أنفقت السعوديات 2.4 مليار دولار على مستلزمات التجميل العام الماضي، ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم بنسبة 11 في المائة بنهاية الحالي.


لندن: تحتل السعوديات المركز الأول في العالم عندما يتعلق الأمر باستهلاك مستلزمات التجميل. وتبعا لتقرير صحيفة quot;فايننانشيال تايمزquot; البريطانية فقد أنفقن 2.4 مليار دولار على هذه المنتجات العام الماضي، ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم بنسبة 11 في المائة بنهاية الحالي.

وهن يتبادلن المشورات والنصائح بهذا الصدد على صفحات المواقع الإلكترونية الاجتماعية مثل laquo;تويترraquo; وlaquo;فيس بوكraquo;، كما يلتقين - خاصة المراهقات - في laquo;أمسيات مكياجraquo; لعرض مهاراتهن في التجمّل مثل الـlaquo;smoky eye lookraquo; على سبيل المثال.

وكل هذا في تحد واضح لسلطات الأمر بالمعروف التي تصفهن بأنهن laquo;يشوهن خلقة الله ويقعن في خطيئة التبرّجraquo; تبعا لتقرير الصحيفة.

وتقول جاكلين كلارك، مديرة الأبحاث في مؤسسة laquo;داياغونال ريبورتسraquo; التي تتخصص في دراسة اتجاهات سوق التجميل في مختلف أرجاء العالم، إن السعوديات laquo;مثل بقية النساء من مختلف الأعمار ينفقن على مظهرهن أكثر من أي شيء آخر. لكن الأرقام توضح ان السعوديات يتصدرن هذا المجال على مستوى العالمraquo;.

ولأن المملكة تتبع نظاما صارما في ما يتعلق باختلاط النساء والرجال، وأيضا بسبب حظر وسائل الترفيه العامة مثل دور السينما والمنتديات الليلية على الطراز الغربي، تنتهز السعوديات المناسبات الاجتماعية كحفلات الخطوبة والزواج وعيد الميلاد وحتى بيوت العزاء لإظهار تجملهن، على الأقل لبعضهن بعضا وأيضا لأعين أمهات الخاطبين المحتملين.

ونقلت الصحيفة عن سعودية تدعى نور (25 عاما) قولها إنها أمضت سبع ساعات أنفقت فيها قرابة 450 دولار داخل صالون للتجميل في الرياض من أجل حضورها حفلة زواج إحدى صديقاتها، وأضافت أنها تنفق حوالي 150 دولارا في الأسبوع في المتوسط على مستلزمات التجميل في الظروف العادية.

وتقول نور إن حفلات الزواج هي quot;أهم المناسبات على الإطلاق بالنسبة لنا، لأنها تتيح لنا الفرصة للتجمّل إلى أقصى حد ممكن. وكثيرا ما يلومنا أزواجنا أو أقاربنا على كثرة الإنفاق في التسوّق، ولكن إذا كانت المرأة تعيش في الرياض، فماذا هي فاعلة بخلاف ذلك؟quot;
وفي ما مضى كانت السعوديات المنتميات للعائلات الميسورة يتعلمن مسايرة اتجاهات الموضة بسبب قدرتهن على السفر إلى العواصم الغربية. لكن السعودية اليوم ليست بحاجة إلى كل هذا ويكفيها لمعرفة آخر الصيحات أن تتابع الفضائيات والإنترنت التي تنقل لها ما يدور في عالم الأزياء ومستلزمات التجميل الغربية وأخبار نجوم الفن سواء في الغرب أو في مجتمعات الشرق الأوسط الليبرالية نسبيا.

لكن صناعة التجميل في المملكة تظل هدفا لانتقادات رجال الدين. ونقلت quot;فاينانشيال تايمزquot; عن الشيخ محمد الهبدان فتواه مؤخرا بأن على المرأة ألا تظهر أكثر من عين واحدة لأن إظهارها العينين قد يكون مدعاة للإغراء والفتنة. وبعض صالونات التجميل تنوء تحت ضغوط شرطة الآداب quot;المطوعينquot; فتضطر لمسايرة هذا الاتجاه عبر لافتات تحث المرأة على أن تجملها يجب أن يكون لزوجها ولا أحد سواه.