Saad Hariri
الحريري خلال الإنتخابات البلدية في بيروت

تثير ردود أفعال المعارضة على تصريحات رئيس الحكومة اللبناني بشأن صواريخ quot;سكودquot; إستغرابًا على الساحة، خاصة وأن موقف الحريري جاء داعمًا موقفَ حزب الله. الأمر الذي يطرح تساؤلاً حول العلاقة بين رئيس الحكومة والحزب.

وُفق رئيس الحكومة سعد الحريري بتشبيه الإتهامات والإدعاءات الأميركية والإسرائيلية بحصول quot;حزب اللهquot; من سوريا على صواريخ سكود بعيدة المدى بالرواية الأميركية الملفقة عن امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل، وهي الرواية التي اتخذتها واشنطن ذريعة للقيام بحملتها العسكرية على العراق وإطاحة رئيسه صدام حسين والابقاء على إحتلالها لأراضيه. وقد أثار كلام الحريري الذي صدر قبل اسبوعين إستياء اميركياً عبّر عنه جفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية السفير الاميركي السابق في لبنان. لكن رئيس الحكومة رد عليه مؤكداً ان ما يدلي به من تصريحات لا يهدف الى إرضاء هذا الطرف او ذاك، بل الأخذ بمصلحة لبنان التي يضعها فوق كل اعتبار.

وفيما توقع المراقبون يومها أن يلقى موقف الحريري هذا، الذي يعد اكثر من متقدم، ترحيباً من قوى المعارضة بصورة عامة ومن quot;حزب اللهquot; بشكل خاص، إذ به يعامل من قبلهما بشيء من quot;البرودةquot; الأمر الذي أثار الاستغراب وحمل على التساؤل اذا ما كانت العلاقة بين الحريري وحزب الله على غير ما يرام، خصوصاً ان ما اعلنه الحريري لم يصدر من لبنان بل من عقر الدار الاوروبية وخلال وجوده في اسبانيا. كما ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم ولدى سؤاله بعد ايام عن رأيه في اخبار تزويد سوريا حزب الله بـ quot;السكودquot; كرر ما قاله الحريري بهذا الشأن.

واستند المراقبون في معرض تناولهم وضع العلاقات بين الحريري وحزب الله الى ما جرى في الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع، حيث ظهر بعض الحدة خصوصاً من جانب الحزب تجاه quot;تيار المستقبلquot;، تمثل بخطاب وسائل الاعلام التابعة للأول وعدد من المسؤولين فيه الذين حاولوا اظهار المعركة في العاصمة وعدد من بلديات وقرى البقاع على انها مقارعة لهذا التيار، فيما اعتبروا تدني نسبة الاقتراع في بيروت وخسارته بلديات في البقاعين الغربي والاوسط هزيمة وتراجعاً له.

على وقع هذا المشهد توقف المراقبون ايضاً امام الردود المنتقدة من جانب قوى في المعارضة لتوضيح المكتب الاعلامي للرئيس الحريري ونفيه الكلام المنسوب اليه الذي نشر في جريدة quot;السفيرquot; عن حق المقاومة بامتلاك صواريخ سكود، وتفسير هذا النفي على انه quot;ارضاءquot; للادارة الاميركية التي يعتزم رئيس الحكومة لقاء رئيسها في زيارة هي الاولى له الى الولايات المتحدة بعد دخوله نادي رؤساء الحكومات في لبنان.

وازاء ما تقدم لم يجد المراقبون تفسيراً لتركيز المعارضة على quot;سلبيةquot; رد المكتب الاعلامي للحريري واغفالها عن ذكر موقفه quot;الايجابيquot; من المقاومة الصادر عنه من اوروبا سوى القول ان اهتزازاً اصاب العلاقة بين رئيس الحكومة والحزب وذهاب بعض التحليلات الى حد التوقع بأن ينسحب هذا الاهتزاز على الوضع الحكومي، اذا ما اضيف اليه الخلاف الناشئ بين الحريري ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون على خلفية اكثر من ملف أحدها عدم التوصل الى توافق في انتخابات المجلس البلدي لبيروت، وثانيها الحملة التي تشن من قبل عدد من النواب القريبين من الحريري على وزير الاتصالات شربل نحاس المدعوم من عون.

الا ان المفاجأة التي خالفت جميع هذه الطروحات فجاءت على لسان مصدر مطلع على أجواء العلاقات بين الجانبين (الحريري ndash; حزب الله) إذ أكد لـ quot;إيلافquot; ان لا صحة لكل ما يشاع، واصفاً هذه العلاقة في الوقت الحاضر بأنها ايجابية للغاية والاتصالات بين الطرفين ناشطة على قدم وساق ولم تنقطع يوماً، حيث يبدي كل منهما موقفه بوضوح وصراحة من دون مواربة، وهناك اتفاق وتفاهم على العديد من المسائل والقضايا خصوصاً ما يتعلق منها بالثوابت الوطنية.

واوضح المصدر ان ما يجري من quot;مناكفاتquot; في شؤون داخلية تغطي احياناً على الايجابيات التي تبقى ثابتة، وهذا ما عبر عنه صراحة الرئيس الحريري خلال زيارته الاخيرة للرئيس عمر كرامي حيث سمع الأخير إطراء من قبل زائره خص به وزراء quot;حزب اللهquot; في الحكومة.

ومن هنا خلص المصدر الى القول إن على من ينسج التخيلات والتمنيات بعودة العلاقات بين رئيس الحكومة و quot;حزب اللهquot; الى الوراء ان يفتش عن شائعة أخرى يلهو بها في الوقت الضائع.