مازالت مسألة صواريخ سكود تثير ردود أفعال متباينة في العواصم الغربيَّة الكبرى، وتطرح عدّة فرضيات أبرزها أنَّ الأسد يحضر لمفاوضات مع إسرائيل يكون في وضع القوي، أو أنَّه يمهّد الطريق إلى صراع مع إسرائيل في نهاية الأمر، أو أنَّه في مأزق ومربوط مع إيران وحزب الله ولا يمكن أن يفض الارتباط معهما بمثل السهولة التي يعتقدها الغرب.
عواصم: كشفت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية quot;أن سوريا زودت حزب الله بصواريخ مشابهة لصواريخ سكودquot;. ونقلت الصحيفة عن quot;أندرو تابلرquot;، خبير الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن سوريا طورت صواريخ quot;سكودquot; بنسخة جديدة هي quot;سكود ديquot;، والأمر الأهم باعتقاد الباحث الأميركي هو quot;لا أحد يعرف اين هي صواريخ سكود.quot;
وقالت الصحيفة إن إدارة أوباما اثارت الموضوع مثل شهير فبراير/شباط الماضي، حينما حذرت دمشق من تزويد حزب الله بـquot;الصواريخ الباليستيةquot;. واللافت كما تقول الصحيفة أن رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس يؤكد أن حزب الله أصبح يمتلك الآن صواريخ سكود، في الوقت الذي يشكك الساسة الأميركيون بذلك.
وصعدت الادارة الأميركية موقفها المتشدد من قضية تزويد حزب الله بصواريخ سكود، وقال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان quot;اذا كانت التقاريرالتي تتحدث عن تزويد سوريا quot;حزب اللهquot; صواريخ سكود فان هذا يعني انها خطيرة جدا، وعلينا النظر في كل ما يمكننا ان نفعله لقلب او الغاء مثل هذا الاجراءquot; مشددا في تصريح لجريدة quot;النهارquot; اللبنانية على انه quot;اذا كانت هذه التقارير صحيحة فانها تأخذنا في اتجاه مضطرب جداquot; واضاف quot;لا نزال ندرس المعلومات المتوافرة لدينا، ووجدنا منها خلال هذه السنة مثيرة للقلق الى درجة دفعتنا الى اجراء اتصالات مع السوريين عن هذه التقاريرquot;
وقال مصدر ديبلوماسي أميركي quot;اننا قلقون حيال توسع نطاق التعاون بين سوريا وحزب اللهquot;. وذكر هذا المسؤول الكبير بان الولايات المتحدة تصنف سوريا من الدول الداعمة للارهاب، بسبب quot;معلومات وفيرة جمعت منذ عدة سنوات حول الدعم السوري لحزب اللهquot;. واضاف المسؤول الاميركي quot;اما بالنسبة لمعرفة ما اذا كانت (صواريخ) سكود عبرت حدود لبنانquot;، فان هذا الامر لا يزال تجرى quot;دراسته عن كثبquot;.
ورأت صحيفة quot;صنداي تايمزquot; البريطانية ان القرار الاسرائيلي بتحميل سوريا المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تصرفات quot;حزب اللهquot; قد جاء نتيجة للتقديرات الاستخباراتية التي تؤكد ان بيروت قد فقدت السيطرة على quot;حزب اللهquot; الذي تنامى بشكل كبير واصبح قوة ذات نفوذ كبير بسبب الدعم المادي والعسكري الذي يقدمه التحالف السوري الإيراني له، وفي اول رد فعل ايراني على التهديدات الاسرائيلية لسوريا صرح السفير الإيراني لدى الكويت علي جنتي خلال احتفال السفارة بعيد الجيش صرح بأن quot;ايران ستقف مع سوريا اذا تعرضت لاي عدوان اسرائيليquot;.
ونقلت مجلة فورين بوليسي عن مسؤول في الإدارة الأميركية ادعائه بأن حزب الله يستفز إسرائيل لتكون صاحبة الطلقة الأولى في الحرب المتوقعة المقبلة والتي قد تؤدي إلى انتقام مدمر من إسرائيل. وزعم المسؤول أن الإسرائيليين على دراية باستفزازات حزب الله ويفعلون ما بوسعهم لمقاومتها، بينما يحذرون واشنطن من لحظة يكون معها منع العنف مستحيلا، وأضاف قائلا: quot;الإسرائيليين يعلمون أنهم في حالة قاموا بالقصف، فسيكون العذر هو أن حزب الله يريد أن يشن حرب واسعة النطاقquot;.
ولفت المسؤول إلى أن حزب الله لا يزال يسعى إلى الانتقام من اغتيال إسرائيل لعماد مغنية قائدها العسكري، حيث يرى أن إجراء هجوم مفاجئ على إسرائيل هو وسيلة مناسبة لهذا الانتقام.وتابع المسؤول أن تسليح جماعة حزب الله يقع ضمن quot;لعبة للردعquot; وأن إسرائيل وحزب الله يدعمان إمكانياتهما العسكرية، مؤكدا أنهما يجهزان لشن حرب، وأن الخطر من اندلاع قتال فعلي تمنع الطرفين من الشروع في معركة في الوقت الحالي.
وأضاف المصدر أن الجانب السلبي من تراكم الأسلحة هو أن أي سوء في التقديرات يؤدي إلى صراع مفتوح قد يتسبب في التهور إلى حرب واسعة النطاق من المستحيل توقع عواقبها.ومن جانب آخر، قال المسؤول إن لهذا السبب تؤدي سوريا دورا غير متعاون، حيث إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لا تفهم نواياها ويوجد الآن 3 نظريات أساسية تفسر استمرار الرئيس السوري بشار الأسد في تصعيد شحنات الأسلحة إلى حزب الله على الرغم من التحذيرات الأميركية.
وأوضح المسؤول أن أولها تقول إن: الأسد يحضر إلى مفاوضات الإسرائيلية والسورية مقدما، حيث يرغب في التفاوض من وضع أقوى، وعليه فإنه يجمع نقاط يمكنه المساومة عليه لاحقا. أما الثانية: فتقول تقول إن الأسد ليس له أي مصلحة في الاشتباك مع الأميركيين أو التفاوض مع إسرائيل على الإطلاق، وهذا التيار في التفكير يخلص إلى أن الأسد يمهد الطريق إلى صراع مع إسرائيل في نهاية الأمر.والنظرية الأخيرة: تصور الأسد وكأنه رجلا في مأزق، مربوطا مع إيران وحزب الله ولا يمكن أن يفض الارتباط معهما بمثل السهولة التي يعتقدها الغرب، وربما أصبح عالقا في شبكة صفقاته مع الكثير من المصالح المتنافسة.
التعليقات