أعلنت دمشق أنها لم تفاجأ بتجديد العقوبات الأميركية عليها وإنما أصيبت بخيبة أمل، ووصفت السياسة الأميركية تجاهها بأنها quot;سياسة عداءquot;.

دمشق: أكّدت سوريا أنها لم تفاجأ بتجديد العقوبات الأميركية عليها وإنما أصيبت بخيبة أمل، ووصفت السياسة الأميركية تجاهها بأنها quot;سياسة عداء سافرquot;، مؤكدة على أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يجرؤ على إلغاء هذه العقوبات، مشيرة إلى أن سوريا لا تعلّق آمالاً على ذلك

وأشارت صحيفة (الثورة) الحكومية السورية إلى أن سياسة العداء الأميركية تجاه سوريا quot;ممتد في جذورها إلى الماضي البعيدquot;، مشيرة إلى أن سوريا لا تشكل أي تهديد للمنطقة ولا للولايات المتحدة وأن التهديد الأساسي هو إسرائيل وترسانتها النووية، والولايات المتحدة نفسها

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن أول أمس عن تمديد العقوبات الأميركية التي فرضت على سوريا عام 2004 لعام واحد، متهماً دمشق بدعم منظمات quot;إرهابيةquot; والسعي إلى امتلاك صواريخ وأسلحة دمار شامل، معتبراً أن أفعال سوريا وسياساتها quot;تشكل خطراً مستمراً غير عادي على الأمن القومي والسياسة الخارجية والاقتصاد في الولايات المتحدةquot;، رغم إشارته إلى أن الحكومة السورية quot;حققت بعض التقدم في إخماد شبكات المقاتلين الأجانب التي ترسل المفجرين الانتحاريين إلى العراقquot; حسب قوله

وقال الصحيفة إن الولايات المتحدة تهدد سوريا منذ استقلالها حتى اليوم quot;لا لسبب إلا لأنها مستقلة بقرارها وترفض العدوان والاحتلال وتبحث عن السلامquot;، وجزمت بأن الولايات المتحدة ومعها الدول الدائرة في فلكها quot;تدفع المنطقة إلى استمرار العداء والحروب فيهاquot;، وقالت إن الضغط الأميركي على سوريا اليوم quot;له علاقة وثيقة بشبح الفشل الذي تشعر به الولايات المتحدة والذي ينتظر مهزلة المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينيةquot;.

ورأت أن التحرك الأميركي في المنطقة لا يستهدف إيران وحدها وإنما يستهدف المنطقة كلها ومنها العلاقات السورية ـ التركية والسورية ـ الإيرانية، ويستهدف استقرار وأمن المنطقة، وختمت بالتشديد على أن سوريا لن تنصاع لأميركا quot;التي نقلت مهمتها من رعاية السلام إلى رعاية العداء والضغط والإكراهquot; على حد قول الصحيفة ويأتي القرار الأميركي بتمديد العقوبات متزامناً مع اتهامات إسرائيلية وأميركية لسوريا بنقل صواريخ متطورة وبعيدة المدى إلى حزب الله اللبناني، اعتبارها هذا الأمر quot;يزعزع استقرار المنطقة بشكل كبيرquot; وينتهك قرار الأمم المتحدة 1701 الذي ينص على وقف تهريب الأسلحة إلى لبنان

وكانت حكومة الرئيس أوباما قد غيرت طريقة تعاملها مع سورية منذ استلامه السلطة، وأوفدت عدداً من المسؤولين الأميركيين للتباحث مع نظرائهم السوريين حول القضايا المقلقة والتي تعيق تحسن العلاقة بين البلدين، كما وافقت على تعيين روبرت فورد سفيراً للولايات المتحدة إلى في دمشق بعد أكثر من أربع سنوات من خلو المنصب، لكن تعيينه لا يزال يتطلب مصادقة مجلس الشيوخ

وتعود العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا إلى أيار/مايو 2004 في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري واجتياح الولايات المتحدة العراق عام 2003، حين فرض الرئيس السابق جورج بوش عقوبات اقتصادية عليه بحجة أنه يدعم الإرهاب، وتم تمديد هذه العقوبات العام 2007 وتشديدها العام 2008 قبل أن تمدد مجدداً