريا الشمالية وإيران. وقد اختلف الجانبان كثيرا واتفقا قليلا. وقال الجانب الروسي إن التهديد الإيراني ليس بالحجم الذي يتصوره الأميركي، وقالوا إن laquo;موسودانraquo; قد لا يكون له وجود أصلا. وأقر الأميركيون بأنهم لم يروا الصاروخ على الأراضي الإيرانية.

وقال هؤلاء إنهم أقاموا اعتقادهم بوجود الصاروخ لدى إيران على laquo;تقارير صحافيةraquo;. واتضح أن هذه تعود إلى تقرير نشرته laquo;بيلد تسايتونغraquo; الألمانية في العام 2005. لكن حتى هذا التقرير لا يتحدث عن حصول إيران على 19 صاروخ موسودان وإنما على 18 مجموعة من مكونات الصواريخ الأساسية.

ويقول مايكل ايلمان، خبير الصواريخ بالمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية: laquo;الولايات المتحدة لا تجزم بأن لديها الدليل على وجود هذا الصاروخ في إيران أو أنها قادرة على توجيهه إلى أهداف في أوروبا الغربيةraquo;.

وينقل ملف كانون الاول- ديسمبر 2009 عن الوفد الروسي قوله إن الإشارات إلى صاروخ موسودان laquo;تدخل في باب الأدب السياسي ولا علاقة لها بالواقع التقني. وبعبارة أخرى فإن روسيا تعتقد وتصر على أنه لا وجود لهذا الصاروخ على الإطلاقraquo;.

على أن هذا ربما كان محاولة لإخفاء الحرج الروسي. فثمة دليل على أن موسودان سوفياتي الأصل. وتبعا للخبراء والمسؤولين الأميركيين فقد تم نقل عدد كبير من قطع غيار الصواريخ السوفياتية العابرة للقارات إلى كوريا الشمالية في فترة انهيار الإتحاد السوفياتي في التسعينات. لكن روسيا لم تقر أبدا بأن هذا حدث فعلا، لأنه سيشوه سمعتها كبلد يزعم أنه لم يبع أي تكنولوجيا يمكن توظيفها لإنتاج صواريخ عابرة للقارات.

على أن الخبراء يشيرون إلى أن قطعا من الصواريخ السوفياتية العابرة للقارات والمعروفة باسم laquo;آر 27raquo; بدأت تظهر في كوريا الشمالية وأيضا في أنظمة الصواريخ الإيرانية. وعندما أطلقت طهران قمرا اصطناعيا في فبراير / شباط 2009 لاحظ الخبراء ماكينة توجيه في الصاروخ الإيراني laquo;سفيرraquo; مشابهة لتلك الموجودة على أنظمة laquo;آر 27raquo;.

وموسودان، الذي يقول الكوريون الشماليون إنهم بنوه، نسخة معدلة من laquo;آر 27raquo;، عرضته بيونغ يانغ ضمن طابورها العسكري في يومها الوطني الأخير. لكن ثيودور بوستول، من laquo;معهد مساشوستس للتكنولوجياraquo; والمستشار السابق في وزارة الدفاع الأميركية، يتفق مع الرأي القائل إن الأمر كله خدعة. ويضيف: laquo;ما رأيناه في الطابور العسكري مجرد مجسّمات لا أكثرraquo;.