توصلت بغداد وواشنطن إلى اتفاق يقضي باستعادة أرشيف يهود العراق الذي نقلته الولايات المتحدة بعد الحرب.

بغداد: كشف وكيل وزارة الثقافة العراقية طاهر الحمود عن ان العراق والولايات المتحدة اتفقا على استعادة ارشيف اليهود العراقيين وملايين الوثائق التي نقلها الجيش الاميركي من بغداد بعد اجتياح البلاد عام 2003.
وقال الحمود في مؤتمر صحافي في مقر الوزارة في بغداد quot;توصلنا الى اتفاق مع واشنطن بعد مفاوضات مع مسؤولين في الخارجية الاميركية والبنتاغون (وزارة الدفاع الاميركية) لاستعادة ارشيف يهود العراق وملايين الوثائق التي نقلها الجيش الاميركي بعد احداث عام 2003quot;.

واكد ان quot;الارشيف اليهودي يهمنا كثيرا كباقي الوثائق الاخرى، لانه يمثل جزءا من الموروث الثقافي ويسلط الضوء على الحياة الاجتماعية للطائفة اليهوديةquot; العراقية.
واضاف الحمود ان quot;الوثائق موزعة الان بين معهد هوفر والخارجية الاميركية والمركز الوطني الاميركي للارشيف وتفاوضنا معهم ووضعنا الية مستقبليةquot; لاستعادتها.

واعرب عن ثقته بنجاح الاتفاق. وقال quot;وضعنا اقدامنا على الطريق الذي يؤدي الى استعادة الارشيف اليهودي وملايين الوثائق الاخرىquot;.
كما كشف عن اتفاق وزارته مع الولايات المتحدة تم خلال الزيارة، على تقديم دعم اميركي لحماية المواقع الاثرية التي يبلغ عددها 12 الف موقع، quot;بتدريب عناصر الشرطة المكلفة بحماية المواقع الاثريةquot;.

ويقوم نحو 1200 شرطي عراقي يقوم بحماية المواقع الاثارية في عموم العراق.
واشار الحمود الى ان quot;48 الف حاوية تحتوي على ملايين الوثائق والارشيف اليهودي وغيره نقلت الى الولايات المتحدةquot;.

واكد معاون مدير دائرة المتاحف العراقية محسن حسن علي انه quot;في الثامن من تشرين اول/اكتوبر 2003، تم كشف 27 صندوقا معدنيا وخمس حاويات كارتونية، تضم كتبا بالعبرية ووثائق تمثل ارشيف يهود العراقquot;.واضاف quot;كانت معرضة لتلف كبير وتعفن لان القوات الاميركية التي عثرت عليها في المنطقة الخضراء (وسط) داخل سرداب تابع لجهاز مخابرات النظام السابق، وقد اتلفتها المياه الثقيلةquot;.

وشدد علي الذي كان شاهد عيان على العثور على هذه الوثائق، قائلا quot;لم نوافق على اخراجها لصيانتها هناك (في الولايات المتحدة) وفضلنا ان تتم صيانتها في العراق ولدينا القدرةquot; على ذلك.

وتابع quot;لكن الارشيف اخرج ولم نعرف الطريقة التي نقل بها ووجدناه في المركز الوطني الاميركي للارشيفquot;.بدوره، قال وكيل وزارةالثقافة quot;الان، الارشيف اليهودي وباقي الوثائق الاخرى تم الانتهاء من تجفيفها وايقاف الضرر الذي لحق بها وسنبدأ الشهر المقبل مع الجانب الاميركي بتقييم وفرز الوثائق المهمة التي تستحق الترميم قبل اعادتهاquot;.

واشار الى ان quot;سبعين بالمئة من الارشيف مؤلف من وثائق باللغة العبرية و25 بالمئة بالعربية و5 بالمئة بلغات اخرىquot;.

وتابع quot;كما وجدنا كتبا دراسية تتحدث عن اسرائيل واليهود في العراق وثلاث رقوق جلدية كتبت عليها التوراة اضافة الى مذكرات لعوائل يهودية وتفاصيل تهم الطائفة اليهودية في العراقquot;.وغادر العراق جميع اليهود بعد قيام دولة اسرائيل العام 1948.

ففي العام 1951، غادر 120 الف يهودي اي ما يعادل 96 في المئة منهم العراق الى الدولة العبرية، ومن تبقى منهم رحل بعد الاجتياح الاميركي للبلاد العام 2003.

من جهته، ذكر مدير دائرة الوثائق والكتب سعد اسكندر الذي شارك في المؤتمر quot;اضافة للارشيف اليهودي والوثائق، هناك ارشيف خاص بحزب البعث تم نقله الى الولايات المتحدةquot;.
واضاف ان quot;السي اي اي (وكالة الاستخبارات المركزية) ووزارة الدفاع الاميركية اجرت دراسات عليه في تناول علاقة صدام حسين بالقاعدة والارهاب واسلحة الدمار الشامل وانتهاك حقوق الانسان في عهدهquot;.

واشار الى quot;قيام شخص يدعى عدنان مكية رافق القوات الاميركية لدى دخولها بغداد ويتمتع بنفوذ لدى البنتاغون باقناع الاميركيين بنقل الارشيف البعثي الى هناك واودعها في معهد هوفر في كاليفورنياquot;.
ويعمل العراق على بناء مخازن كبيرة لحفظ الوثائق والارشيف بعد اعادتها والتي سيكتمل بنائها بعد 16 شهرا، وفقا لمدير دائرة الوثائق.

وفيما يتعلق بسعي منظمة يهودية للحصول على الارشيف اليهودي العراقي، اكد حمود ان quot;كل شيء وجدناه في الولايات المتحدة يشير الى مايسمى ب+ارشيف اليهودي العراقي+ وهذا يعكس ملكية العراقquot;.
واضاف ان quot;هذه المنظمة قدمت دعما للمركزالاميركي الوطني للارشيف لان القوانين الاميركية لا تسمح بالانفاق على اشياء لا تعود (ملكيتها) للولايات المتحدةquot;.