إعتبر بعض العراقيين وضع صور الزعامات الدينية والحزبية على المؤسسات الحكومية بأنهاتمثل موروثًا سابقًا لسياسة صداموانها سرعان ما ستزول مع اختفاء بعض الزعامات، واعتبرها آخرون أنها تمثلتزلفًا للمسؤولينلكسب المناصب.

تنتشر في المدن العراقية وعلى مباني وزاراتها ومؤسساتها ظاهرة الجداريات والملصقات التي تحمل صور زعامات دينية وسياسية بشكل اخذ يثير حفيظة المواطنين العراقيين الذين تخلصوا من صور الرئيس السابق صدام حسين التي كانوا يُرغمون على تعليقها في ظاهرة اعتبرها البعض تعويضًا عن مرحلة الكبت السياسي والديني السابقة وتزلفًا لهذا الحزب او ذاك الذي اوصل المسؤول الفلاني الى منصبه الحالي .

وفي استطلاع قامت به quot;إيلافquot; لاراء العراقيين عن هذه الظاهرة وتداعياتها على اداء مؤسسات الدولة اعتبر بعضهم انها ظاهرة سيئة ومرفوضة لان المؤسسات الحكومية هي لكل الشعب العراقي وليست لطيف معين، في حين اعتبرها بعضهم الاخر انها تمثل موروثًا سابقًا لسياسة صدام وانها سرعان ما ستزول مع اختفاء بعض الزعامات ومع تطور الوعي الشعبي فيما قال اخرون انها جزء من سياسة رد الجميل لهذه الزعامة الدينية او السياسية من قبل المسؤول لتعيينه بمنصبه في حين راى فريق مؤيد انها تعبير عن الحرية الشخصية .. وهنا عرض لاراء عراقيين تحدثت معهم quot;ايلافquot; عن هذه الظاهرة :

رعد حسين ( 42 عامًا) طالب دكتوراه لغة عربية قال ان هذ الظاهرة باتت منتشرة في اغلب المؤسسات الحكومية وهي جزء من سياسة quot;رد الجميلquot; للحزب الفلاني الذي جاء المسؤول عن طريقه وتولى المنصب نتيجة عملية المحاصصة.

حسين محمد القرغولي طالب ماجستر (33 عامًا) دان هذه الظاهرة ويعتبرها طارئة على مؤسسات المجتمع العراقي متسائلاً: اليست هذه المؤسسات ملك الجميع؟ وهي لكل ابناء الشعب العراقي وليس حكرًا لطائفة معينة او لطيف من اطياف الشعب العراقي . ويشير حسين الى أن باقي الطوائف قد تشعر عند مراجعتها لهذه المؤسسات الحكومية أن ليس من حقها الدخول في حين أن هذه الدوائر تقدم خدماتها للجميع دون استثناء .

الصحافي خالد النجار قال ان العراق قد ينفرد بمثل هذه الظواهر التي لا يوجد مثيل لها في دول العالم ويرى أنها طارئة وحصلت بعد التغيير او بمعنى اصح بعد سقوط النظام . ويقول انه من المتعارف عليه في كل دول العالم أنه هناك سياق عام بأن تعرض فيه صورة المسؤول الاكبر في الدولة بالاطار الرسمي وبقياسات محددة وهي صورة رئيس الدولة ولكن بعد السقوط انتشرت صور الزعامات الدينية والسياسية وقادة الاحزاب بشكل ملفت في المؤسسات الحكومية واصبحت تعطي انطباعًا لدى الناس عن ان مسؤول هذه الوزارة او المؤسسة قد وصل الى منصبه عن طريق اصحاب هذه الصور وليس لكفاءة ادائه. ويرى خالد النجار انه من المفروض ان يكون quot; حب رجال الدين وبعض الرموز السياسية يقع في القلب وليس عن طريق جدارية او صورةquot; .. وقال quot;كنا في الزمن السابق نعيب عمل صدام المقبور نشر صوره في كل مكان فلماذا نعيد تكرار هذه الظاهرة؟quot; .

المواطن سرمد ابراهيم الجبوري (32 عامًا) موظف في دائرة البريد والاتصالات يرى أن شعور المواطن العراقي بعد السقوط بدأ يتغير حيث اصبح يميل الى الانفتاح والتعويض عما مضى حيث اتصفت السياسات السابقة بالكبت والقمع .. وما انشار ظاهرة الصور التي تخص بعض رجال الدين والسياسة حاليًا الا رغبة موقته لن تلبث أن تنتهي بإرتفاع درجة حرارة الاهمال وانزواء السياسيين في مقراتهم وابتعادهم عن الشعب . واكد قائلاً quot;سوف نلمس أختفاء هذه الظاهرة قريبًاquot; .. ويضيف أن الشعب سوف يلمس بانه ليس هناك رابط بين اسماء هذه الزعامات وبين ما هو موجود على سطح الشارع العراقي من عوز وبطالة وفقر وسوء خدمات وفساد اداري مستشري وعند ذلك ستكون هذه الظاهرة مثل فقاعة الصابون سرعان ما تختفي .
مسؤول في احدى الادارات العراقية رفض نشر اسمه أوضح أن هذه الظاهرة قد انتشرت نتيجة الكبت الذي مارسه النظام السابق ضد الحريات الدينية والسياسية معتبرا انها تمثل الان quot;جزءا من التنفيس وليست قضية منهجية او رسميةquot; .. موضحا ان بعض الموظفين البسطاء يقومون بتعليق هذه الصور كجزء من الولاء والحب لهذه الشخصية الدينية اوالسياسية .

ويضيف ان هذه الظاهرة مرتبطة بدرجة الوعي الثقافي لدى بعض الناس وهي لاتعبر على التوجة الرسمي لمؤسسات البلد نحو الشخصية الفلانية الدينية والسياسية لان مؤسسات الدولة هي في خدمة جميع ابناء الشعب كما يقول .

اما ايمان حميد فاضل عضو مجلس النواب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي فتقول ان المؤسسات الحكومية هي جزء من ممتلكات الشعب quot;ولانقبل ان تصبح معرضا لصور اي واحد من الرموز الدينية والحزبية او حتى هناك الاشارة الى ان هذا المسؤول او ذاك تابع للحزب الفلاني او التيار الفلاني او تنفرد المؤسسات التابعة لحزب معين بوضع صور قادة وشخصيات هذا الحزب للدلالة على انتماء الوزير او المسؤول للحزبquot; . ورفضت بشدة هذا التوجه موضحة ان المؤسسات الحكومية هي ملك للدولة العراقية وليست للاحزاب او الزعامات الدينية .