بدأت قوات الامن في قرغيزستان بمطاردة المسؤولين عن المواجهات الاتنية الدامية خلال الاسبوعين الاخيرين مما تسبب بتوترات جديدة واعمال عنف في هذا البلد الصغير الفقير والمضطرب في آسيا الوسطى.
اوش: من جهتها شددت الرئيسة الانتقالية روزا اوتونباييفا على تنظيم الاستفتاء المقرر الاحد حول الدستور الجديد، بعد اعمال العنف الاتنية الاخيرة التي اوقعت، كما قالت، نحو الفي قتيل اضافة الى مئات الاف اللاجئين والنازحين.
وقالت اوتونباييفا اثناء زيارة الى جلال اباد وهي من كبريات مدن جنوب قرغيزستان quot;ان اجراء الاستفتاء اصبح ضروريا من وجهة النظر القانونية. وان قمنا الان بتعرج فان ذلك قد يتسبب بمزيد من عدم الاستقرارquot;.
وفي بلدة ناريمان المجاورة لمدينة اوش الواقعة ايضا في جنوب قرغيزستان قرب حدود اوزبكستان، قتل شخصان اثر عملية قامت بها قوات الامن كما اعلنت القيادة العسكرية في اوش.
ويضاف هذان القتيلان الى حوالى 208 قتلى تم احصاؤهم رسميا الى اليوم، فيما اكدت اوتونباييفا الاسبوع الماضي ان العدد الحقيقي قد يكون اكبر من الحصيلة الرسمية بعشر مرات.
وقام شرطيون وجنود مكلفون الاشراف على الامن في منطقة اوش التي لا تزال خاضعة لحالة الطوارىء بعد اضطرابات منتصف حزيران/يونيو، اليوم الاثنين quot;بعملية خاصةquot; بحثا عن quot;المقاتلينquot; الذين يرفضون تسليم اسلحتهم، بحسب قيادة اوش.
ووقع تبادل اطلاق نار عندما وجد جنود انفسهم في مواجهة quot;مقاومة مسلحةquot;، على ما اوضحت القيادة العسكرية.
واضافت القيادة في بيان ان شخصين قتلا اثر عملية تمشيط قامت بها قوات الامن في بلدة ناريمان المجاورة لاوش بالقرب من حدود اوزبكستان. فضلا عن ذلك نقل 23 جريحا الى المستشفى وفتح تحقيق في الامر.
واكدت القيادة العسكرية quot;ان العملية الخاصةquot; سمحت بالعثور على قنبلتين يدويتين ورصاصات وقنابل حارقة، كما اكدت توقيف سبعة اشخاص.
وقالت الناشطة للدفاع عن حقوق الانسان توليكان اسماعيلوفا من المنظمة غير الحكومية quot;مواطنون ضد الفسادquot; لوكالة فرانس برس quot;ان الناس اصيبوا بالذعر. لا احد كان ينتظر مثل هذه العملية هنا. (...) ان الجنود يضربون مسنين ويقتادون الشبان الى حيث لا ندري. كل ذلك لا يؤدي سوى الى تفاقم الوضعquot;.
وهذه الاحداث الجديدة تثير المخاوف من تجدد اعمال العنف في المنطقة بين القرغيز والاقلية الاوزبكية.
ولعل الزيارة الخاطفة التي قامت بها الرئيسة الانتقالية روزا اوتونباييفا الاثنين الى اوش فيما كانت تقوم برحلة الى مدينة اخرى مجاورة، تعبر عن قلق السلطات الانتقالية المستمر في هذا البلد الصغير الفقير الذي تهزه الازمات السياسية المتكررة.
وكان الجيش تمكن امس من رفع الحواجز التي تسد منافذ الاحياء الاوزبكية المخربة في اوش بدون ان يلقى اي مقاومة من جانب الاوزبك.
لكن التوترات ما زالت متواصلة في هذه المدينة مركز اعمال العنف الاتنية التي وقعت خلال الاسبوعين الاخيرين.
واكد القائد العسكري لمدينة اوش الكولونيل كورسان اسانوف في مؤتمر صحافي ان سبع عمليات خاصة في الاجمال شنت الاثنين في اوش، خمس منها في الاحياء الاوزبكية واثنتان في احياء القرغيز.
وقال ان الهدف من العمليات هو ملاحقة quot;المحرضينquot; وبالتالي تجنب اضطرابات جديدة. واضاف ان هذه العمليات سمحت بالعثور على مسدسين وذخيرة وكمية كبيرة من المخدرات، مؤكدا توقيف 19 شخصا.
التعليقات