بات الاحتفال بمولد الحاخام اليهودي أبو حصيرة المدفون في محافظة البحيرة شمال القاهرة يشكل أزمة سنوية للحكومة المصرية في ظل الرفض الشعبي للاحتفال بمولده، ويقع مدفنه في قرية دميتوه في محافظة البحيرة.


القاهرة: بدأ الاحتفال بمولود الحاخام اليهودي بعد توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل العام 1977، حيث بات الموضوع المحدد للاحتفال هو أحد مواعيد الأزمات السياسية التي تشهدها مصر، ولا سيما في ظل توافد عدد كبير من اليهود خلال شهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني للاحتفال.

وقد جرى إلغاء الاحتفال خلال الأعوام الأخيرة، والاكتفاء فقط بالزيارات التي يتم الترتيب لها مع السفارة الإسرائيلية في القاهرة، حيث اعتاد السفير الإسرائيلي السابق شالوم كوهين زيارة المقام كل عام، فضلاً عن مئات اليهود الوافدين على طائرات خاصة، ولا تستغرق زياراتهم لمصر سوى ساعات وأيام معدودات.

وحسبما تحدثت أحد المصادر لـquot;إيلافquot; فإن التنسيق يتم بين أجهزة الأمن والسفارة الإسرائيلية في القاهرة والقنصلية الموجودة في الإسكندرية لتأمين زيارة الوافدين، مشيرًا إلى أن العدد الذي يأتي إلى القاهرة يكون بالاتفاق بين مصر وتل أبيب، وليس عشوائيًا.
وأكد المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن قرية دميتوه تشهد إجراءات أمنية غير اعتيادية خلال شهري ديسمبر وأكتوبر/تشرين الأول، مشددًا على أن حالة الغضب التي تسيطر على أهالي القرية لا يستطيعون التعبير عنها بسبب الكثافة الأمنية التي تشهدها المنطقة خلال هذه الفترة.

وشدد على أنه لا يسمح للمصريين بالاقتراب من مكان المقام اليهودي خلال فترة الاحتفال، كما يتم منع المصورين الصحافيين من الوصول في محاولة للسيطرة على الموقف، ولاسيما أن الأمر اقتصر خلال السنوات الأخيرة على الزيارات فقط، وليس على الاحتفال كما كان يحدث سابقًا.

من جهته قال الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد لـquot;إيلافquot; إن المصريين ليسوا ضد اليهود، وإنما ضد ما تقوم به الدولة العبرية من انتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدًا احترامه لأي طقوس دينية يهودية.

كما أكد نور أن الغرض من زيارات اليهود لمقام أبو حصيرة هو بيان قوة إرادة الإسرائيليين، الأمر الذي يستفز المصريين، ولا بدّ من مواجهته بقدر من الموضوعية والحيادية في التعامل، خصوصًا أن الأمن منع إقامة عدد كبير من الموالد المصرية، فيما يمنح الإسرائيليين حق الاحتفال.

بينما شنّ القيادي في جماعة الأخوان المسلمين والنائب السابق محمد البلتاجي في إفادة لـquot;إيلافquot; هجومًا على الحكومة المصرية لتأمينها وترتيبها للزيارات اليهود إلى أحد المدن المصرية، مؤكدًا أن هذا الأمر يصدم مشاعر المواطنين المصريين.

وطالب البلتاجي الحكومة المصرية بضرورة احترام مشاعر المواطنين والاستجابة إلى مطالبهم من خلال إلغاء الزيارات تمامًا لهذا المقام المزعوم، مؤكدًا ضرورة احترام أحكام القانون التي ترفض الاحتفال بهذا المولد.

إلى ذلك، طالب ائتلاف مدونون ضد أبو حصيرة في بيان له أمس تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه بمحاسبة المسؤول عن السماح بمثل إقامة المولد وملاحقته قضائيًا لعزله وحبسه بتهمة عدم تنفيذ أحكام القضاء طبقًا لقانون العقوبات المصري، مشيرًا إلى أن النظام الذي يمتلك إرادة شعب مصر بالتزوير ليس غريبًا عليه أن يسمح لإسرائيل بأن تدوس على إرادة مصر وقانونها ودستورها بالزيارات المتتالية التي تتم على مدار العام، ولا سيما في شهر ديسمبر.

وطالب البيان الحزب الوطني الحاكم تقديم اعتذار للشعب المصري عن التشديدات الأمنية التي محافظة البحيرة التي يوجد فيها المقام لتأمين وصول الزائرين اليهود، مجددين رفضهم أي شكل من أشكال التطبيع، في الوقت الذي يتصاعد فيه الهجوم الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة.

فيما أعلنت عدد من القوى السياسية الرافضة للاحتفال بمولد أشهر حاخام يهودي في مصر تنظيم وقفة احتجاجية بعد غد الخميس أمام محكمة دمنهور للمطالبة بتنفيذ الحكم القضائي الصادر من المحكمة الدستورية العليا بعدم الاحتفال بالمولد، مؤكدين على اعتزامهم رفض الاعتراف بالمولد اليهودي.

وكان 190 إسرائيليًا قد وصلوا إلى القاهرة مساء الثلاثاء على متن طائرتين آتيتين من العاصمة الإسرائيلية تل أبيب لحضور مولد أبو حصيرة وزيارة الضريح الذي يقع في مدينة دمنهور شمال القاهرة.

جاء وصول الإسرائيليين المتجهين إلي مدينة دمنهور للمشاركة في المولد على طائرتين، الأولى على متنها 180 مواطن، والأخرى 10، من بينهم عدد من الشخصيات الإسرائيلية التي اعتادت على زيارة الضريح كل عام، من أبرزهم أريل أبو حصيرة، الذي يقول إنه أحد أحفاد الحاخام اليهودي.