زعيم تيَّار المردة سليمان فرنجيِّة

ما كان يخشى حدوثه في مناطق أخرى، حدث في الكورة التي شهدت الحادثة الدمويَّة الأولى في مسلسل الإنتخابات البلديَّة بمقتل الشقيقين طوني ونايف صالح، وهما من تيار المردة على يد حنا البرساوي من quot;القوات اللبنانيَّةquot; في بلدة ضهر العين.

بيروت:القاتل والقتيلان هما من بلدة بزعون في قضاء بشري، اي انهم حملوا خلافاتهم في بلدتهم الى الكورة التي عاشت يومًا عصيبًا، مع حصول انتشار عسكري وأمني مكثف لم يقتصر على المنطقة، بل تجاوز ذلك الى منطقتي زغرتا وبشري، تفاديًا لوقوع أي مفاجآت في مناطق تخلت عن المسلسلات الدموية الثأرية منذ سنوات طويلة، حتى ليعرف انه لم تكن توجد امرأة واحدة في زغرتا لا ترتدي ملابس الحداد.

الاتصالات والجهود تكثفت، واتسعت تفاديًا لحدوث الأسوأ، وعلى الرغم من اللهجة العالية من هنا وهناك، كان ثابتًا ان فرنجية وجعجع لا يريدان للفوضى الدموية أن تندلع، كما ان الجانبين ركزا على اجراء الانتخابات البلدية اليوم.

وفي هذا الاطار ترأس وزير الداخلية زياد بارود اجتماعا لمجلس الامن المركزي، خصّص للبحث في حادثة ضهر العين وتداعياتها على العملية الانتخابية في الشمال. وقد أكد بارود بعد الاجتماع ان الانتخابات ستستمر في كل الاقضية والبلدات، كما كانت مقررة من دون إالغاء او تأجيل. وأكد أن القوى الامنية لن تتساهل بتاتًا بأي اعمال مخلة بالامن.

ردة الفعل لم تقتصر على مناطق الشمال المسيحي، اذ ان حادثة اول امس التي سقط ضحيتها شقيقان، صدمت اللبنانيين، بعدما كانوا يراهنون على انتخابات نظيفة، وهذا ما حصل في المراحل الثلاث (جبل لبنان، بيروت والبقاع، الجنوب).

وكان التركيز امس على الالتفاف على كل محاولة من شأنها ان تشعل الساحة الشمالية التي تستيقظ فيها المظاهر الثأرية القديمة بين quot;القوات اللبنانيةquot; التي تعتبر تنظيمًا بالغ التنظيم بما في ذلك على المستوى العائلي، وتيار المردة الذي يرتبط اساسًا بزعامة آل فرنجية في زغرتا.

النائب ستريدا جعجع

وقد تابع رئيس الجمهورية ميشال سليمان quot;تطورات ضهر العينquot;، وquot;أعطى توجيهاته الى مسؤولي الأجهزة الأمنية والعسكرية بضرورة توقيف مرتكبي الجريمة، واتخاذ كل التدابير الآيلة الى إجراء الانتخابات البلدية، ومنع أي إشكال يحصل، وقمعه حفاظا على سلامة المواطنين، وأمن العملية الانتخابيةquot;.

فرنجية: الدم يكبر بيننا وبين القوات:
وعقد فرنجية مؤتمرًا صحافيًا قطع فيه الطريق على أي مصالحة مع جعجع، حين أكد انه لا مصالحة مع هذا الأخير quot;فالدم يكبر بيننا وبين quot;القواتquot;، مضيفًا بان quot;كل من يدعم جعجع من رئيس الحكومة سعد الحريري الى الدولة انما يدعم مجرمًا صاحب تاريخ دموي وإجرامي، دخل السجن، وحكم عليه بالإعدام، ثم خرج منه بقانون عفو مفصل على قياسه، وليس بعفو أو براءة، ويدعم مجرمًا ويقويه في طائفته، وهو مشروع سياسي اجرامي لن يؤدي الا الى الفتنةquot;.

اضاف: quot;انهم يحدثون بفترة وصاية (سوريا)، وفترة هيمنة، وانا اسأل في هذه الفترة عندما كان البعض في السجن لماذا لم يحدث أي خلاف على الساحة المسيحية، لا إشكال مسيحي - مسيحي؟ ولماذا عندما خرج هذا الشخص من السجن عاد المسيحيون إلى قتل بعضهم بعضًا؟quot;، لافتًا الى ان quot;القوات اللبنانيةquot; تكون طرفًا في كل المشاكل التي تحصل بين الأطراف المسيحية. وتابع: quot;نحن نمثل هذه المنطقة سياسيا وحسب، وليتحمل كل واحد نتيجة تصرفاته عن أناسنا وأناسهمquot;.

وردت زوجة جعجع ستريدا على فرنجية، معتبرة quot;ان الذي حدث إشكال فردي، ونحن نعزي العائلة، وفي صدد تحضير وفد للتعزية باسم quot;القوات اللبنانيةquot;، مستغربة كلام فرنجية quot;الذي معناه انه يحدثنا بمنطق الدولة، ونحن بمنطق اللادولة، وأريد الرجوع الى الاشكال الذي حدث عام 2005 في بلدة ضهر العين، حيث ان اشكال الأمس (أمس الأول) هو امتداد لذلك الذي حدث منذ خمس سنوات، واذكّر اللبنانيين ان النائب سليمان فرنجية هرّب quot;أبو وجيهquot; الذي اطلق النار على شابين من خيرة شباب بلدة بزعون الى سوريا في أقل من 24 ساعة (توفي في سوريا ودفنت جثته في لبنان)، بينما بعدما حدث اشكال الأمس (أمس الأول) اتصلت بقائد الجيش (العماد) جان قهوجي، وقلت له اننا بصدد ان نسلّم الفاعل في أسرع وقت الى الأجهزة الأمنيةquot;.

بدء الإنتخابات وبعض المعارك محسومة:

أجواء الإنتخابات في عكار

إلى ذلك، بدأت المرحلة الرابعة والاخيرة من الانتخابات البلدية اللبنانية في الشمال حيث تشهد المناطق السنية المحسوبة بمعظمها على رئيس الحكومة سعد الحريري عملية اقتراع شبه محسومة النتائج بينما تدور معارك انتخابية في مناطق مسيحية على خلفية توتر شديد ناتج عن مقتل شابين الجمعة.

وتدور معارك سياسية في عدد من قرى قضاءي زغرتا والكورة حيث أغلبية السكان من المسيحيين بين المردة والتيار الوطني الحر برئاسة النائب ميشال عون والحزب القومي السوري وحلفائهما من جهة (قوى 8 آذار الممثلة بالاقلية النيابية)، وبين حزب القوات اللبنانية وتيار الاستقلال بزعامة ميشال معوض وحلفائهما (قوى 14 آذار الممثلة بالاكثرية) من جهة ثانية. كما يتوقع ان تشهد مدينة البترون معركة حامية بين القوات والتيار الوطني الحر.

وشكلت لوائح توافقية في عدد من البلدات والقرى، ما ادى الى فوز 112 مجلسًا بلديًا من 238 بالتزكية، بحسب الموقع الالكتروني لوزارة الداخلية. وهذا الرقم ليس نهائيا بسبب تسجيل مزيد من سحب الترشيحات وترجيح التزكيات في الساعات الاخيرة قبل فتح صناديق الاقتراع.

وشكلت لائحة توافقية في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان، ضمت تيار المستقبل بزعامة الحريري واقطاب المدينة السنة. ويفترض ان تفوز بسهولة على لائحة ثانية غير مكتملة شكلتها بعض الشخصيات التي بقيت خارج التوافق والتي لا تملك حيثية واسعة في المدينة.