ملف خاص عن الانتخابات العراقية
العراق... انتخابات مصيريَّة

لندن: أعلن في بغداد اليوم أن نسبة مشاركة العراقيين في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس بلغت 62.40% من عدد المواطنين الذين يحق لهم التصويت والبالغ 18 مليونا و600 ألف مواطن بما يعادل 11 مليون مقترع فيما صوت 272 ألف عراقي في إنتخابات الخارج في ست عشرة دولة بينما دعا نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي الكيانات المتنافسة الى التخلي عن خلافاتها والمباشرة بتشكيل الحكومة الجديدة في وقت تشير معطيات النتائج الاولية الى فوز ائتلاف رئيس الوزراء نوري المالكي في محافظات الجنوب وكتلة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي في محافظات الغرب.

ومن خلال الارقام التي اعلنتها مفوضية الانتخابات العراقية فقد لوحظ نسبة مشاركة عالية في المحافظات الكردية الشمالية تراوحت بين 80 و73%.. فيما كانت الشيعية هي الاقل وتراوحت بين 50و62% في حين تراوحت السنية بين 73 و61%.

وأشارت المفوضية الى ان نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد امس قد وصلت الى 62.40% بما يصل الى المليون مقترع. واشارت الى أن نسب المشاركة قد توزعت بين محافظات البلاد الثماني عشرة بين 50 و80%. وكانت نسبة المشاركة في محافظات كردستان الشمالية في دهوك 80% واربيل 76% والسليمانية 73%. اما في محافظة نينوى الشمالية 66% وفي كركوك الشمالية المتنازع عليها 73% وفي ديالى في الوسط 62% والانبار الغربية 61% وبغداد 53% وبابل في الوسط 63% وكربلاء الجنوبية 62% وواسط الجنوبية 60% وصلاح الدين الغربية 73% والنجف 61% والقادسية 62% والمثنى و71% وذي قار 60% وميسان 50% و البصرة 57%.

واضافت المفوضية ان 272 الف عراقي شاركوا في التصويت في الانتخابات الخارجية التي جرت في 16 دولة حيث كانت المشاركة كما يلي : سوريا 42 ألفا والسويد 36 ألفا واميركا 27 ألفا والاردن 24 ألفا وايران 23 ألفا والمانيا 19 ألفا وبريطانيا 17 ألفا والامارات 16 ألفا وكندا 12 ألفا وهولندا 21 الفا و استراليا 12 الفا والدنمارك 9 الاف وتركيا 6 الاف و مصر 4 الاف ولبنان 4 الاف والنمسا 1500.

واوضحت ان عدد الشكاوى التي وصلت حول الاقتراع الخاص بلغت 381 ومن الخارج 159 وفي ما يخص الاقتراع العام امس فما زالت الشكاوى تصل تباعا من دون وجود رقم محدد لحد الان لأن عمليات استلامها مستمرة.

وعقب اعلان هذه الارقام دعا نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي الكيانات المتنافسة الى الاعتراف بالنتائج والتخلي عن دفاعها عن وجهات نظرها المختلفة والمباشرة بالبحث في تشكيل الحكومة الجديدة من دون أي تأخير محذرا أن أي تأخير سيلحق اكبر الاضرار بالبلاد ومواطنيها. وشدد على ضرورة العمل من اجل اقامة افضل العلاقات العربية والاقليمية والدولية على اساس الاحترام المتبادل والاعتراف بالسيادة العراقية واخراج العراق من قيود الفصل السابع وتهيئة الانسحاب الاميركي المقرر من البلاد.

إلى ذلك دعا رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني القوى العراقية الى مراجعة النفس والأخوة والتعاون في ما بينها لإبعاد خطر الإرهاب عن العراق داعيا الكردستانيين الى توحيد مواقفهم إزاء القضايا القومية.

وعبّر بارزاني في كلمة متلفزة اثر انتهاء الانتخابات عن الامل في التآخي والتعاون بين القوى الكردية quot;لنؤسس معا عراقاً فيدرالياً ديمقراطياً ونلتزم بالدستور وسيادة القانونquot;. وطالب القوى العراقية بالعمل من اجل التخلص من خطر الإرهاب في البلاد وقال quot;لنعمل معاً على إبعاد حرب الإرهاب عن العراق وأن نراعي جميعاً المصالح العليا للبلادquot;. ودعا بارزاني القوى الكردية الىquot;توحيد مواقفها إزاء القضايا القومية وأن يعمل ممثلو شعب كردستان على تطبيق الدستور العراقي وخصوصا المادة 140 منهquot; المتعلقة بكركوك والمناطق المتنازع عليها.

الحكومة لتصريف الاعمال

من المنتظر ان تعقد الحكومة العراقية غدا الثلاثاء اجتماعا لوضع خطط لمرحلة ما بعد إعلان النتائج الانتخابية وتشكيل الحكومة الجديدة على ضوء هذه النتائج وذلك من جميع النواحي الامنية والادارية في ظل انتهاء ولاية مجلس النواب واستمرار حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الحالية في تصريف امور البلاد لحين الاتفاق على شكل الحكومة الجديدة وفق المعطيات التي ستفرزها الانتخابات والتي تشير الى تقاسم الفوز في المحافظات العربية بين ائتلافي دولة القانون بزعامة المالكي والكتلة العراقية بزعامة علاوي اللذين اعلن كل منهما الفوز في محافظات معينة من خلال نتائج غير رسمية اكدت مفوضية الانتخابات أنها لا تعترف بها.

وإذا سارت الأمور وفق المعطيات المعلنة من قبل المتنافسين لحد الآن، فإن تشكيل الحكومة الجديدة سيستغرق وقتا ربما يأخذ فترة تتراوح بين الشهرين والثلاثة. ويتعيّن على الائتلاف الذي يريد تشكيل الحكومة المقبلة لوحده الحصول على 163 مقعدًا من اصل 325 مقعدًا هي عدد مقاعد مجلس النواب الجديد الامر الذي سيرغمه على عقد تحالفات مع قوى اخرى من اجل ذلك. يشار الى ان أبرز الائتلافات الكبيرة التي خاضت الانتخابات هي إضافة الى دولة القانون والكتلة العراقية كل من الائتلاف الوطني العراقي بقيادة الحكيم والذي يضم احزابًا شيعية رئيسة وائتلاف وحدة العراق بزعامة وزير الداخلية جواد البولاني وقادة الصحوات، اضافة الى التحالف الكردستاني الذي يضم الحزبين الكرديين الرئيسين وقوى كردية ومسيحية أصغر متحالفة معه.

واليوم قالت الحكومة العراقية في بيان أرسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; إنّها quot;تشكر الملايين من العراقيين الشجعان الذين أثبتوا بأنهم أقوى من كل أساليب التخويف والقوى الشريرة التي أرادت أن تفسد علينا عرس الإنتخابات وفرحتها وخيارنا الديمقراطيquot;.

وقالت quot; نبارك لكل من شارك ولكل من تنافس في هذه الإنتخابات التي سيكتبها التاريخ ويروي فيها قصة الأبطال الذين وقفوا دفاعاً عن الناخبين وحمايتهم وحماية المراكز الإنتخابية، تحية للنقيب فيصل والعراقي البطل الذي جرح وصمم أن يدلي بصوته قبل أن يتم نقله للعلاجquot;. وثمنت جهود المفوضية المستقلة للإنتخابات والمراقبين العراقيين والدوليين والمنظمات التي دعمت وشاركت في مراقبة الإنتخابات والإعلاميين وكل أجهزة الإعلام التي أسهمت بنقل هذا العرس للعالم.

نتائج أولية بحسب المتنافسين

ولم تتضح بعد الكتلة التي حصلت على اكبر عدد من المقاعد إذ يرى قياديون في ائتلاف دولة القانون انهم حصلوا على النسبة الاكبر في مجلس النواب المقبل ويحق لهم تشكيل الحكومة بينما يرى الائتلاف الوطني انه حقق نتائج جيدة ويتنافس مع دولة القانون في اغلب المناطق وان هناك مناطق حقق فيها اغلبية على حساب دولة القانون في حين ترى القائمة العراقية أنها حققت نتائج جيدة في جميع المناطق وانها قد تحقق اكبر كتلة برلمانية. وتشير النتائج في العاصمة بغداد ولها 70 مقعدا بعد فرز 30% من الاصوات الليلة الماضية الى فوز علاوي بنسبة 25% والمالكي بنسبة 20% لكن هذه النتائج عرضة للتغير بعد الانتهاء من فرز جميع الاصوات حيث يحق لأربعة ملايين ناخب فيها الادلاء بأصواتهم.

وتشير المعلومات غير الرسمية التي تعلن عنها الائتلافات المتنافسة إلى فوز ائتلاف المالكي في معظم محافظات الجنوب الشيعية فيما حلت قائمة علاوي في المرتبة الثانية والثالثة في محافظات اخرى وفوز علاوي في محافظات الشمال والغرب السنية بينما يتنافس الائتلافان بشكل كبير على مقاعد العاصمة بغداد البالغة 70 مقعدا برلمانيا. كما فاز الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم بالمرتبة الثالثة في 6 محافظات جنوبية ويحتمل ان يحتل الموقع ذاته في العاصمة بغداد.. بينما يهيمن التحالف الكردستاني على نتائج المحافظات الكردية الثلاث اربيل والسليمانية ودهوك بالاضافة الى كركوك المتنازع عليها.

تغييرات في النظام الرسمي

وسيجري تغيير على تشكيلة النظام الرسمي حيث لن يكون هناك في مرحلة ما بعد الانتخابات مجلس رئاسي يضم ثلاثة اعضاء اذ سيتم انتخاب رئيس جمهورية من دون اشتراط اي اغلبية في مجلس النواب حيث يجوز انتخابه بأقل من الاغلبية البسيطة.

وفي ما يتعلق بانتخاب الحكومة ووزرائها فان الدستور يشترط موافقة اغلبية النواب الحاضرين وليس اغلبية الثلثين بمعنى ان تشكيل الحكومة يمكن ان يتم بموافقة 82 عضوا فقط اذا كان عدد الحضور 163 عضوا. اما انتخاب رئيس مجلس النواب فسيكون بالاغلبية المطلقة اي اكثر من نصف عدد اعضاء مجلس النواب. وبما ان عدد اعضاء مجلس النواب المقبل يبلغ 325 عضوا فان موافقة 163 عضوا فقط ستكون كافية لتعيين رئيس مجلس النواب حيث لا يوجد في الدستور ما يشترط في هذه المناصب موافقة اغلبية الثلثين او اغلبية تزيد عن الاغلبية البسيطة.

وصول النتائج الى مركز العد في بغداد

ولدى وصول النتائج النهائية للانتخابات من المحافظات العراقية الثماني عشرة الى مركز العد الرئيس في بغداد اليوم بدأ 1200 موظف بوجبتي عمل صباحية ومسائية بعد فرز النتائج التي جرت مبدئيا في مراكز الانتخاب في المحافظات. وتوقع رئيس مفوضية الانتخابات فرج الحيدري اعلان النتائج الاولية الخميس المقبل فيما سيتم في وقت لاحق اليوم اعلان نسبة المشاركة في انتخابات امس. وتشير المعلومات الاولية الى مشاركة 60% من الناخبين العراقيين في التصويت ما يعني مشاركة حوالى 11 مليون مواطن من مجموع 18 مليونا و600 الف يحق لهم الاقتراع.

وستصدر المفوضية العليا المستقلة للانتخابات النتائج الجزئية الخميس المقبل في حين تظهر النتائج النهائية في الثامن عشر من الشهر الحالي والرسمية أواخر الشهر. ويحق لحوالى 18 مليونا و600 الف ناخب في 18 محافظة عراقية ومليون و 600 الف في 16 دولة أجنبية المشاركة في الانتخابات التي تنافس فيها 6172 مرشحاً بينهم 1803 نساء يمثلون 165 كياناً ينتمون الى 12 ائتلافاً سياسياً للتنافس على 325 مقعداً برلمانيا.

وتشير تقارير الى ان نحو خمسة ملايين ملصق دعائي وزعت ورفعت في أنحاء العراق خلال الحملات الدعائية التي استمرت 22 يوما وانتهت صباح السبت قبل 24 ساعة من بدء الاقتراع. كما تم طبع مليوني كراسة صدرت بخمس لغات اضافة الى الإعلانات في الصحف والقنوات التلفزيونية الارضية والفضائية والاذاعات المحلية والعربية والتعاقد مع شركات الهاتف النقال لإرسال رسائل قصيرة في أضخم وأوسع حملة انتخابية في تاريخ العراق أنفق عليها حوالى نصف مليار دولار.

واليوم طالبت امانة بغداد الكيانات السياسية تنفيذ التزاماتها التي تعهدت بها للامانة برفع الاعلانات خلال خمسة ايام من تاريخ انتهاء الانتخابات. وقال امير علي الحسون الناطق باسم الامانة ان على هذه الكتل والمرشحين في الانتخابات إزالة هذه الملصقات والاعلانات إذ إن امانة بغداد ستبلغ مفوضية الانتخابات بالكتل غير الملتزمة.

272 الف عراقي شاركوا في انتخابات الخارج

وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات اليوم مشاركة 272 الف عراقي في انتخابات الخارج التي شهدتها 16 دولة عربية واجنبية حيث تم اغلاق آخر مراكز الاقتراع فجر اليوم بالتوقيت المحلي للعراق في كل من كندا والولايات المتحدة. وتشكل هذه المشاركة الضئيلة نسبة تقل عن 25 % من عدد العراقيين في الخارج الذين يحق لهم التصويت والبالغ مليونا و600 الف.

وقد شاب عمليات التصويت في الخارج صعوبات في المشاركة حيث اشترطت المفوضية على الناخب الراغب في التصويت إبراز وثيقتي تعريف احداهما من الدولة التي يقيم فيها واخرى عراقية حيث لم تتوفر هذه الاخيرة لمعظم العراقيين المهجرين والذين مضى على وجود معظمهم خارج بلدهم اكثر من ثلاثة عقود من الزمان. ومن المنتظر ان تبدأ الاربعاء المقبل عمليات عد وفرز أصوات ناخبي الخارج في المراكز الانتخابية في الدول الست عشرة على ان لايتم اعلان النتائج فيها وإنما إرسالها الى المركز الرئيس لمفوضية الانتخابات التي ستقوم بإعلانها من هناك.

وقد جرت انتخابات الخارج على مدى ثلاثة ايام بدءا من الجمعة وانتهاء بالاحد في 45 مدينة عربية واجنبية شملت : الاردن 16 مركزا ومصر 6 مراكز وسوريا 24 مركزا والامارات مركزين ولبنان 4 مراكز وتركيا 4 مراكز وايران 18 مركزا واستراليا 8 مراكز والمانيا 4 مراكز والدنمارك 4 مراكز والنمسا مركزين والسويد 7 مراكز وهولندا مركزا واحدا. وجرت الانتخابات هذه عبر 764 محطة في 119 مركزا انتخابيا موزعة على 45 مدينة عربية وأجنبية وتمت آلية اختيار هذه الدول وفق كثافة العراقيين الموجودين في كل دولة على ألا تقل عن 10 آلاف نسمة.