كشف تقرير سري للشرطة السويدية تفاصيل العلاقة الحميمة التي أقامها جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، مع إحدى السيدات التي أقام معها علاقة جنسية وكبل يديها ورجليها لمنعها من الوصول إلى الواقي الذكري.


تسبّبت تهم الاغتصاب الموجهة ضد جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، من جانب سيدتين سويديتين، بإثارة تساؤلات جديرة بالاهتمام، وإن كانت غير وثيقة الصلة بالدور الذي لعبه في تسريب الوثائق والبرقيات الدبلوماسية الأميركية خلال الآونة الأخيرة.

وبحسب تقرير سري على غير العادة للشرطة السويدية تحصلت عليه صحيفة الغارديان البريطانية، فقد توجه أسانج إلى أحد المطاعم لتناول وجبة العشاء في آب/ أغسطس الماضي مع سيدة عُرِفت بـ quot;السيدة Aquot;. وحين عادا إلى شقتها في ستوكهولم، بدأ أسانج يلامس قدمها. ورغم قولها إنها اعتقدت أن الأمور كانت تسير بصورة سريعة للغاية وبشكل غير مريح، فإنه قام بتجريدها من ملابسها ونهش مجوهراتها.

وطبقاً لما ورد في شكوى تلك السيدة، فإن أسانج قد قام بتكبيل يديها ورجليها لكي يمنعها من الوصول إلى الواقي الذكري. ثم وافق في النهاية على ارتداء واحد من تلك الأوقية، لكنه استمر في ممارسة العلاقة مع السيدة حتى بعد أن انكسر الواقي الذكري، أو بعد أن أحدث فيه quot;شيئاquot; تسبب بكسره، بحسب ما ذكرت السيدة.

وقد أدت تلك المقابلة المزعومة وواحدة أخرى مماثلة مع سيدة ثانية عرفت في وسائل الإعلام بـ quot;السيدةW quot; إلى توجيه مجموعة منوعة من تهم سوء السلوك الجنسي ضد أسانج، بما في ذلك الاغتصاب. وأشار تقرير نشرته اليوم صحيفة لوس أنغلوس تايمز الأميركية إلى أن تلك المزاعم التي من شأنها أن تضر بسمعة أسانج، الذي قام مؤخراً بتوزيع مئات الآلاف من البرقيات الأميركية السرية على بعض المنافذ الإعلامية، تُنَاقَش الآن على نطاق واسع من قِبل المواطنين داخل الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم، تماماً مثلما فعلوا من قبل بشأن العلاقة التي جمعت الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، ومتدربة البيت الأبيض، مونيكا لوينكسي.

ومضت الصحيفة تقول إنه وفي الوقت الذي حرص فيه الأشخاص على مناقشة التفاصيل المتعلقة بتلك المزاعم التي تطال سمعة أسانج، فإنهم أثاروا أيضاً تساؤلات جادة ومثيرة للاهتمام بشأن الطريقة التي يجب أن يُعامل من خلالها سوء السلوك الجنسي، ومن بين تلك الأسئلة : هل يجب أن يتم توجيه تهمة الاغتصاب إلى رجل لممارسته الجنس من دون واقٍ ذكري ؟ أو لممارسته الجنس مع سيدة وهي نائمة ؟
وهنا، تابعت الصحيفة بقولها إن القوانين السويدية قد عملت بصورة متزايدة خلال العقود الأخيرة على حماية حقوق المرأة؛ وهو ما أدى إلى ظهور تساؤلات أخرى، من بينها : هل تلك القوانين صارمة، أم أنها تحقق التوازن الصحيح ؟ وهل يعقل أن تضع السويد ثلاث درجات للاغتصاب، بما في ذلك درجة quot;الاغتصاب الأقل حدةquot;، وهي التهمة التي يواجهها أسانج، والتي تستخدم بشكل عام عندما يلجأ الشخص إلى أسلوب التهديدات أو القوة المعتدلة لممارسة الجنس على غير رضا الطرف الآخر ؟

وأكدت الصحيفة في هذا السياق أن تلك الأسئلة مثيرة بالفعل للاهتمام، لكنها بعيدة كل البعد في نهاية المطاف عندما يتطرق الأمر إلى الدور الذي لعبه أسانج في زوبعة التسريبات الأخيرة. فمع تركيز الأميركيين بشكل أساسي على قضية الكشف عن برقيات دبلوماسية سرية، لفتت الصحيفة إلى أن التساؤل وثيق الصلة الوحيد بشأن المزاعم الجنسية الموجهة ضد أسانج هو ما إن كانت العملية القانونية تسير في مسارها الصحيح، أو إذا ما كان هناك نوع من أنواع الضغوط الأميركية الشائنة.

وقد سبق لأنصار أسانج أن أكدوا من قبل أن تهم الاغتصاب التي تحاصر مؤسس ويكيليكس، قد تمت إعادتها من جانب السلطات السويدية كجزء من حملة تقودها الولايات المتحدة لمعاقبة أسانج وويكيليكس على قيامهما بتسريب معلومات سرية، وربما لإيداعه خلف القضبان حتى يتمكن المحققون الأميركيون من توجيه اتهامات إليه.