This undated photo provided by the Women of Hope Project shows ...

أفاد ناطق باسم طالبان أن مقاتلي الحركة أبدوا اهتماماً بالتفاوض مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية حول إمكانية الوصول إلى المحتاجين وتوزيع المساعدات.

كابول: قال يوسف أحمدي، الناطق باسم طالبان، عبر الهاتف من مكان مجهول أنه quot;إذا رغبت منظمات الإغاثة الإنسانية بالتواصل مع مجاهدينا المحليين للوصول إلى اتفاق، فإننا نستطيع أن نضمن سلامة موظفيها وقوافلها... وسواء تعلق الأمر بحملة تطعيم أو توزيع مساعدات غذائية، فإن هذه المنظمات تستطيع أن تقوم بأنشطتها بالتشاور والاتفاق معناquot;.

وقد أفادت تقارير أن quot;رسائل الدعمquot; الصادرة عن المتمردين ساعدت في استكمال حملات التلقيح لتحصين الأطفال في المناطق التي تسيطر عليها طالبان خلال العام الماضي.

وكان زعماء طالبان قد رفضوا جميع العروض لإجراء محادثات مع الحكومة على مدى السنوات القليلة الماضية، ولكن في الأشهر الأخيرة تزايدت الجهود المبذولة للبحث عن نوع من التسوية عن طريق التفاوض. وكان كاي إيدي، الممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان، يؤيد إجراء مفاوضات سياسية رفيعة المستوى مع المتمردين من أجل إنهاء العنف المسلح في البلاد. وكان إيدي قد أفاد في ورقة السياسة الصادرة عنه في آذار/مارس أنه quot;يجب نزع طابع التسلح عن الاستراتيجية العامة وإطلاق عملية سياسية للتصالحquot;.


كيف يتم التفاوض
وقال أنطونيو دونيني، وهو خبير في الشؤون الإنسانية وأحد كبار الباحثين في مركز فاينشتاين الدولي، أنه لا ينبغي على منظمات الإغاثة أن تسارع إلى طاولة المفاوضات مع طالبان بشكل منفرد لأن ذلك قد يسبب ارتباكاً. بل يجب أن تتولى منظمة واحدة، من الأفضل أن تتمثل في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إدارة المحادثات نيابة عن المجتمع الإنساني. وأضاف، مشيراً إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 46/182، أنه quot;في حالات الصراع كالتي تشهدها أفغانستان، يجب أن يكون مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية على اتصال وتفاوض مع جميع أطراف النزاعquot;.

ويرى بعض الخبراء أن المفاوضات المباشرة مع المتمردين، الذين اتهموا بشن هجمات متعمدة على عمال الإغاثة، يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر بسبب عدم تنظيمها هيكلياً. في حين يرى خبراء آخرون أن هذه المفاوضات تستحق المحاولة. وحسب دونيني، قد quot;تستخدم طالبان هذه المفاوضات في دعايتها، ولكن المخاطر ضئيلة جداً وليس هناك بديل يحترم المبادئ الإنسانيةquot;.

وقد لا تؤدي المفاوضات في حد ذاتها بالضرورة إلى تحسين فرص الوصول إلى المحتاجين. فحتى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تحافظ على اتصالاتها مع جميع الأطراف المتحاربة، لا تملك إمكانية الوصول غير المقيد إلى جميع أنحاء البلاد. ولكن المسلحين لم يتعمدوا مهاجمة موظفي اللجنة الدولية والمرافق التابعة لها، على عكس الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى.

وقد أعلنت طالبان مسؤوليتها عن مقتل خمسة من موظفي الأمم المتحدة في منزل ضيافة خاص في كابول في تشرين الأول/أكتوبر 2009، ولكنها أطلقت دون قيد أو شرط سراح أربعة موظفين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اثنان أفغانيان وآخران أجنبيان) بعد أن كانوا قد اختطفوا في إقليم وارداك في أيلول/سبتمبر 2007.

المرافقون المسلحون
وقد حذر الناطق المزعوم باسم طالبان، أحمدي، من أن المساعدات لا ينبغي أن تستخدم لأغراض سياسية، مشيراً إلى أن quot;المساعدات لا يجب أن تُوزع من قبل المسؤولين الحكوميين كوسيلة

Afghan children look on U.S soldiers with 293D Military Police ...
لجذب الدعم لصالحهمquot;. وأكد أن المتمردين سيهاجمون قوافل المساعدات التي تستخدم حراسة مسلحة من الشرطة الأفغانية أو الشركات الأمنية الخاصة.

وكان برنامج الأغذية العالمي، الذي يوظف سائقي شاحنات مستقلين لنقل مساعداته الغذائية ويستخدم مرافقين مسلحين في بعض أجزاء البلاد، قد أبلغ عن انخفاض بنسبة 30 بالمائة في الهجمات على قوافل المساعدات الغذائية في عام 2009 مقارنة بعام 2008، ولم يتم الإبلاغ هذه السنة سوى عن حادثتي هجوم حتى الآن.

وجاء في تصريح تشاليس ماكدونو، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في كابول: quot;إننا نعمل عن كثب مع المجتمعات المحلية لضمان وصول المساعدات الغذائية للمستهدفين. ففي بعض المناطق، عندما يطلب الناقلون ذلك، نطلب من الشرطة الوطنية الأفغانية مرافقة قوافل الشاحنات التجارية التي تنقل المساعدات الغذائية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي.

ولا يلقي برنامج الأغذية العالمي اللوم على المتمردين فقط فيما يتعلق بشن هجمات على قوافل المساعدات الغذائية، حيث يرى أن quot;الغذاء هو سلعة ثمينة، خصوصاً في بلد يعاني من الفقر ودرجات عالية من انعدام الأمن الغذائي. لذلك فإن قوافل المساعدات الغذائية يمكن أن تشكل هدفاً لعدد من الفئات المختلفةquot;.

ولا يحبذ الخبراء الإنسانيون استخدام مرافقين مسلحين لتوصيل المساعدات الغذائية، إذ يرون أنه لا يجب اللجوء إلى الجيش في مجال المساعدات إلا كملاذ أخير.