quot;فايننشل تايمزquot; تعلن دعمها للمحافظين عشيّة الإنتخابات |
لندن: يبدو ان الانتخابات التشريعية المرتقبة في السادس من ايار/مايو المقبل ستحسم المصير السياسي لرئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الذي تدهورت شعبيته ويتراجع في استطلاعات الرأي فضلا عما لحق به اذلال بسبب زلة لسان. ففي شباط/فبراير حلل كتاب سياسي لكاتب المقالات اندرو رونسلي شخصيته المعقدة راسما صورة سلبية له على انه سريع الغضب لا بل ظالم مستبد مع المحيطين به.
حتى ان زلة اللسان التي ارتكبها مؤخرا وضعت كل شيء على المحك، عندما وصف متقاعدة التقاها بانها quot;شديدة التعصبquot; غير مدرك ان مذياعه ما زال مفتوحا. فاضطر للاعتذار لكن ذلك لم يصلح الامر والهفوة جعلت الحملة محمومة. وراى معارضوه ان هذه الحادثة تكشف جانبا خفيا ولغة مزدوجة وطبعا ناريا لا يحتمل الاعتراض. وقال رونسلي quot;يمكننا بالتأكيد اعتبار انه الدليل على البعد الاقل جذبا في شخصيتهquot;.
وقد ارسلت صحيفة الغارديان لائحة من الاسئلة الشخصية الى المرشحين الرئيسيين. واعتبر براون quot;التسوق عبر الانترنتquot; عادة سيئة مؤكدا انه يستمد سعادته من عائلته، زوجته ساره وابنيه. اما عن عيبه الرئيسي، فاقر بانه quot;غير صبور بعض الشيءquot;.
ولد براون في العام 1951 وسط عائلة متواضعة في مدينة العمال الصغيرة كيركالدي (اسكتلندا). واعطاه والده القس الكالفيني هذه quot;البوصلة الاخلاقيةquot; التي ما زالت تقود خطاه كما يقول. وكان براون تلميذا مجتهدا شغوفا بالرياضة والتحق بجامعة ادنبره في سن السادسة عشرة. هناك فقد البصر في احدى عينيه في مباراة ركبي.
وبعد ان نال شهادة دكتوراه في التاريخ ومارس لفترة وجيزة مهنة الصحافة والتعليم، انتخب نائبا في العام 1983. وفي وستمينستر ربطته صداقة مع نائب شاب لامع ما لبث ان غير مجرى حياته، وكان اسمه توني بلير. لكن تحول من اعتبرا quot;اخوة في الدمquot; الى خصمين بعد وفاة الزعيم العمالي جون سميث عام 1994. وترك براون لبلير رئاسة الحزب مقابل وعد برد المثيل، بحسب الصحافة.
وفي العام 1997 اوصلت موجة عارمة من تاييد العماليين بلير الى داونينغ ستريت، مقر رئاسة الوزراء فعين براون وزير ماليته القوي. ومنح quot;المستشار الحديديquot; بنك انكلترا حريته، ورفض الانضمام الى منطقة اليورو. وينسب اليه فضل تضاعف النمو في البلاد ما اثار الحسد في اوروبا.
وبعد ان اضعفت الحرب على العراق بلير، دفع الى الاستقالة عام 1997. وفي اواخر حزيران/يونيو استلم براون رئاسة حزب العمال ثم دخل داونينغ ستريت بدون المرور في انتخابات.واثر شهر عسل لم يدم طويلا مع البريطانيين، تردد براون وانتهى في خريف 2007 الى الاحجام عن الدعوة الى انتخابات مبكرة كان من الممكن ان تثبت شرعيته.
وفي خريف 2008، افسحت له الازمة الاقتصادية العالمية المجال لتحسين وضعه مجددا فاطلق سلسلة من خطط الانقاذ المصرفية الطموحة. غير ان المملكة المتحدة غرقت بالرغم من كل ذلك في احدى اسوأ الازمات الاقتصادية في تاريخها، حيث اتهمت النقابات والمعارضة براون بالسماح للعجز بالارتفاع الحاد. وتدهورت شعبيته.
ولاحقا ادى الخروج من الانكماش في مطلع 2010 الى تحسين صورته قليلا. واضمحل بريق تقدم المحافظين في استطلاعات الرأي. ولقى براون الذي لا يشعر بالارتياح امام عدسات الكاميرات، صعوبة في فرض نفسه امام منافسه الاربعيني ديفيد كاميرون وامام نك كليغ الذي يضاهيه حيوية والذي برز في هذه الحملة اثناء المناظرات التلفزيونية الثلاث غير المسبوقة التي اعتبر في نهاية المطاف مهزوما فيها.
لكن أكانت هزيمة ام لا، فان براون الذي صمد امام انقلابات عدة حذر فعلا من انه عازم على البقاء على راس حزب العمال. الا ان الطامحين الشبان في حزبه قد يقررون امرا مغايرا لاسيما ان جعل كليغ من رحيل براون شرطا للتحالف مع العمال.
التعليقات