متابعة خاصّة: انتخابات بريطانيا 2010

لندن: تتلاحق الأحداث بسرعة مدهشة في بريطانيا في أعقاب استيقاظها على برلمان معلق. فقد ألقى نِك كليغ، زعيم الليبراليين الديمقراطيين الذي يمسك حتى الآن بخيوط اللعبة السياسية رغم أداء حزبه الضعيف، quot;قنبلة سياسيةquot; رفض فيها أي ائتلاف مع الزعيم العمالي غوردن براون. وقال إن من حق المحافظين السعي إلى تشكيل الحكومة لأجل المصلحة القومية لأنهم يتمتعون بأغلبية الأصوات والمقاعد.. وبعبارة أخرى quot;تشكيل الحكومة معناquot;.

وبانتظار ردة فعل الزعيم المحافظ ديفيد كامرون الذي قال إنه يرغب في التوصل الى اتفاق quot;كبير ومفتوح وشاملquot; لتقاسم السلطة مع الليبراليين. وقال كاميرون الذي حل حزبه في المرتبة الاولى بعد الانتخابات التي نتج منها برلمان معلق لا يملك فيه أي حزب أغلبية مطلقة، quot;اريد أن اقدم للديمقراطيين الاحرار عرضا كبيرا ومفتوحا وشاملا. اريد أن نعمل معا لمعالجة مشاكل البلاد الكبيرة والملحةquot;، فاجأ غوردن براون نفسه الأمة ببيان ألقاه على وسائل الإعلام أمام 10 داونينغ ستريت (تأكيدا على أنه لايزال رئيس الوزراء). فقال إنه سيستمر في إدارة شؤون البلاد تبعا لأحكام الدستور quot;الى حين تشكيل الحكومة الجديدةquot; بغض النظر عن مكوناتها.

ومضى قائلا إنه يحترم قرار الزعيم الليبرالي دعوة المحافظين لتشكيل الحكومة. ولكن في حال انتهت المفاوضات بين الطرفين الى لا شيء، فهو على استعداد للجلوس مع أي من زعماء الأحزاب لتشكيلها بغرض الخروج بالبلاد من هذا الوضع غير المألوف.

وأضاف أنه، في تلك الحال، على استعداد للتفاوض مع زعيم الليبراليين للتوصل الى حكومة ائتلافية معهم. ولكي يبيّن بجلاء لكليغ أن تحالفه معه أفضل لحزبه من تحالفه مع كاميرون، قال براون إن ثمة أمورا كثيرة تجمع العمال والليبراليين على أرضية مشتركة. ومن هذه، على حد قوله، السعي الحقيقي لإخراج البلاد من وهدتها الاقتصادية.

لكنه مضى ليقدم quot;رشوةquot; للزعيم الليبرالي تمثلت بقوله إن ما يجمع الحزبين أيضا هو اتفاقهما على وجوب الإصلاح السياسي الشامل بما فيه تغيير النظام الانتخابي عبر استفتاء شعبي. ويذكر أن هذه الأخيرة تأتي ضمن الأولويات الأساسية التي ظل الليبراليون يطالبون بها منذ تأسيس حزبهم قبل 22 عاما. وسيدلي زعيم المحافظين في أي لحظة الآن ببيانه الذي يتوقع أن يرد فيه على دعوة كليغ الى الائتلاف.