الكويت : أكد سفير دولة الكويت لدى ألمانيا الدكتور مساعد راشد الهارون أن زيارة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لجمهورية ألمانيا الاتحادية في ابريل الماضي وضعت أساسا متينا لتعاون مستقبلي بين البلدين.
وأوضح أن الزيارة تكتسب أهمية تاريخية لكونها أول زيارة أميرية لجمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة وتشكلت تتويجا نوعيا للعلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين معتبرا الزيارة وضعت أساسا متينا لقيام تعاون مستقبلي أوثق بين الكويت وألمانيا عبر توقيع مذكرة تفاهم حول تعزيز العلاقات الثنائية في المسائل السياسية وحماية البيئة ومجالات الطب والسياحة والنقل الجوي.
وقال إن ألمانيا تتمتع بثقل سياسي كبير في شتى المحافل الدولية وذلك بالنظر إلى ثقلها الاقتصادي ودورها كمحرك رئيسي للمشروع الأوروبي مضيفا انه بعد إعادة توحيد ألمانيا تزايدت مسؤولياتها الدولية ولم تعد هذه المسؤوليات منحصرة بالمساهمات المالية فقط بل أصبح لألمانيا دور سياسي دولي فاعل ودور عسكري في مناطق مختلفة من العالم.
وأعرب السفير الهارون عن تقديره للمساهمات الألمانية في قضايا المنطقة مثل إعادة بناء العراق وتوطيد استقراره والمساعي الألمانية الحثيثة لإيجاد حل دبلوماسي لأزمة الملف النووي الإيراني وتجنيب المنطقة حدوث مواجهة عسكرية مع إيران يمكن أن تجرها إلى أوضاع خطيرة وتورطها في مواجهات غير محسوبة.
وقال إن الكويت تتمتع بعلاقات جيدة جدا مع إيران وتحرص على مواصلة الجهود الدبلوماسية لإيجاد تسوية سلمية لأزمة الملف النووي الإيراني معتبرا أي عمل عسكري ضد إيران سيكون كارثة على الجميع.
وأضاف ان للكويت علاقات طيبة مع العراق ومع كافة الأحزاب العراقية وترى أن استقرار العراق مرتبط بشكل وثيق بتشكيل حكومة عراقية تمثل جميع العراقيين بكافة فئاتهم وأطيافهم.
كما أشار إنالكويت أول دولة عربية تستثمر في ألمانيا منذ عام 1974 وتعتبر الآن من أبرز المستثمرين في ألمانيا من جانب القطاعين العام والخاص لافتا إلى وجود مجالات استثمارية كبيرة يمكن تطويرها بين البلدين خاصة وأن الكويت تعتزم في أطار الخطة الخمسية تنفيذ مشاريع كبيرة في مجال البنية التحتية وقطاعي الصحة والكهرباء.
وأضاف ان هناك فرصا كثيرة لتعاون استثماري كويتي ألماني مشترك من أجل دعم مسيرات التنمية في مناطق أخرى من العالم مضيفا ان الكويت من الدول السباقة في مجال وضع وتنفيذ برامج تنموية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي وقد أنشأت لهذا الغرض عام 1961 الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ليكون أول مؤسسة إنمائية في الشرق الأوسط مهمتها توفير وإدارة المساعدة المالية والتقنية للدول النامية.
وأكد ان الكويت تمكنت من تحقيق قفزة نوعية في علاقاتها الثنائية مع ألمانيا تجلت في عدة محاور أبرزها ارتفاع وتيرة الزيارات المتبادلة بين المسئولين في البلدين وإنشاء لجنة اقتصادية كويتية ألمانية لدفع وتنشيط التعاون الاقتصادي والاستثماري.
وقال إن الخطة الخمسية لدولة الكويت تركز على تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري جاذب للاستثمار موضحا إن الخطة عبارة عن خليط يجمع بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص وذلك لتذكية روح المنافسة ورفع الكفاءة الإنتاجية وتحقيق التنمية البشرية والتنمية المتوازنة.
ولفت إلى وجود رغبة كويتية في تعزيز التعاون الطبي مع ألمانيا والاستفادة من النظام الصحي الألماني والخبرات الألمانية لتحسين جودة الخدمات الصحية في الكويت بما يتلاءم مع التوجهات الكويتية في هذا الشأن لافتا الى وجود أطباء كويتيين في المستشفيات والجامعات الألمانية يعملون للحصول على تخصصات عليا.
وقال ان تلك الرغبة تجسدت في زيارة وزير الصحة الكويتي الدكتور هلال الساير وتم الاتفاق على تعزيز التعاون المشترك في مجال الاقتصاد الصحي عبر توفير العلاج للمرضى في مستشفيات الولاية وتدريب الأطباء الكويتيين وتبادل زيارات الوفود الطبية.