واشنطن، طهران: قالت الخارجيّة الأميركيّة أمس الاثنين إن الولايات المتحدة quot;لا تزال مهتمةquot; بعرض تبادل اليورانيوم الذي قدمته في أيلول/ سبتمبر 2009 الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران. واوضح فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الأميركية quot;نحن لا نزال مهتمين بهذا الاجراء وتقديم العرض اذا كانت إيران مهتمةquot; مشيرا الى ان طهران لم تقبل رسميا هذا العرض خلال الاشهر السبعة الماضية.

وكانت الوكالة اقترحت في 2009 على إيران ان تسلم 70 بالمئة من اليورانيوم الضعيف التخصيب (3.5 بالمئة) الذي تملكه لروسيا التي تتولى تخصيبه الى 20 بالمئة قبل تحويله في فرنسا الى وقود لمفاعل ابحاث طبية في طهران. ورفضت طهران ما جاء في الاقتراح وطالبت بان تجري عملية تبادل متزامنة على اراضيها، الامر الذي رفضته القوى الكبرى.

واشار كراولي الى ان عرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حال اعيد بحثه مجددا من قبل إيران والقوى الكبرى، quot;يجب ان يتم تحديثهquot; لاخذ القدرات الاضافية التي اكتسبتها إيران في مجال التخصيب بعين الاعتبار. واضاف quot;نحن لسنا مهتمين بحل يؤدي الى تسهيل عدم احترام إيران لالتزاماتها الدوليةquot; داعيا الحكومة الإيرانية الى المرور عبر الوكالة الدولية لاستئناف الحوار.

وقللت الولايات المتحدة من أهمية التصريحات التي أدلى بها مسؤولون إيرانيون بشأن قيامهم بتحديد مواقع لبناء منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم. وقال روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الأبيضquot;ما يقوله الإيرانيون عن برنامجهم النووي لا يكون في جميع الأحوال مطابقا للحقائق المتعلقة بقدراتهم الفعلية. وفي هذا الصدد أود أن أشير إلى تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يقول إن الإيرانيين واجهوا خلال العام الماضي مصاعب في التوفيق بين ما يقولونه وما يفعلونهquot;.

وأضاف غيبس قائلا quot;أعتقد أن الإيرانيين معتادون على إطلاق تصريحات متناقضة من حين لآخر بشأن عدد كبير من برامجهم، غير أن تلك التصريحات قد تكون وقد لا تكون مطابقة لقدراتهم الفعليةquot;. وقال quot;غيبسquot; إن الولايات المتحدة ما زالت تؤيد العرض الذي قدمته الأمم المتحدة إلى إيران العام الماضي لتبادل الوقود النووي.

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد أعلن موافقته على اختيار مواقع عدة لإقامة مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم مشيرا إلى أن هذه المواقع ستبدأ عندما يصدر أمر بذلك من دون إعطاء توضيحات حول عدد وأماكن المواقع الجديدة.

ونقلت وكالة الانباء العمالية عن مجتبى سماره هاشمي المستشار الخاص للرئيس الإيراني قوله quot;لقد وافق الرئيس على الاماكن التي اختيرت لهذه المواقع النووية الجديدةquot;، في اشارة الى مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم اعلنت إيران عن رغبتها في بنائها. وكان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي قد أعلن قبل شهرين أن إيران ستبدأ خلال السنة في بناء موقعين جديدين لتخصيب اليورانيوم.

واضاف ان quot;اعمال البناء في هذه المواقع ستبدأ عندما يصدر (الرئيس) امرا بذلكquot; بدون اعطاء توضيحات حول عدد المواقع الجديدة واماكنها. لكن البيت الابيض شكك في هذه المعلومات، معتبرا ان هذا الكلام لا يتطابق مع حقيقة البرنامج النووي الإيراني. ولا تملك إيران حاليا سوى مصنع واحد لتخصيب اليورانيوم في نطنز يمكنه مبدئيا استقبال ما يصل الى خمسين الفا من اجهزة الطرد المركزي لكنه لا يضم في الوقت الراهن سوى ثمانية الاف منها.

وفي 30 تشرين الثاني/نوفمبر اعلن أحمدي نجاد ان إيران قررت بناء عشرة مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم ردا على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي دانت فيه إيران بسبب سياستها النووية. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انتقدت خصوصا إيران لانها اخفت اعمال بناء موقع تخصيب ثان في فوردو في منطقة جبلية على بعد مئة كلم جنوب طهران. وقال سماره هاشمي ان quot;تصميم المواقع الجديدة جار حالياquot;. وكان صالحي اوضح ان quot;المواقع الجديدة ستبنى في وسط الجبال لكي تكون محمية من اي هجومquot; جوي.

ولم تستبعد اسرائيل التي تخشى مثلها مثل الغربيين ان تكون طهران تسعى لامتلاك السلاح الذري رغم نفيها المتكرر لذلك، شن ضربة عسكرية ضد منشآت نووية إيرانية. وصنعت إيران في نطنز اكثر من الفي كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5% بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبدأت طهران في التاسع من شباط/فبراير تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% وانتجت منه 5 كلغ حتى الان كما اعلن صالحي. وبدأت الولايات المتحدة وروسيا والصين والدول الاوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا والمانيا) الاعضاء في مجموعة الست مباحثات لفرض عقوبات جديدة ضد إيران.

واعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الاحد ان إيران ستجري مباحثات في الايام المقبلة مع الاعضاء ال15 في مجلس الامن الدولي في محاولة لاقناعها بالعدول عن هذه العقوبات. ورفضت إيران في تشرين الاول/اكتوبر اقتراحا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسليم 70% من اليورانيوم الضعيف التخصيب لديها الى روسيا التي تخصبه بنسبة 20% قبل ان يحول في فرنسا الى وقود لمفاعل الابحاث الطبية في طهران.

وطالبت طهران بان يتم التبادل في الوقت نفسه وعلى اراضيها مشيرة الى quot;نقص في الثقةquot; حيال الغربيين. لكن القوى الكبرى رفضت هذه الشروط ما ادى الى قرار إيران بان تنتج بنفسها اليوارنيوم المخصب بنسبة 20% الذي تحتاجه لمفاعل الابحاث الطبية.

وقال متكي الاحد ان quot;الله خلق كلمة تسوية في العلاقات الدولية. لقد تمت الموافقة على مبدأ التبادل (بين إيران ودول اخرى) نستطيع العمل على التفاصيل. نعتقد اننا سنتمكن خلال اسبوعين من صياغة اتفاق لكي يصبح عملانياquot;.

وتتهم القوى الكبرى وفي طليعتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، إيران بعدم احترام واجباتها الناجمة عن توقيع معاهدة الحد من الانتشار النووي وذلك عبر سعيها لحيازة قنبلة ذرية تحت غطاء برنامج نووي مدني. غير ان إيران ترفض هذه الاتهامات في الوقت الذي تكثف فيه واشنطن ضغوطها الدبلوماسية لفرض عقوبات جديدة على طهران.