ردّت الحكومة السورية على الإتهامات الأخيرة التي أطلقتها إسرائيل حول تزويد دمشق حزب الله اللبناني بصواريخ سكود بعيدة المدى، ورأت أنها تستعد لتوجيه ضربة عسكرية لسورية. في وقت إعتبرت باريس أن الإتهامات مثيرة للقلق quot;في حال تأكدتquot; وطلبت إحترام القرار 1701.
صاروخا سكود على متن شاحنة |
دمشق: نفت دمشق بقوة quot;المزاعمquot; التي وجهتها اسرائيل اليها بشأن تزويدها حزب الله اللبناني بصواريخ سكود، معتبرة أنها تهدف الى توتير الاجواء وquot;خلق مناخ يهيئ لعدوان اسرائيلي محتملquot;.
وأفاد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية في بيان أن اسرائيل quot;تطلق منذ فترة تصريحات تزعم أن سوريا تقوم بتزويد حزب الله في لبنان بصواريخ سكودquot;. وأضاف أن quot;سوريا اذ تنفي بقوة هذه المزاعم ترى أن اسرائيل تهدف من خلالها الى المزيد من توتير الاجواء في المنطقة وإلى خلق مناخ يهيئ لعدوان اسرائيلي محتمل وذلك للتهرب من تلبية متطلبات السلام العادل والشاملquot;.
وكان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز اتهم سوريا في تصريح للاذاعة العامة الاسرائيلية الثلاثاء بتزويد حزب الله بصواريخ سكود. وقال ان quot;سوريا تؤكد انها تريد السلام وتقدم في الوقت نفسه صواريخ سكود لحزب الله الذي ينحصر سبب وجوده بتهديد دولة اسرائيلquot;.
وبحسب اسرائيل، فإن حزب الله يملك اكثر من اربعين الف صاروخ يصل مدى بعضها الى 300 كلم وهي قادرة بالتالي على بلوغ كبرى المدن الاسرائيلية.
كما حذر الرئيس الاسرائيلي من ان quot;سوريا تعتقد ان ليس لديها ما تفعله سوى ترك العالم يجاملها عبر ممارسة اللغة المزدوجة القائمة على قول شيء وفعل عكسه، كل ذلك لن ينجحquot;.
من جهته، قال نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فيلناي quot;افضل عدم الدخول في التفاصيل لكن كل ذلك يعكس الواقع الذي يحيط بنا مع اعداء يفعلون كل شيء ليعززوا انفسهم، واسرائيل عليها ان تكون مستعدةquot;. وتابع فيلناي quot;سنقوم في نهاية الشهر المقبل بتدريب عسكري لمواجهة هذا الواقع كما فعلنا العام الماضيquot;.
بدوره، هدد رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست النائب تساحي هنغبي من أن quot;تؤدي مواصلة تهريب الأسلحة من سورية إلى quot;حزب اللهquot; بتصعيد الوضع الأمنيquot;، معتبرًا أن دمشق quot;ترتكب خطأً كبيراً في عدم التزامها القرار الدولي 1701 الذي يمنع تهريب الأسلحة الى quot;حزب اللهquot; في لبنانquot;.
ووجه هنغبي تهديداً مباشراً الى سورية بقوله ان quot;دمشق والقيادة السورية كلها تلعب بالنار، في الوقت الذي تدرك فيه أن إسرائيل لن تقبل بوضع يعود فيه لبنان الى ما كان عليه قبل حرب تموز- يوليو 2006quot;.
كما كرر قادة عسكريون إسرائيليون تهديداتهم تجاه مواصلة تهريب الأسلحة الى لبنان، فاعتبروا أن مواصلة تحليق الطيران الاسرائيلي في الأجواء اللبنانية هو quot;حق لإسرائيل من أجل ضمان مواصلة اطلاعها على كل ما يحدث في منطقتها الحدودية، ولرصد عمليات قد تهدد أمنهاquot;.
وتعليقًا على التصريحات الاسرائيلية والاميركية، صرحت مساعدة الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستين فاج بان quot;تأكيد المعلومات التي تشيرون اليها، سيكون في الواقع امرًا مثيرًا للقلقquot;. ودعت الى quot;الاحترام التام لقرار مجلس الامن 1701 بكل مندرجاتهquot;. وقالت: quot;اذكركم بان هذا القرار ينص على حظر ارسال الاسلحة الى لبنان اذا لم تسمح بها الحكومة اللبنانية او (القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان) اليونيفيلquot;.
واضافت: quot;نظرًا الى وجودنا في لبنان، وخصوصًا وجودنا العسكري في اطار اليونيفيل، ان هذه المسائل الامنية غالبًا ما تطرح مع الاطراف المعنيين من اجل توفير الظروف لجو من التهدئةquot;.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي اعلن فيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انه يأمل ان تستأنف المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل مع وساطة تركية.
وقال رئيس الوزراء التركي الثلاثاء للصحافيين في الرياض quot;هناك مصلحة في اعادة احياء هذه المفاوضات. سوريا تريد ان تكون تركيا وسيطاquot;، مضيفًا ان quot;اسرائيل تتحرك في هذا الاتجاه وبالتالي هناك امكانية لاستئناف المفاوضاتquot;.
وكانت آخر جولة من المفاوضات السورية الاسرائيلية غير المباشرة بوساطة تركية عقدت في ايار/مايو 2008 الا ان هذه المفاوضات توقفت جراء الحرب الاسرائيلية في غزة نهاية 2008.
وفي الولايات المتحدة، اعلن المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس الاربعاء ان الولايات المتحدة تشعر بquot;قلق متزايدquot; حيال احتمال تزويد سوريا حزب الله في لبنان صواريخ سكود.
وقال غيبس quot;ان قلقنا يتزايد بالطبع حيال الاسلحة المتطورة التي يتردد انها نقلتquot;، مضيفًا ان quot;الولايات المتحدة اعربت عن قلقها للحكومتين المعنيتين وتؤمن بضرورة اتخاذ خطوات للحد من اي تهديد او خطرquot;.
وكانت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي وافقت الاربعاء بالاجماع على تعيين الدبلوماسي روبرت فورد سفيرا للولايات المتحدة في سوريا، بعد خمس سنوات على شغور هذا المنصب. ويفترض ان يصادق مجلس الشيوخ على تعيينه.
وكانت واشنطن استدعت سفيرها من سوريا بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شبط/فبراير 2005 في عملية تفجير وجهت اصابع الاتهام فيها الى سوريا التي نفت بشدة اي ضلوع لها في ذلك.
واعلنت ادارة اوباما في حزيران/يونيو 2009 نيتها في تعيين سفير جديد في سوريا باعتبارها عنصرا مفيدا لمساعدة الولايات المتحدة في جهودها لتحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
التعليقات