أعلنت موسكو انَّها ستظل تبيع دمشق الأسلحة، في وقت تعتبر فيه صادرات الأسلحة من أهم مقومات الصداقة بين البلدين.

موسكو: أصبح دميتري ميدفيديف أول رئيس روسي يزور سوريا. وأشار ميدفيديف في مقال نشر في صحيفة quot;الوطنquot; السورية إلى أن مهمة الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى نوعي جديد تتطلب قبل كل شيء تفعيل الحوار السياسي المتعدد الأبعاد.

وأكد أهمية توسيع التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعلمية والتقنية والثقافية والإنسانية وفي مجال الطاقة والنقل، ودعا إلى ضرورة السعي لإعادة حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى ما كانت الحال عليه في عام 2008 ومن ثم زيادته.

وقالت صحيفة quot;كوميرسانتquot; الروسية في عددها الصادر اليوم إن صادرات الأسلحة الروسية كانت أحد أهم مقومات الصداقة الروسية السورية في العقد الأول من الألفية الثالثة حيث تعاقدت سوريا على شراء طائرات quot;ميغ-29مquot; وquot;ميغ-31أquot; ووسائل الدفاع الجوي quot;بوكquot; وquot;بانتسيرquot; وأيضا صواريخ quot;اسكندرquot; ولكن تم إلغاء صفقة بيع quot;اسكندرquot; إلى سوريا في عام 2005.

وترى سوريا لها مصلحة في شراء الأسلحة الروسية لأنها ترى ضرورة تحديث أسلحة جيشها كما يقول الخبير الإستراتيجي الروسي كونستانتين ماكيينكو. ومن جانبه قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الروسي، ميخائيل مارغيلوف، الذي رافق الرئيس ميدفيديف خلال زيارته لسوريا: quot;إننا كنا ولا نزال وسنظل نبيع الأسلحة إلى سورياquot;.

كما رافق الرئيس ميدفيديف مدير عام شركة quot;روس أوبورون أكسبورتquot; الحكومية التي تدير غالبية صادرات الأسلحة الروسية (اناتولي إيسايكين) ورئيس شركة quot;إيركوتquot; المصنعة لطائرات quot;سوخويquot; (اوليغ ديمتشينكو) ومدير عام أحد مصانع الصواريخ الحربية (الكسندر ليونوف). ولم يتضمن برنامج الزيارة، مع ذلك، بحث ما يتصل بتوريد السلاح والعتاد العسكري الروسيين إلى سورية وفقا لما قاله مساعد الرئيس الروسي، سيرغي بريخودكو.

ولم تستبعد مصادر مطلعة أن يكون الرئيسان الروسي والسوري تطرقا إلى موضوع التعاون التسليحي عندما اجتمعا على انفراد. وقال مصدر من الوفد الروسي طلب عدم كشف اسمه لصحيفة quot;فريميا نوفوستيهquot; إن المحادثات تناولت هذا الموضوع ولكنه لم يكن موضوعا رئيسيا.

ومن الواضح أن الجانبين الروسي والسوري يأخذان في الاعتبار أن إسرائيل تثير ضجة كبيرة عندما تصلها أنباء عن حصول سوريا على الأسلحة العصرية. كما تتتبع إسرائيل باهتمام تطوير ما يسمى quot;نقطة المعاونة المادية والفنيةquot; للسفن الحربية الروسية في ميناء طرطوس السوري، وهي القاعدة الوحيدة للأسطول الروسي في البحر الأبيض المتوسط. ورجحت صحيفة quot;روسيسكايا غازيتاquot; أن يكون الجانبان الروسي والسوري تجنبا الحديث العلني عن الشؤون العسكرية quot;لكيلا يثيرا أعصاب إسرائيلquot;.

ورجح الخبير ماكيينكو أن تكون المحادثات الروسية السورية تناولت تنفيذ العقود المبرمة وخاصة في ما يتصل بتحديث الدبابات والمدرعات السورية وتزويد القوات السورية بوسائل تدمير الدبابات quot;ميتيسquot; وquot;كورنيتquot; ووسائل الدفاع الجوي quot;بانتسيرquot; وquot;بوكquot;. وكانت دمشق قد رصدت الاعتمادات المطلوبة لشراء وسائل الدفاع الجوي ومقاتلات quot;سو-24quot; وquot;سو-27quot; وquot;ميغ-29quot; وفق ما ذكرته صحيفة quot;ر ب ك ديليquot; الروسية. أما ما تم إعلانه فإنه يخص المشاريع المدنية. وهكذا فقد أعلن وزير النقل الروسي إيغور ليفيتين إجراء المحادثات المتعلقة بتوريد طائرتي ركاب من طراز quot;تو-204quot; إلى سوريا.