يقول خبراء إن تعقب تهريب سوريا لصواريخ سكود إلى حزب الله ليس بالأمر السهل، بحيث هناك عدة طرق لمنع رصدها.

واشنطن: في ظل الاتهامات التي تواجهها سوريا بنقل صواريخ سكود الى حزب الله يؤكد خبراء ان تعقب ورصد هذه الاسلحة ليس بالامر السهل، وهو الدرس الذي تعلمته القوات الاميركية والبريطانية خلال حرب الخليج الاولى.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته ان تهريب صواريخ سكود وقاذفاتها المتحركة الى لبنان من دون علم اجهزة الاستخبارات الاميركية او الاسرائيلية هو امر quot;ممكن ولكنه صعبquot;.

الا ان خبراء يؤكدون انه يمكن تفكيك الصواريخ والمنصات المتحركة لتجنب رصدها. وقال انتوني كوردزمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن quot;كل ما عليكم فعله هو فصل الذيل عن الصاروخ، وهو امر يمكن القيام به بسهولة، وبعدها نقله الى عربة اخرىquot;.

واتهمت اسرائيل سوريا بتزويد حزب الله بصواريخ بالستية، وهي تهمة نفتها سوريا بشدة. غير ان الادارة الاميركية اكدت انها في الوقت الراهن غير قادرة على تأكيد او نفي ما اذا كانت هذه الاسلحة قد وصلت الى الميليشيا الشيعية اللبنانية.

وخلال حرب الخليج الاولى 1990-1991 جهدت طائرات الحلفاء في الجو وعملاء اجهزة الاستخبارات الاميركية والبريطانية في البر لكشف اماكن المنصات المتحركة لصواريخ سكود والتي عمد الجيش العراقي في حينه الى اخفائها في مجاري الانهار وقنوات المياه فكانت تطلق الصواريخ وتعود بسرعة لتختفي في مخابئها.

واشنطن تسعى الى تعميق علاقاتها مع سوريا.. ولكن؟

وقال بروس رايدل الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الاميركية quot;سي آي ايهquot; والخبير في معهد بروكينغز quot;لقد نفذنا الاف المهمات الجوية في محاولاتنا لتدمير صواريخ سكود التي كان يملكها صدام حسين ويطلقها على اسرائيل والسعودية، وبعد الحرب اكتشفنا اننا اخفقنا في كل تلك المهماتquot;.

ولكن مذاك تطورت اجهزة الرصد والاستشعار كثيرا فضلا عن ان مساحة لبنان اصغر بكثير من مساحة العراق ما يجعل مهمة المراقبة والرصد اسهل. اضافة الى هذا فان اسرائيل تمتلك quot;استخبارات جيدة جدا هناك (في لبنان)quot; كما يؤكد رايدل، مضيفا quot;بالتالي فانهم قد يبلون بلاء افضل على الارجحquot;.

وما ان تصل هذه الصواريخ والمنصات المفككة الى لبنان حتى يمكن لحزب الله ان يجمعها ويخفيها الى حين يقرر استخدامها، بحسب رايدل الذي يؤكد ان quot;هشاشة الصواريخ تكون في اعلى مستوى لها عندما تكون في طور التجهيز للاطلاق. ولكن مع هذا فانه من الصعوبة بمكان تدمير كل منصة لاطلاق الصواريخ قبل الاطلاقquot;.

وصورايخ سكود التي صممها وانتجها اولا الاتحاد السوفياتي يبلغ طولها 11 مترا ومداها الاقصى 300 كلم، علما ان بعض طرازات هذه الصواريخ قد يتجاوز مداه 500 كلم. ويرى محللون ان من شان حيازة حزب الله لهذه الصواريخ ان يعزز مكانته رغم ان تفوق اسرائيل العسكري لا يزال قائما.

واضاف كوردزمان ان هذه الصواريخ quot;لا تغير المعادلة جذريا ولكنها تعني ان بامكان حزب الله استهداف اي مكان في اسرائيلquot;. ولكن الخبراء يؤكدون ان الخوف الاكبر لدى اسرائيل هو ان تكون هذه الصواريخ مزودة برؤوس كيميائية، علما ان ما من طرف حتى الساعة تحدث عن هذه الامكانية.

ولكن بغض النظر عما اذا كانت هذه الصواريخ قد سلمت الى حزب الله ام لا، فان ادارة اوباما مقتنعة بان سوريا تزيد من دعمها العسكري لحزب الله، كما يؤكد مسؤولون اميركيون.

وقال مسؤول اميركي للصحافيين طالبا عدم الكشف عن هويته ان quot;هناك مسألة محددة تتعلق بصورايخ سكود ولكن هناك قلقا اكبر يتعلق بالاسلحة المتطورةquot;. واضاف ان quot;التعاون بين سوريا وحزب الله يتزايد ونعتقد انه من الممكن ان يزعزع الاستقرار ويزيد الاخطار في منطقة لديها اصلا ما يكفي من الاخطارquot;.

ولفت المحللون الى انه لا يزال غير معروفا بعد لماذا عمد الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز شخصيا الى اتهام سوريا بتزويد حزب الله بصواريخ سكود ولم يترك هذا الامر للمسؤولين في الجيش او الاستخبارات لتقديم ادلة على هذا الاتهام.

وقال كوردزمان انه quot;امر غريب على بيريز ان يدلي بهكذا تصريحquot;. واستند عدد من اعضاء الكونغرس الى اتهامات بيريز لانتقاد ادارة اوباما على انفتاحها الدبلوماسي على سوريا.

وعين الرئيس باراك اوباما في شباط/فبراير روبرت فورد سفيرا للولايات المتحدة في دمشق، ولكن هذا التعيين لا يزال ينتظر موافقة مجلس الشيوخ عليه. واذا حصلت هذه الموافقة فان فورد سيصبح اول سفير اميركي في سوريا منذ خمس سنوات.

وكتب ستيفن هايدمان من المعهد الاميركي للسلام ان خيار سوريا تزويد حزب الله باسلحة اكثر قوة ينسجم مع وضع تبدو فيه سوريا وقد اعتمدت quot;ذهنية المنتصرquot;. واضاف المحلل السياسي على الموقع الالكتروني لمجلة فورين بوليسي (السياسة الخارجية) ان الجهود الدبلوماسية الاميركية والاوروبية فشلت حتى الآن في اقناع سوريا بالابتعاد عن ايران والاقتراب من الغرب.

واضاف quot;بدلا عن هذا فقد جنى قادة سوريا المكاسب ورفعوا الرهان وعززوا ترسانة حزب الله وعمقوا علاقاتهم الاستراتيجية مع ايرانquot;.