لا تزال سياسة الغموض التي تنتهجها الأحزاب السياسيّة المعارضة في مصر حيال المشاركة او المقاطعة في انتخابات مجلس الشعب المقبلة، تمثل العقبة الرئيسة أمام أي تنسيق بينها بشأن ذلك الاستحقاق. وسط انباء تتحدث عن أن جماعة الإخوان المسلمين تتّجه نحو المشاركة.

كشف قيادي مصري في جماعة الإخوان المسلمين أن هناك انقسامًا على مستوى قواعد الجماعة حول مقاطعة انتخابات مجلس الشعب المقبلة، مشيرًا إلى أنّ الاستفتاء الذي أجرته الجماعة على مستوى القواعد والمكاتب الإدارية مالت نتائجه نحو مقاطعة الانتخابات.

بيد انه أكد ان القرار سيكون لأعضاء مجلس شورى الجماعة ومكتب الإرشاد ، وانه quot;من غير المرجح ان يتم الأخذ بنتائج الاستفتاء quot; على حد قوله، نظرًا لأن quot;أغلبية أعضاء المجلس، والجهة الاستشارية، ومكتب الإرشاد، والهيئة التنفيذية هم مع المشاركة في الانتخابات المقبلةquot;.

وقال المهندس سعد الحسيني لـquot;إيلافquot; إنه لا يوجد مشروع لمقاطعة الانتخابات لدى الجماعة، مضيفًا أن الجماعة تفضل عدم ترك الحبل على الغارب للحزب الحاكم لكي يفعل ما يشاء، ولذلك quot;لن تقاطع الانتخابات إلا اذا تم التوصل الى اتفاق مع الأحزاب المعارضة على مبدأ المقاطعة، وأخذت الجماعة ضمانات بعدم تراجع هذه الأحزابquot;.

وكانت الجماعة قد دعت الأحزاب والقوى السياسية الى اجتماع في مقر كتلتها البرلمانية للتباحث حول مستقبل مصر واتخاذ موقف موحد من الانتخابات المقبلة، لكن لم يسفر الاجتماع عن نتيجة في هذا الصدد، حيث عرضت القوى السياسية التي شاركت في الاجتماع اراءها فقط بشأن المشاركة في الانتخابات أو المقاطعة.

ويعتقد المحللون ان عدم توضيح القوى السياسية لموقفها وتقديمها إجابة صريحة حول المشاركة او المقاطعة للانتخابات يمثل العقبة الرئيسة أمام أي تنسيق بينها بشأن الانتخابات.

وجاءت أغلبية الآراء التي طرحت في الاجتماع مع عدم المشاركة في الانتخابات في حال عدم توافر ضمانات لنزاهتها، ولم يتم التوصل إلى قرار نهائي حيث اكتفت القوى السياسية بتشكيل لجنة لدراسة الانتخابات لبحث جدوى المشاركة من عدمها.

ويرجح المحللون اتخاذ الإخوان موقفًا منفردًا بشأن المشاركة من عدمهاـ مرجعين ذلك الى صعوبة تنسيق حزبي الوفد والتجمع على الأخص مع الجماعة، حيث لم تصدر اية قرارات من كلا الحزبيين بالتنسيق مع الإخوان.

كما يعتقد المحللون ان عدم مشاركة الجماعة في الانتخابات سيكتب نهايتها سياسيا، وسيرسخ اعتقادات عن معاناة الجماعة من أزمات مستعصية على الحل.

يذكر ان الجماعة حققت أفضل نتائجها البرلمانية في انتخابات مجلس الشعب السابقة في العام 2005 ، حيث حصلت على نحو 20% من المقاعد .