نجا ضباط المفرقعات البريطانيون بمعجزة عندما خططوا لنقل خرطوشة حبر تتبع تنظيم القاعدة قبل نحو شهرين في مطار إيست ميدلاندز في المملكة المتحدة ضمن مخطط التنظيم الخاص بالطرود المفخخة، فالقنبلة كانت متطورة للغاية ومن الصعب جدّا اكتشافها.


صورة نشرتها قناة (سي بي آس نيوز) لخرطوشة الحبر التي تتضمن القنبلة المتطورة التابعة لتنظيم القاعدة

لندن: كشفت تقارير صحافية بريطانية، السبت، النقاب عن أن القنبلة، التي عثر عليها داخل خرطوشة حبر تتبع تنظيم القاعدة قبل نحو شهرين في مطار إيست ميدلاندز في المملكة المتحدة (ضمن مخطط التنظيم الخاص بالطرود المفخخة)، كانت متطورة للغاية، لدرجة أن الضباط وضعوها تقريباً في شاحنة صغيرة لأنهم لم يدركوا أنها كانت متفجّرة.

وذكرت اليوم في هذا السياق صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية أن ضباط المفرقعات نجوا بمعجزة عندما خططوا لنقل الجهاز ( الذي وُصِف بأنه أكثر الأجهزة تطوراً حسب وجهة نظر الخبراء الإنكليز خلال الأعوام العشرة الماضية ) لإخضاعه إلى مزيد من الفحوصات وهو لا يزال معداً للانفجار.

وكان من المقرر أن يكون ضباط المفرقعات على الطريق السريع في اتجاه مختبرات التكنولوجيا والعلوم الدفاعية في فورت هالستيد في مقاطعة كينت في الوقت الذي كان سينفجر فيه الجهاز.

ومع هذا، قام ضباط المفرقعات التابعون لشرطة سكوتلاند يارد بتعطيل فعالية الجهاز بصورة عفوية، وتلقوا تحذيراً من مسؤولين بريطانيين في لندن، كانوا يرصدون إنذاراً بوجود قنبلة بالتزامن في الوقت نفسه في دبي، ينبههم بأن الجهاز لا يزال نشطاً.

ومضت الصحيفة تقول في هذا الجانب إن التطور الذي تحظى به القنبلة، التي كانت داخل خرطوشة للحبر تستخدم في أعمال الطباعة، قد دفع بمسؤولي مكافحة الإرهاب البريطانيين لإجراء إعادة تقييم عاجل للتهديد الذي تشكله القاعدة في شبه الجزيرة العربية، تلك الجماعة التي يوجد مقرها في اليمن ويعتقد أنها المسؤولة عن وضع القنبلة على متن طائرة شحن كانت في طريقها إلى مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة.

وقال في هذا الشأن مصدر من الشرطة:quot; كان ذلك هو أكثر الأجهزة تطوراً التي رأيناها على مدار عشرة أعوامquot;.

وأظهر أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قد برز الآن باعتباره تهديداً إرهابياً كبيراً على المملكة المتحدة. لقد وقف الحظ إلى جانبنا بشكل كبير في إيست ميدلاندز، لكن قد لا نكون محظوظين بهذا الشكل في المرة المقبلةquot;.

وأوضح هذا المصدر أيضاً أنه كان من الصعب الكشف عن الجهاز، لأنه كان يحتوي على مادة PETN ، وهي أحد أنواع المتفجرات البلاستيكية، التي كانت مخبأة داخل خرطوشة حبر جنباً إلى جنب مع جهاز محمول مفكك يعمل كجهاز توقيت.

وهو ما جعل الخبراء يعتقدون في بداية الأمر أن الجهاز لا يعدو كونه خرطوشة طباعة قياسية.

وقد تمكن الآن خبراء متفجرات في بريطانيا وأميركا من تحديد العقل المدبر وراء تلك القنبلة التي عثر عليها في مطار إيست ميدلاندز، وهو المواطن السعودي المتشدد، إبراهيم حسن العسيري، 28 عاماً، بعد أن سافر إلى اليمن عام 2007.