يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو زعيم حزب quot;الليكودquot; الحاكم في إسرائيل، أزمة ائتلافية جديدة قد تعصف بحكومته، في وقت وجد فيه نتانياهو نفسه في وضع لا يحسد عليه، بعد حرائق غابات الكرمل، وتتالي الدعوات لإقامة لجنة تحقيق رسمية حولها.. حيث دخل الائتلاف اليميني الحاكم في صراع ينذر بانهيار الحكومة بسبب تركيبتها غير المتجانسة.


يافا: يهدد حزب quot;العملquot; وعلى لسان العديد من أقطابه بالانسحاب من الحكومة وفك الشراكة من الائتلاف الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على خلفية الأزمة السياسية مع الفلسطينيين، وفشل المساعي الأميركية الهادفة إلى إحياء المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية، فيما تدور حرب بين حزبي quot;اسرائيل بيتناquot; وحركة quot;شاسquot;، على خلفية قانون اعتناق الديانة اليهودية، وذلك بعد أن استجاب رئيس الوزراء لطلب حزب quot;شاسquot;، وارجأ أمس الأحد، التصويت على القانون لتنظيم عملية اعتناق الديانة اليهودية في إطار الخدمة العسكرية، والذي ينص على الاعتراف بشهادات اعتناق اليهودية التي تصدرها الحاخامية العسكرية من قبل مؤسسات الدولة.

ويشهد حزب quot;العملquot; حراك سياسي بوتيرة متسارعة يقودها أقطاب معارضين لرئيس الحزب وزير الأمن ايهود باراك، وفي مقدمتهم رئيس اتحاد النقابات العمالية الإسرائيلي quot;الهستدروتquot; عوفر عيني، إلى جانب وزيرين في الحكومة وهما افيشاي برافرمان (وزير شؤون الأقليات) ويتسحاك (بوغي) هرتسوغ (وزير الرفاه الاجتماعي) وكلاهما مرشحين محتملين لمنافسة باراك على زعامة حزب quot;العملquot;، إلى جانب زعيم الحزب السابق النائب عمير بيرتس.

وعوفر عيني الرجل القوي في حزب quot;العملquot; هدد على الملأ خلال مؤتمر صحيفة quot;كلاكليستquot; الاقتصادية، بأنه في حال لم يتم حصول تحرك على المستوى السياسي في العملية السياسية مع الفلسطينيين، فإنه لا يرى ضرورة لبقاء حزب quot;العملquot; في الحكومة، حيث نقلت عنه وسائل الإعلام قوله quot;عندما تم تشكيل الائتلاف الحكومي عملت على دخول الحزب للحكومة، وذلك لما فيه مصلحة الدولة، ولكن اليوم وفي ظل التعثر في العملية التفاوضية مع الفلسطينيين، لا أرى مبررًا لبقاء الحزب في الحكومةquot;.

فيما قام الوزير افيشاي برفرمان بجمع تواقيع 5 آلاف عضو في حزب quot;العملquot; للضغط على نتانياهو، وتوجيه تحذير لنتانياهو بالانسحاب من الحكومة، ورهن بقاء الحزب بالحكومة بوقف الاستيطان والشروع بالمفاوضات مع الفلسطينيين فورًا.

وبالتوازي مع التّهديدات أطلق القطب البارز في حزب quot;العملquot; بنيامين (فؤاد) بن اليعازر، تحذيرات بانسحاب حزب quot;العملquot; من الحكومة ما لم تطلق العملية السياسية مع الفلسطينيين لتشمل مختلف القضايا الجوهرية العالقة.

بالمقابل هددت حركة quot;شاسquot; اليمينية المتطرفة بالتصويت ضد الائتلاف الحكومي، والى جانب حزب quot;كاديماquot; المعارض، ودعم إقامة لجنة تحقيق رسمية في حرائق الكرمل فيما لو تمت الموافقة على اقتراح قانون يعترف بشهادات اعتناق الديانة اليهودية التي تصدرها الحاخامية العسكرية، والذي بادر إليه رئيس لجنة القضاء والدستور البرلمانية دافيد روتم من quot;اسرائيل بيتناquot;، والذي يعني انه في حال تم رفض الاعتراض الذي قدمته quot;شاسquot; في اللجنة الوزارية للتشريع، فإنّه سيطرح كقانون باسم الحكومة للقراءة التمهيدية، ومن شأنه أن يزيد من حدة الخلافات بين أقطاب الحكومة الإسرائيلية.

وذكرت صحيفة quot;يديعوت احرنوتquot; ان حركة quot;شاسquot; تعارض اقتراح القانون، وكذلك حركة quot;يهدوت هتوراهquot; الدينية المتزمتة. وأنهم في quot;شاسquot; يعتبرون أن القانون هو خروج عن الإجماع العام quot;الستاتوس كفوquot;، في ما يتعلق بالديانة اليهودية، وكل ما يتم طرحه في الائتلاف يجب أن يكون متوافقًا عليه ومقبولاً.

وثمة تقديرات تشير إلى أن حركة quot;شاسquot; قد تعيد النظر في حساباتها والتزاماتها الائتلافية، وعدم التصويت إلى جانب الائتلاف الحاكم وعدم التصويت إلى جانب الاقتراحات التي يطرحها الائتلاف. وفي السياق ذاته هدد مقدم الاقتراح رئيس لجنة القضاء والدستور دافيد روتم بعدم التصويت إلى جانب الائتلاف الحاكم، في حال لم تتمّ المصادقة عليه وطرحه للتصويت بالقراءة التمهيدية.

وقضية أخرى قد تؤدي إلى زعزعة الائتلاف الحاكم، وتثير مخاوف في أوساط الائتلاف الحاكم، قضية وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان الذي يواجه إمكانية تقديم لائحة اتهام بحقه بتلقي الرشاوى والفساد، وهل ستقود ليبرمان الذي يطمح إلى تنصيب نفسه زعيمًا لليمين في اسرائيل، الخروج من الحكومة وقيادة اليمين من مقاعد المعارضة أو قيادة منصبه كوزير للخارجية.