رفض اوباما التخلي عن إستراتجيَّة الحرب في أفغانستان دون تقديم أي إلتزام أمام جنوده حول الإنسحاب.

واشنطن: رفضأوباما الدعوات إلى التخلي عن استراتيجية الحرب في أفغانستان التي تتبعها الإدارة الأميركية دون أن يقدم التزاما مفتوحا أمام الجنود الأميركيين الذين يقاتلون هناك أو يشرع في الانسحاب الفوري بعد إقالة أرفع قائد عسكري أميركي في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال.

ودعا سياسيون بارزون في الحزب الجمهوري ووزير الخارجية السابق، هنري كيسنجر، الرئيس أوباما إلى التخلي عن تعهد قطعته الإدارة الأميركية سابقا بشأن البدء في سحب قواتها من أفغانستان في يوليو/تموز 2011 لأن تنفيذ هذا التعهد يضر بجهود هزيمة حركة طالبان.

وفي غضون ذلك، ترغب أصوات يسارية داخل الحزب الديمقراطي في البدء في سحب القوات فورا على أساس أن الحرب لا يمكن كسبها، لكن أوباما قال إنه ينوي الالتزام بالاستراتيجية المقررة واحترام الجدول الزمني المتفق عليه في السنة الماضية لكنه في الوقت ذاته أشار إلى أن القوات الأميركية يمكن أن تبقى في أفغانستان بأعداد كبيرة بعد بدء سحب القوات في الصيف المقبل.

وقال أوباما خلال مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيدف، الذي يزور واشنطن إن الولايات المتحدة لم تقل إن القوات الأميركية أو قوات البلدان الحليفة ستخرج من أفغانستان بدءا من يوليو/تموز 2011، ومضى أوباما قائلا إن الإدارة الأميركية quot;ستبدأ مرحلة انتقالية تتيح للحكومة الأفغانية تحمل مسؤوليات أكبرquot;، مضيفا أن جزءا من الاستراتيجية الأميركية يقوم على إعادة تقييم المهمة الأفغانية عند نهاية السنة الحالية.

وقال رئيس لجنة القوات المسلحة السيناتور الجمهوري، ليندسي جراهام، والذي ساند أوباما في إقالته للجنرال ماكريستال إن موعد يوليو 2011 يقوض المجهود الحربي هناك، مضيفا أنه quot;يقوي أعداءنا ويربك أصدقاءنا، وأعتقد أن هناك حاجة لإعادة تقييم هذا الموعدquot;.

أما وزير الخارجية السابق، كيسنجر فكتب في صحيفة الواشنطن بوست، محذرا الإدارة الأميركية من انهيار الدعم الشعبي المحتمل للنزاع هناك على غرار ما حدث خلال حرب فيتنام مما قد يؤدي إلى quot;التركيز على استراتيجية الخروج أي الخروج بلد التركيز على استراتيجية (كسب الحرب). وأضاف أن من الخطأ تحديد موعد لانتهاء المهمة الأمريكية في أفغانستان.

وبدأت تداعيات إقالة ماكريستال التكشف في ظل استعداد الجمهوريين للطعن مرة أخرى في خطط الإدارة للبدء في سحب القوات خلال السنة المقبلة، وإجراءات التدقيق في تعيين الجنرال ديفيد بتريوس في منصب قائد القوات الأميركية وقائد قوات حلف الأطلسي (الناتو) الي ستباشرها لجنة القوات المسلحة في الكونغرس ستكون مناسبة لتسجيل المظالم وانتقاد استراتيجية الإدارة الأميركية في أفغانستان التي تبدو، وكأنها لا تحقق الأهداف المرسومة لها.

يقول المرشح الرئاسي السابق، السيناتور، جون ماكين، quot;من المفهوم تماما لماذا اتخذ الرئيس (أوباما) قراره بناء على العلاقة التي تربط بين المؤسستين المدنية والعسكرية والتي تعود إلى زمن طويلquot; مضيفا فيما يتعلق بتحديد موعد للانسحاب quot;لا يمكن أن تخبر أعداءك بموعد رحيلك ثم تتوقع انتصار الاستراتيجية التي تتبناها...إن هذا مبدأ أساسي في الحروبquot;.

وأن الحرب في أفغانستان بدأت تخرج من دائرة النقاش العام في واشنطن بسبب طغيان أخبار التسرب النفطي في خليج المكسيك ودور شركة بي بي عن ذلك. لكن أزمة إقالة ماكريستال أعادت الحرب الأفغانية إلى دائرة الضوء في وقت غير موات للرئيس أوباما في ظل انخفاض شعبيته داخل الولايات المتحدة الأميركية. وفي هذا الإطار، تقول قناة إن بي سي وول ستريت جورنال إن شعبية أوباما انخفضت إلى 45 في المئة، وهي أدنى شعبية في رئاسة أوباما إلى حد الآن.