حنين زعبي تلقي كلمة في الكنيست

ردَّت النائب بالكنيست حنين زعبي علىقرار سحب إمتيازاتها وإعتبرت الجلسة محاكمة سياسيَّة.

القدس: تواصلت صباح اليوم تداعيات مشاركة عضو الكنيست حنين زعبي في أسطول الحرية المتجه إلى غزة، وشهادتها في المؤتمر الصحفي ضد الجنود الإسرائيليين. فبعد أسبوع من التحريض المتواصل ضدها واتهامها بالخيانة، أوصت لجنة الكنيست اليوم بعد نقاش صاخب بتجريد عضو الكنيست من امتيازاتها البرلمانية وفي مقدمتها سحب جواز السفر الدبلوماسي، ومنع التمويل عنها لأغراض الدفاع القانوني، بحجة أن مشاركتها في أسطول البحرية أمر غير مقبول وغير قانوني.

وتعالت خلال الجلسة تصريحات عنصرية من قبل نواب من اليمن الإسرائيلي، وصفوا سلوك الزعبي بالخيانة وبأنها التقت عناصر إرهابية وكانت شريكة في نشاط إرهابي موجه ضد أمن إسرائيل، وذلك على الرغم من أن مساعد المستشار القضائي للحكومة أوضح لأعضاء الكنيست بأنه لا يوجد لغاية الآن أي دليل على ذلك ولا لائحة اتهام.

وبالتالي فإن جل ما يمكن للجنة القيام به في الظروف الحالية هو تجريد زعبي من امتيازات برلمانية مثل جواز السفر الدبلوماسي، علما بأن هذا الجواز في حالة أعضاء الكنيست لا يمنحهم أية حصانة حقيقية، ومنع حصولها على تمويل من الدولة في حال محاكمتها، وبلغ الأمر بعضو الكنيست أريه بيبي أن قال موجها حديثه لزعبي رغم عدم مشاركتها في الجلسة: أنت طالق من الكنيست بالثلاثة مما أثار حفيظة عدد محدود من النواب المشاركين من الوصول إلى هذا المستوى.

وعقبت عضو الكنيست حنين زعبي على قرار اللجنة، في حديث خاص مع quot;إيلافquot; بقولها: من الواضح أن هذه الجلسة كانت محاكمة سياسية ميدانية، الهدف والنتيجة معروفة سلفا. لم يكن هناك نقاش لأي من ادعاءاتي، أو للهدف من مشاركتي وأبعادها.

وكان أعضاء اللجنة هم من يوجهون الاتهام ويحاكمون ويصدرون الحكم وينفذونه، وأججوا جوالتحريض والعدائية تجاهي وبالطبع لم نسمع منهم أية كلمة أو أي تحفظ بشأن التهديد بالتعرض لحياتي، ففي هذه الجلسة لم يتم فقط تهديد حنين زعبي أو التجمع الوطني الديمقراطي أو الأحزاب العربية، وإنماأتت الجلسة على ما تبقى من هامش الديمقراطية في إسرائيل، وسدت الطريق أمام أي نقاش أو نشاط سياسي يطرح فعلا مجالا لديمقراطية ولمساواة .

وما جرى يهدد فعلا كل إسرائيلي يريد دولة ديموقراطية ويؤمن بقيم كونية وكل يهودي لا يريد مدينة شرطة وشاباك، وبالتالي فأنا مصرة على موقفي لن أتلعثم ولن أتراجع فأنا جزء من الشعب الفلسطيني، وأناضل من أجل حرية شعبي في المناطق المحتلة وحرية شعبي الذي انتخبني وبالتالي لا يوجد مكان للتلعثم والتأتأة فأنا لا أمثل فقط الجمهور الذي انتخبني، بل أنا أمثلكل عاقل في العالم.

فالإجماعالاسرائيلي العدائي للأصوات المناضلة ضد القمع يجد نفسه في تناقض مع الأصوات الحرة في العالم. أظن أن هذا أيضا يدل على الإفلاس السياسي وحرج اسرائيل. فهي تتهرب من النقاش السياسي نحو التخوين ولا يوجد أسهل من التخوين في إسرائيل.

وأضافت زعبي إن تصريحات مساعد المستشار القضائي للحكومة تؤكد أن الجلسة كانت محاكمة سياسية. وقالت زعبي إنها شخصيا مستعدة للمثول أمام المحاكمة وأن توجه لها تهما ما إذا كما كانت فعلا خالفت قوانين جنائية. ما أقوم به هو نضال سياسي وإسرائيل تعتبر خطورة هذا النضال بحجم خطورة التهديد الأمني ولذلك تحاول إعطاء نشاطي السياسي بعدا جنائيا.

وردا على سؤال بأن هناك ادعاءات إسرائيلية بأن ما حدث على متن سفينة quot;مرمرةquot; كان مخالفا للقانون ووجودها على متن نفس السفينة يضعها في دائرة المشاركة في مخالفات جنائية خطيرة، قالت عضو الكنيست إن هذه الاتهامات هي اتهامات سخيفة فمن يجب أن يقدم للمحاكمة هو إسرائيل، فالذي تصرف وكأنه صاحب سيادة مطلقة في مياه دولية هي إسرائيل.

فإسرائيل هي المخالفة الأولى وهي عندما قتلت فقدت صفة الجيش السيادي المعرض للخطرلكن الجيش يفقد صفته السيادية عندما يكون داخل المياه الدولية، إذا كان للجنود إدعاءات بالخطر عليهم توجيهها لمن أرسلهم لحكومتهم لباراك ونتنياهو وليبدؤوا بتنظيم مظاهرات أمام ديوان رئيس الحكومة. لا يمكنهم توجيه الاتهامات لمجموعة من الناشطين السياسيين بعد أن قرروا الهجوم عليهم.

وختاما عقبت عضو الكنيست زعبي على تصريحات عضو الكنيست أرييه بيبي عندما قال لها بأنها فلسطينية طالق من الكنيست بالثلاثة، قالت حنين زعبي إن هذا يكشف ليس فقط عنصريتهم وإنما أيضا شوفينيتهمإزاء عضو كنيست امرأة، فالعنصرية والشوفينية هما وجهان لنفس العملة. فمن السهل جدا للعنصري أن يكون شوفينيا أمام المرأة، ولكننحن أرقى منهم سياسيا وأخلاقيا.

وردا على سؤال عما توقعته وقد قلبت الآية على إسرائيل بشهادتها المدوية في المؤتمر الصحفي قالت زعبي لإيلاف لم أتوقع طبعا أن يستقبلوني في الزهور، إسرائيل لا يهمها شيء اليوم ولو استطاعت لأخرجت كافة الأحزاب العربية عن القانون ولأعلنت حربا على الدنيا، وأظن أن لملف الذي فتح اليوم هو ملف قوة إسرائيل، حيث ثبت أنه توجد للقوة أيضا حدود فلم يعد العالم صامتا والكل يرى اليوم ماذا تفعل إسرائيل وماذا يجري داخل إسرائيل،وهي الآن تتعرى، ومن يحدد النبرة في إسرائيل هو رجال كهانا والكهانية العنصرية. إسرائيل الآن مربكة.