حسن الشمري

أكد القيادي في حزب الفضيلة الإسلامي العراقي حسن الشمري على أهمية توحيد الصف الداخلي قبل التوجه الى الخارج، لطمأنة دول الجوار على إستقرار الوضع الداخلي للعراق. مشيرًا إلى أن التدخل الإيراني في العراق يثير قلق الدول الإقليمية والعالمية.

دعا القيادي في حزب الفضيلة الإسلامي العراقي حسن الشمري الى طمأنة الجوار بأن الأوضاع العراقية الجديدة لا تشكل خطرًا او قلقًا عليها، داعيًا إياها الى عدم التدخل في الشأن العراقي، وقال إن مقاطعة الكتلة العراقية بزعامة اياد علاوي للعملية السياسية سيؤدي الى إنهيار هذه العملية ويؤدي الى عواقب وخيمة على البلاد، وأشار الى أن تحالف الإئتلافين بزعامة المالكي والحكيم قد حسما أمرهما على إختيار رئيس الحكومة الجديدة من بين مرشحيهما لهذا المنصب.

أضاف الشمري، القيادي في حزب الفضيلة أحد مكونات الإئتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم، في مقابلة مع quot;ايلافquot; اليوم أن اللجنة المشكّلة من الإئتلافين لإختيار المرشح لرئاسة الحكومة ستجتمع خلال أيام قليلة لتسمية مرشحيها لهذا المنصب، وأوضح أن هناك تفاهمات بين الإئتلافين والتحالف الكردستاني على تأييد مرشح كل منهما لرئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية... وهنا نص المقابلة:

* هل تعتقدون أن المباحثات الجارية بين الكتل السياسية ستثمر نتائجًا إيجابية نحو الإسراع بتشكيل الحكومة؟

أعتقد ان اعلان التحالف بين الائتلافين بدأ الخروج من حالة الركود والجمود السياسي، ونترقب خلال هذا الاسبوع عقد اجتماعات بين الائتلاف الوطني ودولة القانون لوضع خطوات واليات ترشيح رئيس الوزراء حيث تمت الكثير من اللقاءات للإنطلاق نحو هذا الهدف.

* ماهي مهام هذه اللجنة؟

هذه اللجنة مهمتها الحقيقية بحث الاشخاص المرشحين لرئاسة الوزراء ومدى مطابقتهم للشروط التي وضعت من قبل اللجنة المشتركة المشكلة من الائتلافين، حيث ستقييم مواصفات هذه الشخصية التي سوف تترشح، ومنها القدرة على ادارة المرحلة والمقبولية الدولية، والقدرة على فتح صفحة جديدة من العلاقات الاقليمية والدولية، والقيام بالاصلاحات الداخلية ورسم سياسة مشتركة في إدارة البلد، اضافة الى الكثير من المواصفات المطلوبة في شخصية رئيس الوزراء المرشح، وهذه اللجنة ستحسم أمرها بالإجماع، وإختيار الشخص المرشح لرئاسة الوزراء بنسبة 80% من موافقة أعضاء هذه اللجنة الذين يتراوح عددهم بين خمس الى سبعة اشخاص من كل طرف.

* ولكن هل سيحرم هذا القائمة العراقية من إستحقاقها الإنتخابي؟

الحقيقة أن من يحسم هذا الجدل تفسير المحكمة الإتحادية، وطبيعة الإصطفافات بين الكتل السياسة. المحكمة الإتحادية كان تفسيرها واضحًا وصريحًا بمفهوم الكتلة الأكثر عددًا في مجلس النواب الى يوم المصادقة على نتائج الإنتخابات، وهذا المفهوم ينطبق على الكتل التي تشكل تحالفًا او إندماجًا في ما بينها، وتبقى محتفظة بهذه الصفة الى يوم المصادقة على نتائج الإنتخابات، وهو ما ينطبق على حالة واحدة تحمل صفة الأغلبية وهي تحالف الإئتلاف الوطني و دولة القانون.. كما ان طبيعة الإصطفافات لها دور في هذا الموضوع حيث أن التحالف الكردستاني قد حسم أمره بإختيار رئيس الوزراء الذي سيرشح من قبل الإئتلافين، اضافة الى حسم الإئتلافين أمرهما في إختيار من سيترشح لرئاسة الجمهورية من قبل التحالف الكردستاني، وفي هذه الحالة لا تستطيع القائمة العراقية ان تنفرد وحدها بتشكيل الحكومة، لأن طبيعة الإصطفافات لا تصب في صالحها في هذه النقطة.

* هل لديكم بحزب الفضيلة إعتراض على تولي المالكي رئاسة الوزراء؟

الكيانات السياسية لديها ملاحظات على أغلب المرشحين المطروحين لرئاسة الوزراء، وليس فقط على السيد المالكي، كما انه ليس هناك موقف رسمي موحد على شخص المالكي.. نعم، هناك كيانات سياسية لديها مواقف وملاحظات عليه، ولكن في الوقت نفسه هناك قوى سياسية ليس لديها إعتراض عليه وتركت الإختيار للمعايير التي ستحدد من قبل اللجان المشتركة.

* ما هو موقف التحالف الجديد من الدور الخارجي في القضية العراقية؟

هناك من يرى أن المحيط الإقليمي يجب طمأنته على تشكيل الحكومة العراقية وهناك هاجس وقلق حيال ما يجري ويجب طمأنة هذا المحيط.. ومن وجهة نظري لا بد من وجود حالة من الإصطفاف الوطني الداخلي، ومن ثم الذهاب سوية من اجل طمأنة هذا المحيط عن حالة التشكل الجديد في العراق، والافضل إيجاد حالة من وحدة الصف وتوحيد الكلمة إزاء هذا التشكل الجديد، وان يكون الحديث وطنيًا وليس لجهة سياسية واحدة توضح وجهة نظرها وحدها في العملية السياسية.

* ما هو موقفكم من تهديدات العراقية بالانسحاب من العملية االسياسية، اذا لم يتم تكليفها بتشكيل الحكومة؟

اذا حصل هذا فسوف يؤدي فعلاً الى إنهيار العملية السياسية، ونحن نرى ان يفكر الدكتور اياد علاوي بأن يظل منخرطًا في العملية السياسية، حتى لو كان الإصطفاف السياسي في غير صالحه، لأن هناك الكثير من المنافذ يستطيع علاوي ان يخدم من خلالها العملية السياسية ويخدم البلد، وإلا فإن مقاطعة العملية السياسية سوف تكون لها عواقب وخيمة.

*هل تعتقدون أن موقف العراقية سيتغير وتندمج معكم في هذا التحالف؟

لقد لاحظت ان العراقية متمسكة بهذا الموقف من خلال حديثنا مع الدكتور رافع العيساوي القيادي فيها، ونامل ان تكون هناك مرونة اكثر في المواقف.

*متى تتوقعون تشكيل الحكومة ؟

الحقيقة مع السجالات الطويلة والجدل الكثير، أستطيع القول إن تشكيل الحكومة سوف يتأخر بضعة أشهر.

*هل تتوقعون بأنه سيكون لزيارة جو بايدن، نائب الرئيس الاميركي، الى بغداد تأثير على تشكيل الحكومة ؟

لا أعتقد ذلك، لأن الاميركيين لديهم نظرة حول الخارطة السياسية القادمة ويسعون الى بلورتها من خلال إيجاد تحالف بين العراقية ودولة القانون، ولكن بتقديري ان الإئتلافين قد حسما أمرهما والخارطة السياسية سوف تثمر نتائج عن هذا التحالف.

*هل لديكم اعتراض على زيارة بايدن الى العراق ؟

لا نعترض على زيارة بايدن ومن حق الولايات المتحدة وغيرها أن تزور قياداتها العراق وتطرح وجهة نظرها، ولكن بشرط ان لا تتحول هذه الزيارة الى تدخل في الشأن الداخلي العراقي.

*ما هو حجم التدخل الإيراني في تشكيل التحالف الجديد بين الائتلافين؟

لا أستطيع ان احدد هذه المسألة بنفسي، ولكن الدول الاقليمية بالذات لها قلق إزاء ما يجري في العراق، ومن وجهة نظرها ترى من الطبيعي أن تراقب الوضع العراقي عن كثب وتراقب التشكل الجديد حتى لا يتبلور تطور يشكل لها قلقًا على مصالحها وعلى أمنها في المستقبل، كذلك تركيا تراقب وتطل بنشاط سياسي على العراق و الولايات المتحدة وحتى الدول العربية.. فالعالم يراقب، وبسبب حالة القلق، مجريات الامور في العراق.

* هل تعتقدون أن اميركا تبارك لكم تحالفكم ؟

نعم سوف تبارك هذا الائتلاف وستتعامل مع هذا الواقع الجديد.