أوباما: استراتيجيّة جديدة ستضيق إستخدام السلاح النووي

تستعد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للإعلان اليوم الثلاثاء، عن خفض كبير للترسانة النووية الأميركية سعيًا إلى إعطاء صورة القدوة قبل أسبوع من القمة الدولية حول الأمن النووي التي ستستضيفها واشنطن.

واشنطن: أكد المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس أمس الاثنين ان واشنطن ستعلن اليوم الثلاثاء تحديثًا، مرتقبًا بصورة كبيرة، للاستراتيجية النووية الأميركية، هو الاول من نوعه منذ 2002. وكانت الادارة الأميركية قد أعلنت في مطلع اذار/مارس ان هذه الاستراتيجية الدفاعية الجديدة ستتضمن quot;خفضًا كبيرًاquot; لعدد الاسلحة الذرية الأميركية.

وأعلن مسؤول كبير في الادارة الأميركية الاثنين فضل عدم الكشف عن هويته ان أوباما يعتزم فرض قيود جديدة على استخدام السلاح النووي في اطار الاستراتيجية الأميركية الجديدة حول السياسة النووية.

وقال هذا المسؤول ان الاستراتيجية النووية الجديدة للولايات المتحدة التي سيكشف عنها بالتفاصيل الثلاثاء تهدف الى quot;منع الارهاب النووي ونشر الاسلحة النووي وتقليص دور الاسلحة النووية في استراتيجيتنا المتعلقة بالامن القوميquot;. واكد انها المرة الاولى التي يكون فيها الهدف الاساسي للاستراتيجية النووية الأميركية منع الارهاب النووي ووقف انتشار الاسلحة النووية.

وسيتعهد الرئيس خصوصًا بالا تستخدم الولايات المتحدة ابداً السلاح النووي ضد خصم لا يملكه ويحترم قواعد معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية، حسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز على موقعها الالكتروني بعد مقابلة اجرتها مع الرئيس حول هذه الاستراتيجية. واوضح الرئيس مع ذلك، ان quot;الدول التي هي خارج المعايير مثل ايران وكوريا الشماليةquot; ستشكل استثناءات في هذه الاستراتيجية الجديدة، حسب الصحيفة.

وقال المسؤول الكبير في الادارة الأميركية ان هذه المراجعة للاستراتيجية النووية للبلاد -الثالثة فقط بهذا الشكل منذ انتهاء الحرب الباردة- تندرج في اطار الرؤية الاوسع نطاقا للرئيس حول افضل الطرق لضمان امن البلاد.

وياتي اعلان الثلاثاء، قبل يومين من توقيع الرئيس الأميركي ونظيره الروسي ديمتري مدفيديف الخميس في براغ على معاهدة ستارت الجديدة حول خفض التسلح. وكان الأميركيون والروس اتفقوا الشهر الماضي على خفض ترسانتيهما النوويتين لتقتصر على 1550 رأسًا لكل منهما. وياتي هذا الاعلان ايضا قبل اسبوع من القمة التي دعا أوباما اكثر من 40 دولة الى المشاركة فيها لمناقشة الامن وحظر الانتشار النووي في 12 و13 نيسان/ابريل في واشنطن.

هذا وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء ان روسيا تحتفظ بحق الانسحاب من معاهدة ستارت اذا ادى مشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ الى تغيير كبير في التوازن الاستراتيجي الحالي. وقال لافروف للصحافيين ان quot;روسيا تحتفظ بحق الانسحاب من معاهدة ستارت اذا بدأ التطوير الكمي والنوعي لمشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ بالتاثير الى حد كبير على فاعلية القوى الاستراتيجية النووية الروسيةquot;.

واعتبر لافروف من جهة اخرى ان معاهدة ستارت الجديدة تؤشر الى quot;مستوى جديد من الثقةquot; في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا. وقال ان المعاهدة الجديدة quot;تعكس مستوى جديدًا من الثقة بين موسكو وواشنطنquot;.

وكان أوباما قد دعا قبل عام بالتحديد في خطبة القاها في براغ في الخامس من نيسان/ابريل 2009 الى عالم خالٍ من الاسلحة الذرية. لكنه اقر بانه قد لا يرى هذا الهدف يتحقق في حياته. ومنذ ذلك الحين تدور مواجهات بين انصار ومعارضي نزع السلاح النووي في الادارة الأميركية ما ادى الى تاخر الاعلان عن الاستراتيجية الجديدة لاشهر متعدّدة.

وفي مطلع اذار/مارس الماضي صرح مسؤول أميركي كبير، طلب عدم ذكر اسمه، ان الاستراتيجية الجديدة تتضمن quot;خفضًا كبيرًا جدًّا للمخزون (النووي) مع المحافظة على قوة ردع قوية وفاعلةquot;. واوضح ان هذه الاستراتيجية ستعطي ايضا quot;دورا اكبر للاسلحة التقليدية في قوة الردعquot; وستتخلى عن الاسلحة الذرية quot;المضادة للتحصيناتquot; التي كانت تريدها ادارة الرئيس السابق جورج بوش.

واستنادا الى صحيفة نيويورك تايمز، التي كشفت الخطوط العريضة لهذه الوثيقة، فان الامر يتعلق بخفض بمقدار quot;عدة الافquot; لعدد الرؤس النووية للولايات المتحدة. لكن الادارة استبعدت مع ذلك امكانية ان تعلن الولايات المتحدة انها لن تكون ابدا البادئة باستخدام السلاح النووي في حالة نشوب نزاع وفقًا لنيويورك تايمز.

ويدعو انصار التخلي عن السلاح النووي أوباما الى الاعلان عن ان quot;الهدف الوحيدquot; للسلاح النووي هو ردع اي قوة نووية تهدد الولايات المتحدة. وقالوا ان تفوق الجيش الأميركي في مجال الاسلحة التقليدية يجعل القنبلة النووية غير مجدية في اي سياق اخر.

ويترتب على هذا المفهوم سحب نحو 200 راس نووية تكتيكية تملكها واشنطن في اوروبا وهو ما كانت دعت اليه خمس دول اعضاء في الحلف الاطلسي (المانيا، بلجيكا، لوكسمبورغ، النروج، هولندا) في شباط/فبراير الماضي.

ويقابل هذا المفهوم مفهوم quot;الرد الممتدquot; الذي يدعو انصاره الولايات المتحدة الى ابقاء ونشر quot;مظلتها النوويةquot; في اوروبا واسيا وحتى في الشرق الاوسط والتي تحث الدول الخاضعة للحماية على عدم السعي الى ان تنتج بنفسها الاسلحة النووية.