أعلنمسعود بارزاني تحالفًا للقوى الكردية الفائزة في الانتخابات التشريعية العراقية الاخيرة باسم quot;إئتلاف الكتل الكردستانيةquot;، بهدف توحيد مواقفها وخطابها السياسي في مجلس النواب العراقي حول القضايا الكردية، ومنها المادة الدستورية 140المتعلقة بكركوك والمناطق الاخرى المتنازع عليها.
اكد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق،على أنائتلاف القوة الكردية الفائزةفي الانتخابات التشريعية والذي أعلن اليومأنه مستعد لخوض الحوارات السياسية مع جميع الاطراف والقوائم والتحالفات الاخرى في العراق من أجل إنهاء الأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد، وكذلك من اجل تسريع الخطى لتشكيل الحكومة المقبلة على أساس الشراكة ومن دون تهميش أو إقصاء لأي طرف كان.
واعلن بارزاني خلال مؤتمر صحافي في مدينة اربيل (220 كم شمال بغداد) عاصمة الاقليم ان القوى الكردية الفائزة في انتخابات السابع من اذار (مارس) الماضي وهي : التحالف الكردستاني (الذي يضم الحزبين الكرديين الرئيسيين بزعامة جلال طالباني ومسعود بارزاني) وحركة التغيير والاتحاد الاسلامي الكردستاني والجماعة الاسلامية الكردستانية قد اتفقت على اعلان هذا التحالف وتشكيل لجنة عليا لتسيير أعماله حيث ستكون قيادة الإئتلاف بصورة جماعية ويكون أتخاذ القرارات فيها بالاجماع وبشكل توافقي.
واوضح ان هذا الائتلاف قد صادق على نظام داخلي لتنظيم شؤونه وأعماله وكذلك تمت صياغة برنامج عمل مكثف للحوارات والمفاوضات التي يجريها وفد إقليم كردستان لاحقًا في بغداد من أجل المشاركة في تشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة.
واضاف بارزاني في المؤتمر الصحافي الذي حضره قادة القوى التي انضمت الى الائتلاف الكردي الجديد انه في إطار الجهود الحثيثة التي يبذلها شعب كردستان من أجل بناء عراق ديمقراطي إتحادي ودستوري وكذلك من أجل ضمان الحقوق الدستورية للشعب الكردستاني في العراق فقد عقدت القوائم الكردستانية الفائزة في الانتخابات العراقية العديد من الاجتماعات الهامة بغية تنظيم الموقف والخطاب الكردستانيين حول جملة من المسائل المصيرية في مجلس النواب العراقي .
وقال quot;واليوم وبعد أن أثمرت تلك المحاولات قررت القوائم الفائزة تشكيل إئتلاف برلماني سياسي بإسم (إئتلاف الكتل الك ردستانية) حيث يعد هذا الإئتلاف مشاركة فاعلة في توحيد موقف ومطلب وخطاب القوى السياسية في إقليم كردستان كي تحاول بشكل أكثر فاعلية لتنفيذ وضمان حقوقنا في إطار عراق إتحادي على أسس الشراكة والتوافق والدستورquot;. وخاطب مواطني كوردستان قائلاquot; العراق يمر اليوم بمرحلة صعبة ومعقدة وإن ظهور إئتلاف من هذا القبيل يشكل خطوة كبيرة للدفاع عن الديمقراطية في العراق وتعزيز العملية السياسية الى جانب كونه خطوة كبيرة لتنظيم البيت الكردستاني أيضًاquot;.
واكد ان quot;إئتلاف الكتل الكوردستانية بصورة واضحة وصريحة إنه ومن منطلق حرصه وشعوره الكامل بالمسؤولية فأنه مستعد لخوض الحوارات السياسية مع جميع الاطراف والقوائم والتحالفات الاخرى في العراق من أجل إنهاء الأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد وكذلك من اجل تسريع الخطى لتشكيل الحكومة المقبلة على أساس الشراكة ومن دون تهميش أو إقصاء لأي طرف كانquot;. واشار الى ان الإئتلاف وبناءً على أساس الرؤى والتوجهات المشتركة مستعد للاتفاق مع القوائم والتحالفات العراقية التي لديها برنامج قريب من برنامج الإئتلاف الكوردستاني ولديها الاستعداد على الالتزام بالدستور العراقي وضمان الحقوق الدستورية لشعب كردستان.
ومن جهته، قال زانا روستايى عضو الاتحاد الاسلامي الكردستاني ان الكتل الكردستانية وافقت على جميع البنود المتعلقة بتوحيد الموقف حول آلية العمل مع الكتل الفائزة في بغداد والترحيب بالتحالف الذي جرى بين دولة القانون وائتلاف الوطني العراقي والتعامل مع التحالف بصورة ايجابية وضرورة توجه ائتلاف الكتل الكردستانية الى بغداد لفتح حوار مع الكتل الفائزة خلال الايام القليلة القادمة باستثناء موقف حركة التغيير بشان عدم تصويتها لترشيح جلال الطالباني لرئاسة الجمهورية على الرغم من اصرار الكتل الكردستانية الاخرى حول ضرورة تثبيت حصة الكرد من منصب رئيس الجمهورية.
وقد حصلت القوائم الاربعة المنضمة الى هذا الائتلاف على 57 مقعدًا في مجلس النواب العراقي الجديد من مجموع 325 مقعدًا . ويدعو برنامج الائتلاف الى حكومة وحدة وطنية عراقية ورفض تهميش اي من الجهات الفائزة في الانتخابات . ومن المنتظر ان يتوجه وفد يمثل الائتلاف الكردي إلى بغداد خلال ايام، للاجتماع مع الكتل العراقية الاخرى لبحث موضوع تشكيل الحكومة الجديدة.
يذكر أن الكتل الكردية الفائزة بمقاعد مجلس النواب العراقي هي التحالف الكردستاني ولها 43 مقعدًا وحركة التغيير وحصلت على 8 مقاعد والاتحاد الاسلامي على 4 مقاعد والجماعة الاسلامية ولها مقعدان .. وكانت دخلت قبل اكثر من شهر في مباحثات لتشكيل ائتلاف موحد بغية تنسيق انشطتها في بغداد في موضوع تشكيل الحكومة الجديدة وفي داخل البرلمان الجديد
وبين سعيد أن quot;بعض الكتل الكردية تحاول قيادة وساطة سياسية بين التغيير والاتحاد الوطني الكردستاني من اجل إنهاء الخلافات بشكل نهائي حتى يدعم التغيير مرشح كردستان الوحيد لمنصب رئيس الجمهورية جلال الطالباني لولاية ثانيةquot;.
وتشغل الكتل الكردية الفائزة في الانتخابات مجتمعة 57 مقعدًا من مقاعد البرلمان العراقي الجديد والبالغة 325 مقعدًا، ويملك التحالف الكردستاني 43 منها فيما تشغل المعارضة الكردية 14 مقعدًا بواقع 8 للتغير و4 للاتحاد الإسلامي الكردستاني ومقعدين للجماعة الإسلامية الكردستانية.
وكانت الكتل الكردستانية قد اجتمعت خلال الأسابيع الماضية لأكثر من مرة من اجل وضع خارطة طريق يمكن أن يسير عليها الفريق الكردي المفاوض الذي من المقرر أن يبدأ مناقشاته مع الكتل السياسية الأخرى بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات.
وشهدت تلك الاجتماعات العديد من السجالات السياسية بعض القوائم الكردستانية خصوصًا بين الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يرأسه الرئيس العراقي جلال طالباني وبين قائمة التغيير التي يرأسها القيادي المنشق عن الاتحاد الوطني الكردستاني نيشروان مصطفى الذي لاتزال قائمته مصرة على عدم ترشيح طالباني لولاية ثانية ما لم يتم تحقيق مطالبها التي سبق وان تقدم بها ممثلوها ضمن اجتماعات الكتل الكردستانية والتي منها إعادة الموظفين المفصولين سياسيا من أنصار القائمة فضلاً عن إطلاق سراح المعتقلين من اتباع التغيير ورفع الغبن عنهم.
وبالتزامن مع اعلان الائتلاف الكردي فقد اكد حسن السنيد عضو في ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي ان الأيام القليلة المقبلة ستشهد بدء مفاوضات الإعلان عن تحالف يضم دولة القانون والائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني. وقال السنيد في تصريح صحافي ان كلا الكتلتين دولة القانون والائتلاف الوطني ليس باستطاعتهما تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بمفردهما، وتهدف جميع الكتل السياسية الى المشاركة في الحكومة الجديد.
واضاف ان فدًا مؤلفًا من اعضاء ائتلافي دولة القانون والوطني العراقي بصدد زيارة اقليم كردستان خلال المدة المقبلة، للاجتماع بقادة التحالف الكردستاني والتفاوض بشأن مطالبهم بما يحقق التوصل الى صيغة توافق بين تلك الاطراف في تشكيل الحكومة.
واشار الى ان الاكراد طرف مهم في معادلة تشكيل الحكومة العراقية، ولذلك فمن المقرر الاعلان عن تحالف يضم الائتلافين الوطني ودولة القانون مع التحالف الكردستاني . واضاف ان العراق الجديد بحاجة الى التوافقات بغية تشكيل حكومة تشمل مشاركة جميع الاطراف ومن الافضل ان تشارك الكتلة العراقية في الحكومة المقبلة لضمان تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تستنثي او تبعد احداً من العملية السياسية. وكان التحالف الكردستاني سحب الاسبوع الماضي الشكوى التي قدمها بشان الانتخابات في محافظة كركوك بعد ان كان قد سحبها بشأن الانتخابات في نينوى في وقت سابق.
وقال جعفر ابراهيم مسؤول هيئة الانتخابات في الحزب الديمقراطي الكردستاني ان التحالف الكردستاني وإنطلاقا من شعوره بالمسؤولية تجاه الوضع غير المستقر في العراق والفراغ الدستوري في البلاد ضحى بأصواته الإنتخابية في كركوك ونينوى وسحب الشكوى التي كان قد قدمها الى المحاكم المختصة، في سبيل نيل مكاسب سياسية أخرى. وقال أن التحالف الكردستاني أصبح مرجعًا للعملية السياسية وللأطراف المختلفة، ومن هذا المنطلق و من أجل منع مزيد من التدهور في الوضع العراقي ، ضحى التحالف الكردستاني بأصواته الإنتخابية.
وكانت نتائج الانتخابات التشريعية التي أعلنتها المفوضية العليا في السادس والعشرين من شهر آذار (مارس) الماضي المنصرم قد اظهرت فوز ائتلاف العراقية بزعامة إياد علاوي بالمركز الأول بعد حصوله على 91 مقعدًا وبعده ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي وحصل على 89 مقعدًا ثم الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم في المركز الثالث بحصوله على 70 مقعدًا ثم التحالف الكردستاني رابعًا بنيله 43 مقعدًا.
التعليقات