إيمان الصايغ

لا يزال حديث المدينة في العاصمة الكويتية، والشغل الشاغل هو قضية إختفاء الفتاة الكويتية القاصر في مدينة أميركية خلال زيارة تقوم بها أسرتها الى الولايات المتحدة لقضاء العطلة الصيفية، وسط إنطباعات وإحتمالات كثيرة لا يزال الغموض يظللها.

أنشأت وزارة الخارجية الكويتية غرفة عمليات مشتركة في مقر الوزارة، والسفارة الأميركية في واشنطن، لتبادل أي معلومات أو معطيات بشأن حادثة إختفاء فتاة كويتية قاصر قبل نحو أسبوع من مسكن أسرتها في ولاية فلوريدا الأميركية، حيث تقضي العائلة الكويتية هناك عطلة الصيف.

وتؤكد أجواء وزارة الخارجية الكويتية بأنها لا تزال على إتصال مستمر مع بعثتها الدبلوماسية في الولايات المتحدة، التي تتلقى بدورها المعلومات أولا بأول من الشرطة الأميركية التي أعلنت إستنفارًا أمنيًا في الولاية التي أعتبرت فيها الفتاة الكويتية القاصر مخطوفة، وهي الحادثة التي تثير حتى الآن إنطباعات وإحتمالات واسعة، على الرغم من أن جهات أمنية كويتية تمنت عدم الإنسياق وراء أي معلومات مضللة يجري تناقلها على أجهزة (البلاك بري).

وحتى الآن فإن السلطات الأمنية الأميركية لم تنجح في إقتفاء أثر الفتاة الكويتية القاصر إيمان محمد الصايغ (15 عامًا)، إذ تتخلص وقائع الساعات التي سبقت إنكشاف عملية فقدان الفتاة الصايغ، أن أسرتها غادرت المنزل الذي تقطنه في ولاية فلوريدا لقضاء بعض الوقت في متنزهات داخل الولاية، فيما بقيت الفتاة في المنزل لوحدها، وعندما عادت العائلة الى المنزل بعد ساعات قليلة في الخارج، لم تعثر على الإبنة التي لم تأخذ شنطة سفر أو ملابس، وأن حاجياتها في المنزل بقيت كما هي، وهو ما أثار الريبة لدى رب العائلة الذي بادر الى إبلاغ عناصر الأمن الأميركيين الذين ضربوا بدورهم الى فرض طوق أمني حول المدينة، لإحباط أي عملية إختطاف محتملة للفتاة الكويتية التي تم تعميم أوصافها على الدوريات الأمنية.

والى جانب الخطوة الأمنية الأميركية المبدئية فقد أجريت عملية جرد رسمية لهويات وبيانات جميع ركاب القطارات والباصات السريعة والطائرات التي غادرت الولاية منذ الصباح، حيث عثر على إسم الفتاة الكويتية في عداد ركاب قطار أخذ وجهة مدينة نورث بلايت في ولاية أوماها، إذ سئلت من قبل مسؤولي القطار عن وجهتها كونها قاصر، إلا أنها أبلغتهم بأن لها أقارب في ولاية أوماها، وأنها تريد أن تزورهم، حيث تابعت رحلتها الى هناك، حيث يعتقد على نطاق واسع بأن الفتاة الكويتية موجودة في هذه المقاطعة، وأن جميع الإجراءات الأمنية تتخذ الآن لجلاء أسباب مغادرتها منزل ذويها، وعما إذا كانت قد تعرضت لعملية إختطاف عبر إستدراج بالحيلة عبر شبكة الإنترنت والمواقع الإجتماعية التفاعلية الشهيرة، وهو ما تفك الشرطة الأميركية لغزه في الوقت الراهن، عبر ترتيب أولويات منظم يهدف أولا الى إستعادة الفتاة القاصر، وإخضاعها للتحقيق، وتدوين إفادتها.

ويخشى على نطاق واسع بأن تكون الفتاة القاصر قد أستدرجت بالحيلة لتنفيذ عملية إختطافها، وتنفيذ عملية مساومة وإبتزاز في مرحلة لاحقة لذويها للمطالبة بفدية، وأموال كثيرة مقابل الإفراج عنها، وإعادتها الى ذويها، وسط إنطباعات بأن هذا النوع من الجرائم قد أصبح منتشرًا بكثرة في الولايات المتحدة بين الشباب المراهق و المتأثر بأفلام الأكشن الأميركية، وهي جرائم غالبًا ما تنتهي بسيطرة الشرطة الأميركية على هؤلاء المراهقين، الذين يقومون بهذه الجرائم نظرًا لحاجتهم الى المال.