أعلن غوردن براون انه سيستقيل من رئاسة حزب العمال بحلول الخريف المقبل، كما جدد في مؤتمر صحافي ،عقده أمام مقر رئاسة الوزراء البريطانية، دعوة الليبراليين الى تشكيل ما أسماه laquo;حكومة تحالف تقدميraquo; مع حزبه.

Britains PM Brown delivers a statement outside ...

لندن: أدلى غوردن براون رئيس الوزراء البريطاني والزعيم العمالي ببيان بعيد الساعة الرابعة عصر الخميس بتوقيت غرينتش عرض فيه تقديمه استقالته من منصبيه.. ولكن ليس فورا.

وقال براون إنه سيتنحّى مع انعقاد أول مؤتمر للحزب في الخريف المقبل، وبالتحديد في الأسبوع الأخير من ايلول (سبتمبر)، وإنه لن يعيد ترشيح نفسه للزعامة ولن يساند مرشحا على حساب آخر. وأضاف أنه يقوم حاليا بمهمة إدارة شؤون البلاد وضرب مثالا لذلك بمحادثات هاتفية أجراها مع عدد من المسؤولين الأوروبيين في ما يخص الأزمة التي تعصف بقطاع اليورو.

وفي معرض حديثه عن الوضع الراهن، الذي يشهد مفاوضات مكثفة بين المحافظين والليبراليين حول إمكان تشكيل حكومة ائتلافية، قال براون إنه ما زال يدعو الليبراليين الى تشكيل ما أسماه laquo;حكومة تحالف تقدميraquo; مع حزبه. وأعاد قوله إنه على استعداد لقبول مسألة التمثيل النسبي بعد استفتاء شعبي واعتماده قانونا في حال الموافقة الشعبية عليه، وهو شرط رئيس لدى الليبراليين للائتلاف مع أي كتلة سياسية أخرى.

وقال إنه في حال قبول الليبراليين التآلف معه، فسيتولى رئاسة الوزراء في الوقت المتبقي له في زعامة الحزب من أجل ضمان استمرار مشروع الإنقاذ الاقتصادي الذي بدأه للبلاد. وفي حال ائتلافهم مع المحافظين فسيتولى زعامة الحزب ليساعد على تمهيد الطريق الى انتخاباته الداخلية لاختيار زعيمه الجديد في مؤتمره المقبل.

ويضيف هذا الإعلان بعدا مثيرا آخر للمعادلة السياسية البريطانية الحالية. فعلى صعيد حزب العمال يحمّل الكثير من أعضائه براون شخصيا مسؤولية أدائهم الضعيف في الانتخابات الأخيرة وخسارتهم قرابة مائة مقعد كانوا يتمتعون بها في البرلمان السابق. ويذكر أن عدة دعوات له بالاستقالة أو لإطاحته باءت بالفشل.

وعلى صعيد الليبراليين فربما أصبح التحالف مع العمال laquo;مستساغاraquo; الآن لأنه، من الناحية الآيديولوجية على الأقل، laquo;طبيعيraquo; بالمقارنة مع حكومة تجمعهم بالمحافظين . وكان زعيمهم، نِك كليغ، قد أعلن صراحة أنه لن يتحالف مع براون laquo;شخصياraquo; لأنه ظل يقبع في 10 داونينغ ستريت منذ منتصف الولاية البرلمانية السابقة من دون تفويض شعبي.

يذكر أن براون (59 عاما) تولى وزارة الخزانة من مايو (ايار) 1997 حتى توليه زعامة العمال ورئاسة الوزراء في 27 يونيو (حزيران) 2007 إثر إجباره سلفه توني بلير على التنحي بعد معركة مريرة وطويلة بينهما على الزعامة. ورغم أنه يعتبر من أفضل وزراء الخزانة في تاريخ بريطانيا، فلم يكن موفقا بالقدر نفسه في رئاسة الوزراء.